اربعین فی امامة الائمة الطاهرین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ومنها : أنه يلزم قبح قوله ( فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) ( 1 ) لأنهم نزهوا ابليس والكافر . ومنها :
أنه يلزم تكليف مالا يطاق ، لأنه يكلف الكافر بالايمان ولا قدرة لهعليه ، وهو قبيح والسمع قد منع منه
قال الله تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) ( 2 ) . ومنها : أنه يلزم أن لا يكون عندنا فرق بين من أحسن
الينا أو أساءنا ، ولا يحسن أن نشكر الأول ونذم الثاني . ومنها : أنه يلزم افحام الأنبياء وانقطاع
حجتهم ، لأن النبي صلى الله عليه وآله إذا قال للكافر : آمن بي لما أظهره الله من المعجزة في يدي ، قال
له الكافر : إذا جاز أن يخلق الله في الكفر ويعذبني من غير جرم ، فلم لا يجوز أن يظهر المعجزة في يدك
وأنت كاذب ؟ فينقطع النبي . ويلزم افحام النبي على وجه آخر ، بأنه إذا قال للكافر آمن بي وصدقني يقول :
قل للذي بعثك يخلق في الايمان ، أو القدر المؤثر فيه ، حتى أن أتمكن من الايمان واومن بك ، والا فكيف
تكلفني الايمان ولا قدرة لي عليه ، بل خلق في الكفر ، وانما لا أتمكن من مقاهرة الله تعالى ، فينقطع
النبي ولا يتمكن من جوابه .
ومن مذاهبهم السخيفة : انكارهم الحسن والقبح العقليين . وحاصل كلامهم : أن
الفعل في نفسه لا له حسن ولا قبح ، بل هما تابعان للشرع ، فما أمر به الشارع فهو حسن ، وما نهى عنه فهو
قبيح . ويلزم على هذا القول تجويز أن يعذب الله تعالى سيد المرسلين على طاعته ، ويثيب ابليس على
معصيته ، فيكون فاعل الطاعة سفيها ، لأنه يتعجل بالتعب في
الاجتهاد في العبادة ، واخراج ماله في عمارة المساجد والربط والصدقات من غير نفع يحصل له ، لأنه قد
يعاقبه على ذلك ، ولو فعل عوض ذلك ما يتلذذ به ويشتهيه
.