مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
( و على الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) ( 2 ) جعل الله التوكل مفتاح الايمان ، و الايمان قفل التوكل ، و حقيقة التوكل الايثار ، وأصل الايثار تقديم الشيء بحقه ، و لا ينفك المتوكل في توكله من إثبات أحد الايثارين : فإن اثر معلول التوكل و هو الكون حجب به ، و ان اثر العلل عله التوكل و هو البارئ سبحانه و تعالى بقي معه ، فإن أردت أن تكون متوكلا لا متعللا ، فكبر على روحك خمس تكبيرات ، و ودع أمانيك كلها توديع الموت للحياة ، و أدنى حد التوكل أن لا تسابق مقدورك بالهمة ، و لا تطالع مقسومك ، و لا تستشرف معدومك ، فينتقض بأحدها عقد ايمانك و أنت لا تشعر ، و ان عزمت أن تقف على بعض شعار المتوكلين من إثبات احد الايثارين حقا ، فاعتصم بمعرفة هذه الحكاية ، و هي انه روي مان بعض المتوكلين قدم على بعض الائمة ( عليهم السلام ) ، فقال له : اعطف علي بجواب مسألة في التوكل ، و الامام ( عليه السلام ) كان يعرف الرجل بحسن التوكل و نفيس الورع ، و أشرف على صدقه فيما سأل عنه من قبل إبدائه إياه ، فقال له : قف مكانك و انظرني ساعة ، فبينا هو مطرق لجوابه اذ اجتاز بهما فقير ، فادخل الامام ( عليه السلام ) يده في جيبه و أخرج شيئا فناوله الفقير ، ثم اقبل على السائل فقال له : هات وسل عما بدا لك ، فقال السائل : أيها الامام ، كنت اعرفك قادرا متمكنا من جواب مسألتي قبل ان استنظرتني ، فما شأنك في ابطائك عني ؟ فقال الامام ( عليه السلام ) : لتعتبر المعنى قبل كلامي ، إذا لم أكن أراني ساهيا بسري و ربي مطلع علي ، ان اتكلم بعلم التوكل و في جيبي دانق ، ثم لم يحل ذلك إلا بعد إيثاره فافهم ، فشهق السائل شهقة ، و حلف ان لا يأوي عمرانا و لا يأنس ببشر ما عاش ) .[ 12795 ] 17 - الشيخ المفيد في الاختصاص : مرسلا عن الاوزاعي ، أن لقمان قال لابنه : يا بني من ذا الذي عبد الله فخذله ؟ و من ذا الذي ابتغاه فلم