8ـ ابان بن تغلب بن رباح - تفسیر والمفسرون فی ثوبه القشیب جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر والمفسرون فی ثوبه القشیب - جلد 1

محمد هادی معرفت

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

8ـ ابان بن تغلب بن رباح

ابـو سـعيد البكري الكوفي قال الشيخ : ثقة جليل القدر, عظيم المنزلة , لقي ابا محمد السجاد, و ابا جعفر الباقر, وابا عبد اللّه الصادق (ع ) و روى عنهم و كانت له عندهم خطوة و قدم ((988)) .

و كـان اذا قدم المدينة تقوضت له الحلق و اخليت له سارية النبى (ص ) ((989)) و كان ذلك بامر
من الامام ابي جعفرالباقر(ع ), قال له : ((اجلس في مسجد المدينة و افت للناس , فاني احب ان يرى
في شيعتي مثلك )) ((990)) و هكذاروى الكشي عن الامام ابي عبد اللّه الصادق (ع ) كان يقول له :
((جـالـس اهل المدينة , فاني احب ان يروا في شيعتنا مثلك )) و قد استجاز الامام ان يفتيهم حسبما
يـرون , قال : اني اقعد في المسجد, فيجيئني الناس فيسالوني , فان لم اجبهم لم يقبلوا مني , و اكره ان
اجـيـبهم بقولكم و ما جا منكم فاجازه الامام ان يفتي للناس حسبما علم انه من قولهم قال : ((انظر ما
علمت انه من قولهم فاخبرهم بذلك )) ((991)) .

قـال الـشيخ : و كان ابان بن تغلب قارئا فقيها لغويا نبيلا, و سمع العرب و حكى عنهم و صنف كتاب
((الـغـريـب فـي الـقرآن )), و ذكر شواهده من الشعر قال : فجا فيما بعد عبد الرحمان بن محمد
الازدي الكوفي , فجمع من كتاب ابان , و محمد ابن السائب الكلبي , و ابي روق ابن عطية بن الحرث ,
فـجـعـلـه كتابا واحدا, فيما اختلفوا فيه و مااتفقوا عليه فتارة يجي كتاب ابان مفردا, و تارة يجي
مشتركا, على ما عمله عبد الرحمان .

قال : و لابان ـ رحمة اللّه عليه ـ قراة مفردة و رفع اسناده الى محمد بن موسى بن ابي مريم صاحب
اللؤلؤ, قال :سمعت ابان بن تغلب , و ما احد اقرا منه , يقرا القرآن من اوله الى آخره , و ذكر القراة .

قال : و لابان كتاب الفضائل ـ ثم ذكر طريقه اليه ـ كما ان له اصلا قال : و مات ابان سنة (141) في
حياة الامام الصادق (ع ) و لما بلغه نعيه , قال : ((اما واللّه , لقد اوجع قلبي موت ابان )) ((992)) .

و اخرج النجاشي باسناده الى الحسين بن سعيد بن ابي الجهم , قال : حدثني ابي عن ابان بن تغلب , في
قوله تعالى : (مالك يوم الدين ) و ذكر التفسير الى آخره قال : و لابان قراة مفردة مشهورة عند القرا
و عـن مـحمد بن موسى بن ابي مريم , قال : سمعت ابان بن تغلب , و ما رايت احدا اقرا منه قط, يقول :
((انـمـا الـهـمزرياضة )) ((993)) و ذكر قراته الى آخرها قال : و له كتاب الفضائل , و كتاب
صفين , و كتاب تفسير غريب القرآن .

قـال ابـراهـيم النخعي : كان ابان (ره ) مقدما في كل فن من العلم , في القرآن , والفقه , و الحديث , و
الادب , و اللغة ,و النحو.

و عـن ابان بن محمد بن ابان بن تغلب , قال : سمعت ابي يقول : دخلت مع ابي الى ابي عبد اللّه (ع ) فلما
بصر به امر بوسادة فالقيت له , و صافحه و اعتنقه و ساله و رحب به قال : و كان ابان اذاقدم المدينة
تقوضت اليه الحلق و اخليت له سارية النبى (ص ) ((994)) .

و عـن عـبـد الـرحـمان بن الحجاج , قال : كنا في مجلس ابان بن تغلب , فجاه شاب فقال : يا ابا سعيد,
اخبرني كم شهد مع على بن ابي طالب (ع ) من اصحاب النبى (ص )؟ فقال له ابان : كانك تريد ان تعرف
فـضل علي بمن تبعه من اصحاب رسول اللّه ؟ فقال الرجل : هو ذاك فقال : و اللّه ما عرفنا فضلهم الا
باتباعهم اياه .

و قال ابان لابي البلاد: تدري من الشيعة ؟ الشيعة الذين اذا اختلف الناس عن رسول اللّه , اخذوا بقول
على و اذا اختلف الناس عن على , اخذوا بقول جعفر بن محمد.

قال النجاشي : و جمع محمد بن عبد الرحمان بين كتاب التفسير لابان و بين كتاب ابي روق عطية بن
الحرث و محمد بن السائب , و جعلها كتابا واحدا.

وعن عبد اللّه بن خفقة , قال : قال لي ابان بن تغلب : مررت بقوم يعيبون على روايتي عن جعفر كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سالته عن شي الا قال : قال رسول اللّه ((995)) .

و عـن سـلـيم بن ابي حية , قال : كنت عند ابي عبد اللّه , فلما اردت ان افارقه ودعته , و قلت : احب
ان تـزودنـي فـقـال : ائت ابـان بـن تـغـلـب , فـانـه قد سمع مني حديثا كثيرا, فما روى لك فاروه
عني ((996)) .

و قـال ابـن حـجر: قال احمد, و يحيى , و ابوحاتم , و النسائي : ثقة و قال ابن عدي : له نسخ عامتها
مستقيمة , اذاروي عنه ثقة , و هو من اهل الصدق في الروايات و ان كان مذهبه مذهب الشيعة , و هو
في الرواية صالح لاباس به قال ابن حجر: هذا قول منصف , و قد تقدم ذكره .

وقـال ابـن عـجـلان : حدثنا ابان بن تغلب , رجل من اهل العراق , من النساك , ثقة و مدحه ابن عيينة
بـالفصاحة والبيان قال ابو نعيم : و كان غاية من الغايات و قال العقيلي : سمعت ابا عبد اللّه يذكر عنه
عقلا و ادبا و صحة حديث و قال ابن سعد: كان ثقة و ذكره ابن حبان في الثقات ((997)) .

و قـال الـحافظ شمس الدين الداودي : صنف كتاب ((معاني القرآن )) لطيف , ((القراات )) روى له
مسلم والاربعة ((998)) .

9ـ الحسن البصري

ابـو سـعـيد الحسن بن ابي الحسن يسار البصري كان ابوه مولى لزيد بن ثابت الانصاري , من سبي مـيسان (بليدة باسفل البصرة ), و امه خيرة مولاة ام سلمة زوج النبى (ص ) و تربى في بيتها و يقال :
ربـمـا كـانـت تـغـذيه بلبنها ـباذن اللّه ـ عند ما تغيب امه و يقال : انه ولد على الرق , ولد بالمدينة
سـنـة (22) لسنتين بقيتا من خلافة عمر, ونشا بوادي القرى (واد من اعمال المدينة على طريق
الشام , واقع بين تيما و خيبر) و توفي بالبصرة مستهل رجب سنة (110) ((999)) .

كـان الـحـسـن جـسـيما وسيما ((1000)) نابها فصيحا, و كان يشبه في الفصاحة و البيان برؤبة
العجاج ((1001)) و كان عالماجامعا, و فقيها مامونا ((1002)) و عابدا ناسكا, حسب تعبير ابن سعد
و غيره ((1003)) .

كـان اكـثـر مـا يـقـولـه عـن علي (ع ) من غير ان يصرح باسمه الشريف تقية , او يكنى عنه بابي
زينب ((1004)) .

و قـد اعـتمد الائمة مراسيله , لانه لا يرسل الا عن ثقة قال على بن المديني : مرسلات الحسن اذا
روى عـنـه الثقات , صحاح و قال ابو زرعة : كل شي يقول الحسن : قال رسول اللّه (ص ), وجدت له
اصلا ثابتا.

قـال يـونـس بـن عـبـيد: سالت الحسن , قلت : يا ابا سعيد, انك تقول : قال رسول اللّه (ص ) و انك لم
تدركه ؟ انـي فـي زمـان كما ترى ((1005)) ـ كل شي سمعتني اقول : قال رسول
اللّه (ص )فهو عن على بن ابي طالب (ع ) غير اني في زمان لا استطيع ان اذكر عليا(ع ) ((1006))
.

قال الشريف المرتضى : و كان الحسن بارع الفصاحة , بليغ المواعظ, كثير العلم و جميع كلامه في
الـمـواعظ و ذم الدنيا, او جله ماخوذ ـ لفظا و معنى , او معنى دون لفظ ((1007)) ـ من كلام امير
المؤمنين على بن ابي طالب (ع ), فهوالقدوة و الغاية , فنقل عنه حكما و مواعظ جليلة .

ثـم قـال : و كـان الـحـسـن اذا اراد ان يـحـدث في زمن بني امية عن امير المؤمنين , قال : قال ابو
زينب ((1008)) .

و قـال الـشيخ فريد الدين العطار النيسابوري : ((كان الحسن انما يوالي عليا امير المؤمنين , و منه
اخذ العلم , و كان مرجعه في طريقة العرفان )) ((1009)) .

و لابـان بن ابي عياش كلام بشان الحسن , يدل على مغالاته في ولائه للامام اميرالمؤمنين (ع ) قال :
لما اودعه سليم بن قيس الهلالي كتابه و اوصاه ان لا يريح غير الخواص من الشيعة ـ : فكان اول من
لـقـيت بعد قدومي البصرة الحسن بن ابي الحسن البصري , و هو يومئذ متوار من الحجاج و الحسن
يـومـئذمن شيعة على بن ابي طالب ـ صلوات اللّه عليه ـ و من مفرطيهم , نادم متلهف على ما فاته من
نصرة علي والقتال معه فخلوت به في شرقي دار ابي خليفة الحجاج بن ابي عتاب الديلمي , فعرضته
عليه , فبكى ثم قال : مافي حديثه شي الا حق , قد سمعته من الثقات من شيعة علي ـ صلوات اللّه عليه
ـ و غيرهم ((1010)) .

قـلت : كان اخذه عن علي (ع ) بواسطة الثقات من اصحابه , و ليس مباشرة و بغير واسطة , لانه لم
يـدرك عليا في المدينة بما يمكنه الاخذ عنه , لحداثة سنه حينذاك , و لم يلق عليا بعد ان خرج الامام
الى العراق , كما سنوضح .

و الذي انتقصوا به الحسن امران : انه كان يدلس , و كان منحرفا عن علي (ع ) في بد امره و ان كان
قد تندم بعدذلك و شي ثالث : انه كان قدريا, و يقول : ((من كذب بالقدر فقد كفر)) و لننظر في كل
هذه التهم و مبلغ اعتبار كل واحدة منها:.

امـا الـتـدلـيس , فقال ابن حجر: و كان يرسل كثيرا و يدلس قال البزار: كان يروي عن جماعة لم
يسمع منهم ,فيتجوز و يقول : حدثنا و خطبنا, يعني قومه الذين حدثوا و خطبوا بالبصرة ((1011)) .

و سـئل ابو زرعة : هل سمع الحسن احدا من البدريين ؟ قال : رآهم رؤية , راى عثمان و عليا قيل :
هـل سـمـع منهماحديثا؟ قال : لا, راى عليا بالمدينة , و خرج على الى الكوفة و البصرة , و لم يلقه
الـحـسـن بعد ذلك و قال على بن المديني : لم ير عليا الا ان كان بالمدينة و هو غلام , و لم يسمع من
جـابر بن عبد اللّه , و لا من ابي سعيد الخدري ,و لم يسمع من ابن عباس , و ما رآه قط, كان الحسن
بـالمدينة ايام كان ابن عباس بالبصرة و اما قوله : ((خطبنا ابن عباس بالبصرة )), فانما اراد: خطب
اهل البصرة كقول ثابت : ((قدم علينا فلان )) اي قدم بلدنا و اهلنا و قال ابن المديني : و لم يسمع من
ابي موسى , و قال ابو حاتم و ابو زرعة : لم يره قال ابن المديني : روي عن الحسن ان سراقة حدثهم قـال : و هذا اسناد ينبو عنه القلب ان يكون الحسن سمع من سراقة , الا ان يكون معنى حدثهم :حدث
الناس , قال : فهذا اشبه و هكذا قال الترمذي : لم يثبت له سماع من علي (ع ) ((1012)) .

و قد تقدم الجواب عن ذلك , و انه كان لا يرسل الا عن ثقة , و لذلك قال ابن المديني و ابو زرعة و
غيرهما:مرسلات الحسن صحاح , و ان لها اصلا ثابتا وجده الاعلام ((1013)) .

و كـان الرجل في محذور عن تسمية الرجال , و لا سيما اذا كان عن الامام امير المؤمنين علي (ع )
او احداصحابه المعروفين .

قـال الـطـبـري : كان الحسن فقيها فاضلا, لا يشك في حديثه فيما روى , و كان كثير المراسيل و
كثير الرواية عن قوم مجاهيل , و عن صحف قد وقعت اليه لقوم اخذها منهم و روي عن مساور, قال :
قلت للحسن : عمن تحدث هذه الاحاديث ؟ قال : عن كتاب عندنا سمعته من رجل .

قال المحقق التستري ـ تعليقا على هذا الكلام ـ : و لعله اشارة الى كتاب سليم ابن قيس الهلالي الذي
وقع بيده و سمعه من ابان بن ابي عياش , على ما اسلفنا.

و قـال ـ اخـيـرا ـ : و الـرجـل ـ كـمـا رايـت ـ مـخـتلف فيه , الا ان الاحسن حسنه و تقواه و
تقيته ((1014)) .

و اما تهمة الانحراف فمستندها حكايات هي اشبه بالاوهام :.

من ذلك ما ارسله صاحب كتاب الاحتجاج : ان عليا(ع ) مر ـ بعد واقعة الجمل ـ بالحسن البصري و
هـويـتـوضـافـقـال : يا حسن اسبغ الوضؤ, فقال : يا امير المؤمنين , لقد قتلت بالامس اناسا يشهدون
الـشـهـادتـيـن ويصلون الخمس و يسبغون الوضؤ عدونا؟ فقال : لقد خرجت , وانا لا اشك ان التخلف عن ام المؤمنين عائشة هو الكفر, فلما انتهيت الى
موضع من الخريبة (موضع وقع قتال الجمل فيه ) ناداني مناد: ارجع يا حسن , فان القاتل و المقتول في
النار فقال علي : صدقك ذاك اخوك ابليس , ان القاتل و المقتول منهم في النار ((1015)) .

و هـكـذا ارسـل القطب الراوندي : ان عليا(ع ) قال له : اسبغ طهورك يا لفتي ((1016)) , فقال : لقد
قتلت بالامس رجالاكانوا يسبغون الوضؤ حـزنـك قالوا: فما راينا الحسن قط الا حزينا, كانه يرجع عن دفن حميم , او خربندج ضل حماره
فقيل له في ذلك , فقال : عمل في دعوة الرجل الصالح ((1017)) .

و ذكر ابن ابي الحديد فيمن كان يبغض عليا(ع ) الحسن البصري , قال : روى عنه حماد انه قال : لو
كـان عـلـي يـاكل الحشف ((1018)) بالمدينة لكان خيرا له مما دخل فيه و رووا عنه انه كان من
الـمـخذلين عن نصرته و روي عنه ان عليا(ع ) رآه و هو يتوضا ـ و كان ذا وسوسة ـ فصب على
اعـضـائه مـا كثيرا, فقال له : ارقت ما كثيرا ياحسن , فقال : ما اراق امير المؤمنين من دما المسلمين
اكـثر ان مات ((1019)) .

هـذا كل ما قيل بشانه دليلا على انحرافه عن الامام امير المؤمنين (ع ), لكنها روايات لا اسناد لها,
فضلا عما بينهامن تهافت و تضارب , و قد انكرها ابن ابي الحديد بشدة على ما سنذكر.

قلت : و لحسن الحظ ان واضع هذه الروايات قد ذهب عنه ان الحسن ـ و هو غلام يافع ـ لم يكن له
شان ذلك اليوم , و لم يكن حاضر البصرة يوم الجمل , و لم يخرج الى العراق بعد, الا في ايام طعن في
الـسـن و كـبر, ايام عبدالملك بن مروان و ما بعده كما يظهر من رواية الوراق : كان جابر بن زيد
رجـل اهـل الـبصرة , فلما ظهر الحسن جارجل كانما كان في الاخرة ((1020)) و جابر بن زيد
توفي سنة (93 او 103).

كان الحسن عند مقتل عثمان لم يبلغ الحلم قال ابن سعد: كان للحسن يومذاك اربع عشرة سنة قال ابو
رجـا:قـلـت لـلـحـسـن : متى عهدك بالمدينة ؟ قال : ليالي صفين قلت : متى احتلمت ؟ قال : بعد صفين
عاما ((1021)) و قال ابن حبان : احتلم سنة (37), و ادرك بعد صفين ((1022)) .

و عـلـيـه فـكان يوم الجمل غلاما حوالي البلوغ ما بين (14 ـ 15) سنة , فضلا عن كونه بالمدينة
حينذاك و لم يخرج الى العراق و قد عرفت تصريح العلما بذلك ((1023)) .

و اليك من كلام ابن ابي الحديد في ذلك :.

قـال : فـامـا اصـحـابنا فانهم يدفعون ذلك عنه و ينكرونه , و يقولون : انه كان من محبي على بن ابي
طـالب (ع ) والمعظمين له و روى ابو عمرو ابن عبد البر في كتابه ((الاستيعاب )) ان انسانا سال
الـحسن عن علي (ع ), فقال :كان و اللّه سهما صائبا من مرامي اللّه على عدوه , و ربانى هذه الامة و
ذا فضلها, و ذا سابقتها, و ذا قرابتها من رسول اللّه (ص ) لم يكن بالنؤمة عن امر اللّه , و لا بالملومة
فـي دين اللّه , و لا بالسروقة لمال اللّه اعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة , ذلك على بن
ابي طالب , يا لكع ((1024)) .

و روى الواقدي , قال : سئل الحسن عن علي (ع ), و كان يظن به الانحراف عنه , و لم يكن كما يظن ,
فقال : مااقول فيمن جمع الخصال الاربع : ائتمانه على براة , و ما قال له الرسول في غزاة تبوك : فلو
كـان غير النبوة شي يفوته لاستثناه , و قول النبى (ص ): ((الثقلان كتاب اللّه و عترتي )), و انه لم
يؤمر عليه امير قط, و قد امرت الامراعلى غيره .

و روى ابـان بـن ابـي عياش , قال : سالت الحسن البصري عن علي (ع ), فقال : ما اقول فيه السابقة , والفضل , و العلم , و الحكمة , و الفقه , و الراي , و الصحبة , و النجدة , و البلا, و الزهد, و
القضا, و القرابة ان علياكان في امره عليا رحم اللّه عليا, و صلى عليه .

فقلت : يا ابا سعيد, اتقول : ((صلى عليه )) لغير النبى على النبى وآله , و علي خير آله .

فـقلت : اهو خير من حمزة و جعفر؟ قال : نعم قلت : و خير من فاطمة و ابنيها؟ قال : نعم و اللّه انه
خـيـر آل مـحـمـدكـلهم و من يشك انه خير منهم , و قد قال رسول اللّه (ص ): ((و ابوهما خير
مـنـهـمـا)) ((زوجـتـك خـيـر امـتي )) اصحابه , فخى بين على و نفسه فرسول اللّه (ص ) خير الناس نفسا, و خيرهم اخا.

فـقلت : يا ابا سعيد, فما هذا الذي يقال عنك , انك قلته في على ؟ فقال : يا ابن اخي ,احقن دمي من هؤلا
الجبابرة , و لولا ذلك لشالت بي الخشب ((1025)) .

و ذكـر ابـو الـفـتـح محمد بن علي الكراجكي (ت 449) ان الحجاج بن يوسف كتب الى الحسن
الـبـصـري و الى واصل بن عطا و عمرو بن عبيد و عامر الشعبي , ان يخبروه بقولهم في القضا و
القدر.

فـكتب اليه الحسن : ((ما اعرف فيه الا ما قاله على بن ابي طالب (ع ) فانه قال : يا ابن آدم ازعمت ان
الذي نهاك دهاك , و انما دهاك اسفلك و اعلاك و ربك بري من ذاك )).

و كـتـب اليه واصل : ((ما اعرف فيه الا ما قاله على بن ابي طالب (ع ) فانه قال : ما تحمد اللّه عليه
فهو منه و ماتستغفر اللّه عنه فهو منك )).

و كـتـب اليه عمرو: ((ما اعرف فيه الا ما قاله على بن ابي طالب (ع ) فانه قال : ان كان الوزر في
الاصل محتوما,لكان الموزور في القصاص مظلوما)).

و كـتـب اليه الشعبي : ((ما اعرف فيه الا ما قاله على بن ابي طالب (ع ): من وسع عليك الطريق , لم
ياخذ عليك المضيق )).

فلما قرا الحجاج اجوبتهم , قال : قاتلهم اللّه , لقد اخذوها من عين صافية ((1026)) .

و قـال الـشـريـف الـمرتضى : و احد من تظاهر من المتقدمين بالقول بالعدل , الحسن بن ابي الحسن
البصري كان يقول : من زعم ان المعاصي من اللّه ـ عز و جل ـ جا يوم القيامة مسودا وجهه , ثم قرا:
(و يـوم الـقيامة ترى الذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودة ) ((1027)) ـ و ذكر عنه كثيرا من
اقـواله في ذلك ـ ثم قال : و روى ابو بكر الهذلي ((1028)) ان رجلا قال للحسن : ان الشيعة تزعم
انـك تبغض عليا(ع ) مـرامـي ربـنـا ـ عـز و جـل ـ على عدوه , رباني هذه الامة , ذو شرفها وفضلها, و ذو قرابة من
الـنـبـى (ص ) قريبة , لم يكن بالنؤمة عن امر اللّه , و لا بالغافل عن حق اللّه , و لا بالسروقة من مال
اللّه , اعـطى القرآن عزائمه فيما له و عليه , فاشرف منها على رياض مونقة , و اعلام بينة ذلك ابن
ابي طالب , يا لكع قـال : و اتـى عـلى بن الحسين (ع ) يوما الحسن البصري , و هو يقص عند الحجر, فقال : اترضي يا
حسن نفسك للموت ؟ قال : لا, قال : فعملك للحساب ؟ قال : لا, قال : فثم دار للعمل غير هذه الدار؟ قال :
لا, قـال : فـلـلـه فـي ارضـه مـعـاذ غـيـر هـذا الـبـيـت ؟ قـال : لا, قـال : فـلم تشغل الناس عن
التطواف ؟ ((1029)) .

و رواه ابـن خـلـكـان بـتـبـديـل لـفـظ ((يا حسن )) بـ ((يا شيخ )), و عقبه : فما قص الحسن
بعدها ((1030)) .

و ذكـر ابـو مـحـمـد الـحـسن بن علي ابن شعبة الحراني (من اعلام القرن الرابع ) كتابا للحسن
الـبـصـري , بـعـث بـه الـى الامـام السبط الاكبر الحسن بن علي (ع ) يساله عن رايه في القدر و
الاسـتـطـاعـة , و فـي مـفـتـتـح الكتاب ما ينبئ عن ولا صميم و عقيدة ثابتة كان يحملها لال بيت
الرسول (ص ) جا فيه :.

((اما بعد فانكم ـ معشر بني هاشم ـ الفلك الجارية في اللجج الغامرة , و الاعلام النيرة الشاهرة , او
كسفينة نوح التي نزلها المؤمنون و نجا فيها المسلمون .

كـتبت اليك يا ابن رسول اللّه عند اختلافنا في القدر, و حيرتنا في الاستطاعة فاخبرنا بالذي عليه
رايك و راي آبائك (ع ) فان من علم اللّه علمكم , و انتم شهدا على الناس , و اللّه الشاهد عليكم , ذرية
بعضها من بعض , واللّه سميع عليم ((1031)) .

و روى الـصـدوق باسناده في اماليه عن ابي مسلم , قال : خرجت مع الحسن البصري و انس بن مالك
حتى اتيناباب ام سلمة فقعد انس على الباب و دخلت مع الحسن , فسمعت الحسن و هو يقول :.

السلام عليك يا اماه و رحمة اللّه و بركاته فقالت : و عليك السلام , من انت يا بنى ؟.

فقال الحسن : انا الحسن البصري .

فقالت : فيما جئت يا حسن فقال لها: جئت لتحدثيني بحديث سمعتيه من رسول اللّه (ص ) في على بن ابي طالب (ع ).

فـقـالـت ام سـلمة : واللّه لاحدثنك بحديث سمعته اذناي من رسول اللّه (ص ) و الا فصمتا, و راته
عـيـنـاي والافعميتا, و وعاه قلبي و الا فطبع اللّه عليه , و اخرس لساني ان لم يكن سمعت رسول
اللّه (ص ) يقول لعلى بن ابي طالب (ع ):.

((يا علي , ما من عبد لقي اللّه يوم يلقاه جاحدا لولايتك الا لقي اللّه بعبادة صنم او وثن )).

قال ابو مسلم : فسمعت الحسن البصري و هو يقول : اللّه اكبر, اشهد ان عليا مولاي و مولى المؤمنين
.

فلما خرج قال له انس بن مالك : ما لي اراك تكبر؟ من رسول اللّه (ص ) في على , فقالت لي : كذا و كذا فقلت : اللّه اكبر اشهد ان عليا مولاي و مولى كل
مؤمن .

قـال ابـومـسلم : فسمعت عند ذاك انس بن مالك و هو يقول : اشهد على رسول اللّه (ص ) انه قال هذه
المقالة ثلاث مرات او اربع مرات ((1032)) .

و امـا القول بالقدر, ـ حسبما يفسره اهل العدل ـ ((1033)) فقد عرفت من السيد نسبته اليه , قال :
((و احـد من تظاهرمن المتقدمين بالقول بالعدل الحسن البصري , قال : كل شي بقضا اللّه و قدره الا
المعاصي )) ((1034)) .

و لـكـن الاشـاعـرة ـ و هـم جمهور اهل السنة ـ لم يرقهم ذلك بشان مثل الحسن البصري الامام
المعترف به لدى الجميع , فجعلوا يتاولون كلامه في ذلك او يحملونه على رايه القديم , و قد تاب منه
و رجع الى راي الجماعة ,كما زعموا.

قـال ابـو عـبـد اللّه الـذهـبي : و اما مسالة ((القدر)) فصح عنه الرجوع عنها, و انها كانت زلقة
لسان ((1035)) .

و روى ابـن سـعد عن حماد بن زيد عن ايوب , قال : نازلت الحسن في القدر غير مرة , حتى خوفته
الـسلطان ,فقال : لا اعود فيه بعد اليوم و عن ابي هلال , قال : سمعت حميدا و ايوب يتكلمان , فسمعت
حميدا يقول لايوب :لوددت انه قسم علينا غرم , و ان الحسن لم يتكلم بالذي تكلم به , قال ايوب : يعني
في القدر ((1036)) .

قـال عـبـد الـكريم الشهرستاني : و رايت رسالة نسبت الى الحسن البصري كتبها الى عبدالملك بن
مـروان ((1037)) و قـد سـاله عن القول بالقدر و الجبر, فاجابه فيها بما يوافق مذهب القدرية و
استدل فيها بيات من الكتاب و دلائل من العقل قال : و لعلها لواصل بن عطا, فما كان الحسن ممن يخالف
السلف في ان القدر خيره و شره من اللّه تعالى فان هذه الكلمات كالمجمع عليها عندهم قال : والعجب
انه حمل هذا اللفظ (الخير و الشر كله من اللّه ) الوارد في الخبر, على البلا و العافية , و الشدة و
الرخا,و المرض و الشفا, و الموت و الحياة , الى غير ذلك من افعال اللّه تعالى , دون الخير و الشر,
و الحسن و القبيح ,الصادرين من اكتساب العباد, و كذلك اورده جماعة من المعتزلة في المقالات عن
اصحابهم ((1038)) .

و للحسن البصري آرا معروفة في التفسير, و كانت روايته المشهورة عن طريق عمرو بن عبيد
الـمعتزلي (توفي سنة 144), و استخدمه الثعلبي في كتابه ((الكشف و البيان )) و توجد منه بقايا
في تاريخ الطبري بهذه الرواية :((حدثنا ابن حميد, قال : حدثنا سلمة عن ابن اسحاق عن عمرو بن
عـبـيـد عـن الحسن )) قال شواخ : و يبدو ان الطبري كان يستخدم نقول ابن اسحاق , كما قال فؤاد
سزكين و توجد بقايا كثيرة من هذا الكتاب في كتب التفسير ((1039)) .

و لـه ايـضـا ((نـزول الـقـرآن )) و كـتـاب ((الـعدد في القرآن )), على ما ذكره الشيخ حسن
خالد ((1040)) .

10ـ علقمة بن قيس

ابو شبل او ابو شبيل النخعي الكوفي , كناه بذلك عبد اللّه بن مسعود, اذ كان علقمة عقيما لا يولد له ولـد فـي حـياة النبى (ص ), روى عن علي (ع ) و ابن مسعود ـ و كان خصيصا به ـ و حذيفة و ابي
الـدردا و سـلـمان (رضي اللّه عنهم ) و روى عنه ابن اخيه الاسود بن يزيد بن قيس , و ابن اخته
ابراهيم بن يزيد النخعي , و ابراهيم بن سويدالنخعي , و عامر الشعبي , و ابو وائل شقيق بن سلمة .

و شـهـد صـفين مع علي (ع ), و قاتل حتى خضب سيفه دما, و عرجت رجله , و اصيب اخوه ابى بن
قيس و كان يقال له : ابي الصلاة , قيل له ذلك لكثرة صلاته .

قـال نـصـر بن مزاحم : و قطعت رجل علقمة بن قيس الفقيه , فكان يقول : ما احب , ان رجلي اصح ما
كـانـت , لـمـاارجـو بـها من حسن الثواب من ربي و لقد كنت احب ان ابصر في نومي اخي و بعض
اخـوانـي , فـرايـت اخـي فـي الـنوم , فقلت له : يا اخي , ماذا قدمتم عليه ؟ فقال : التقينا نحن و القوم
فـاحـتـجـجـنـا عـنـداللّه عـز و جـل فـحـججناهم فماسررت بشي مذ عقلت , كسروري بتلك
الرؤيا ((1041)) .

قال الخطيب : و كان علقمة مقدما في الفقه و الحديث , و ورد المدائن في صحبة علي (ع ), و شهد معه
حـرب الـخـوارج بـالنهروان و عن الاعمش عن مسلم البطين , قال : رؤي علقمة خاضبا سيفه يوم
النهروان مع علي (ع ), كما شهد صفين ايضا مع علي (ع ) ((1042)) .

و غزا خراسان و اقام بخوارزم سنتين , و دخل مرو فاقام بها مدة قال ابن سعد: كانت سنتين ايضا.

كـان عـلـقمة اعلم الناس بعبد اللّه بن مسعود, و كان احد الستة من اصحاب عبد اللّه الذين يقرئون
الناس ويعلمونهم السنة , و يصدر الناس عن رايهم ((1043)) و كان اشبه الناس بابن مسعود, هديا
و سـمتا و دلا قال ابو المثنى رياح : اذا رايت علقمة فلا يضرك ان لا ترى عبد اللّه , اشبه الناس به
سمتا و هديا و اذا رايت ابراهيم فلا يضرك ان لا ترى علقمة و كان من الربانيين , على حد تعبيرهم
.

و كـان ابن مسعود تعجبه قراة علقمة , كان حسن الصوت فكان يقول له : زدنا فداك ابي و امي , فاني
سـمعت رسول اللّه (ص ) يقول : حسن الصوت زينة للقرآن و كان يقول : رتل فداك ابي و امي عبد اللّه يقول : مااقرا شيئا و لا اعلمه الا علقمة يقرؤه و يعلمه قال الشعبي : ان كان اهل بيت خلقوا
للجنة فهم اهل هذا البيت علقمة و الاسود.

كان علقمة قوي الحافظة , قال : ما حفظت و انا شاب فكانما اقراه في ورقة .

و كـان يـتـحاشا فضول الامرا و السلاطين كان يقول : لا اصيب من دنياهم شيئا الااصابوا من ديني
افضل منه .

اخـرج ابن سعد باسناده الى ابراهيم النخعي : ان ابا بردة (ابن ابي موسى الاشعري )كتب علقمة في
الوفد الى معاوية فكتب اليه علقمة : امحني , امحني و لما جمعت لابن زياد البصرة و الكوفة ,سال ابا
وائل ان يصحبه , قال فاتيت علقمة , فقال لي : اعلم انك لا تصيب منهم شيئا الا اصابوا منك افضل منه .

كان يقول : تذاكروا العلم , فان حياته ذكره و كان ثقة كثير الحديث , مجمعا على وثاقته .

و مـن حـسن معاشرته مع اهله انه كان يقول لامراته : اطعمينا من ذلك الهني المري ,اشارة الى قوله
تعالى : (فان طبن لكم عن شى منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا) ((1044)) .

توفي بالكوفة سنة (62) في ولاية عبيد اللّه بن زياد في خلافة يزيد ((1045)) .

و عده الشيخ في رجاله من اصحاب الامام امير المؤمنين (ع ) ((1046)) قال الكشي : و كان علقمة
فـقـيها في دينه ,قارئا لكتاب اللّه , عالما بالفرائض شهد صفين و اصيبت احدى رجليه فعرج منها و
كـان الـحـارث اخـوه ايـضـافـقـيها جليلا, و كان اعور و اما اخوه الاخر ابي بن قيس فقتل يوم
صفين ((1047)) .

كان علقمة بن قيس من الثقات العشرة الذين خصوا بالامام امير المؤمنين (ع ), فقد روى ثقة الاسلام
الكليني في كتاب الرسائل عن على بن ابراهيم القمي باسناده , قال : كتب امير المؤمنين (ع ) كتابا بعد
مـنـصـرفـه من النهروان , اعرب فيه عن موضعه في امرة المؤمنين و اشهد عليه ثقاته من اصحابه
المقربين , و امر كاتبه عبيد اللّه بن ابي رافع ان يقراه على ملا من الناس .

قـال : فـدعا كاتبه عبيد اللّه بن ابي رافع ـ و كان ابو رافع كاتب رسول اللّه (ص ) ـ فقال له : ادخل
علي عشرة من ثقاتي , فقال : سمهم لي يا امير المؤمنين , فقال : ادخل : اصبغ بن نباتة , و ابا الطفيل عامر
بن واثلة الكناني , و زر بن حبيش الاسدي , و جويرية بن مسهر العبدي , و خندف بن زهير الاسدي ,
و حـارثـة بـن مـضـرب الـهـمـدانـي , والـحـارث بـن عـبد اللّه الاعور الهمداني , (و مصباح
الـنـخـعـي ((1048))) و عـلـقـمة بن قيس , و كميل بن زياد, و عمير بن زرارة , فدخلوا عليه
الخ ((1049)) .

و عـد ه الـفضل بن شاذان من التابعين الكبار و من رؤسائهم و زهادهم روى الكشي عنه قال : و من
الـتابعين الكبار و رؤسائهم و زهادهم : جندب بن زهير, و عبد اللّه بن بديلة , و حجر بن عدي , و
سـلـيـمـان بن صرد, والمسيب بن نجية , و علقمة , و الاشتر, و سعيد بن قيس , و اشباههم كثير
افناهم الحرب , ثم كثروا بعد ذلك حتى قتلوا مع الحسين (ع ), و بعده ((1050)) .

11ـ محمد بن كعب القرظي

محمد بن كعب القرظي ((1051)) .
ابـو حـمـزة , و قيل : ابو عبد اللّه , المدني سكن الكوفة ثم المدينة و قال في الخلاصة : المدني ثم
الكوفي احدالعلما قال ابن عون : ما رايت احدا اعلم بتاويل القرآن من القرظي ((1052)) و قال ابن
سعد ـ في ترجمة ابي بردة ـ: روى عن النبى (ص ) قال : سيخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن
دراسة لا يدرسها احد بعده قال ربيعة :فكنا نقول : هو محمد بن كعب القرظي , و الكاهنان قريظة و
النضير ((1053)) .

قال ابن حجر: روى عن على بن ابي طالب (ع ), و عبد اللّه بن مسعود, و ابي ذر, و ابي الدردا, و
زيـد بن ارقم , وعبد اللّه بن عباس , و عبد اللّه بن جعفر ابن ابي طالب , و البرا بن عازب , و جابر
بن عبد اللّه , و انس و غيرهم وعن ابن سعد: كان ثقة عالما كثير الحديث ورعا و قال العجلي : مدني
تابعي ثقة , رجل صالح , عالم بالقرآن و قال ابن حبان : كان من افاضل اهل المدينة , علما و فقها.

تـوفي سنة (108) و هو ابن (78) قيل : مات في حادث سقوط سقف المسجد, فمات هو و جماعة
معه تحت الهدم ((1054)) .

ملحوظة : قال الترمذي : سمعت قتيبة يقول : بلغني ان محمد بن كعب ولد في حياة النبى (ص ) قال ابن
حجر:و هذا لا حقيقة له , انما الذي ولد في عهده هو ابوه اما هو فقد ولد في آخر خلافة علي (ع )
سنة (40) ((1055)) .

قـلت : روايته عن علي و ابن مسعود و ابي ذر و امثالهم تدل على سبق ولادته سنة (40) بكثير, و
لا سـيـمـا مـع التصريح بانه مات سنة (108) و هو ابن (78) فيبدو ان ولادته كانت في خلافة
عمرسنة (20).

و ايضا روى ابن شهر آشوب باسناده الى محمد بن منصور السرخسي عن محمد بن كعب القرظي ,
انـه راى رسـول اللّه (ص ) فـي الـمنام , و اعطاه (18) تمرة , فتاول انه يعيش (18) سنة فنسي
ذلـك ,حـتـى راى يـومـا ازدحـام الناس على الامام على بن موسى الرضا(ع ) و هو في طريقه الى
خراسان , و بين يديه طبق تمر, فناوله الامام (18) تمرة فساله الزيادة , فقال : لو زادك جدي رسول
اللّه (ص ) لزدناك انتهى ملخصا ((1056)) .

قـلـت : و لـعـل هذه القصة منسوبة الى ابنه حمزة او عبد اللّه او احد احفاده , لان سفرة الامام الى
خراسان كانت في سنة (200) ((1057)) .

نعم روى الصدوق (ره ) هذه الرواية ناسبا لها الى ابي حبيب النباجي ((1058)) .

12ـ ابو عبد الرحمان السلمي

هـو عبد اللّه بن حبيب الكوفي كان من اصحاب ابن مسعود, و شهد مع على (ع )صفين كان ثقة كثير الـحـديـث قـال ابن عبد البر: هو عند جميعهم ثقة , و كان قارئا و معلما للقرآن ((1059)) و كان
عاصم قد اخذ عنه القراة عن علي (ع ).

و اخـرج ابن عساكر باسناده الى ابي بكر بن عياش عن عاصم بن ابي النجود عن ابي عبد الرحمان
السلمي قال : ((ما رايت احدا اقرا لكتاب اللّه من على بن ابي طالب (ع ) ((1060)) .

و قد ذكرنا حديثه عن تعلم الصحابة لتفسير القرآن عن النبى (ص ) ((1061)) توفي سنة (72).

13ـ مسروق بن الاجدع

ابـوعائشة الهمداني الوادعي الكوفي , الفقيه العابد اخذ العلم عن على بن ابي طالب (ع ) و لم يتخلف عـن حروبه وهكذا روى عن ابن مسعود, و كان خصيصا بالتلمذة لديه و روى عن معاذ بن جبل , و
الـخـباب بن الارت , و ابى بن كعب كان ابوه الاجدع بن مالك افرس فارس باليمن , و كان عمرو بن
معديكرب خاله .

قال الشعبي : ما رايت اطلب للعلم منه و كان اعلم بالفتوى من شريح , و من ثم كان شريح يستشيره اذا
اعوزه الراي .

قـال عـلى بن المديني : ما اقدم على مسروق من اصحاب عبد اللّه بن مسعود احدا و كان من اصحابه
الـذين يعلمون الناس السنة كان مقرئا و مفتيا معا قال ابن حجر: مناقبه كثيرة , ((1062)) مات سنة
(63).

و كـان على غزارة من العلم , حريصا على الاخذ من كبار العلما من صحابة الرسول (ص ) و قد تقدم
حـديـث اجـتـمـاعـه مـع اصحاب محمد(ص ) فوجدهم كالاخاذ, يروي الواحد الرجل , ويروي
الـرجـلـيـن , و الـعـشرة , و المائة و الاخاذ لو نزل به اهل الارض لاصدرهم ((1063)) , يعني
عليا(ع ).

و اتـهم بالانحراف عن الامام امير المؤمنين (ع ), و لابن ابي الحديد بشانه و شان الاسود بن يزيد
الاتي , و كذامرة الهمداني و الشعبي كلام ننقله بتفصيله :.

قال : ذكر شيخنا ابوجعفر الاسكافي (ره ) و وجدته ايضا في كتاب ((الغارات )) لابراهيم بن هلال
الثقفي : و قد كان بالكوفة من فقهائها من يعادي عليا(ع ) و يبغضه , مع غلبة التشيع على الكوفة .

فـمنهم مرة الهمداني روى ابو نعيم الفضل بن دكين عن فطر بن خليفة , قال : سمعت مرة يقول : لان
يكون علي جملا يستقي عليه اهله خير له مما كان عليه و عن عمرو بن مرة , قال : قيل لمرة : كيف تخلفت عن علي ؟ قال : سبقنا بحسناته , و ابتلينا بسيئاته .

و روى ابن دكين عن الحسن بن صالح , قال : لم يصل ابو صادق ((1064)) على مرة الهمداني و قال
ـ فـي ايـام حـيـاتـه ـ: و اللّه لا يـظلني و اياه سقف بيت ابدا قال : و لما مات لم يحضره عمرو بن
شـرحـبـيـل ((1065)) , قال : لا احضره لشي كان في قلبه على على بن ابي طالب قال ابراهيم بن
هـلال : فـحـدثـنـا الـمـسـعـودي عـن عـبـد اللّه بن نمير بهذاالحديث قال : ثم كان عبد اللّه بن
نـمير ((1066)) يقول : و كذلك انا, و اللّه لو مات رجل في نفسه شي على علي (ع )لم احضره , و
لم اصل عليه .

قـال : و مـنـهم الاسود بن يزيد, و مسروق بن الاجدع روى سلمة بن كهيل : انهما كانا يمشيان الى
بعض ازواج النبى (ص ) فيقعان في علي (ع ) فاما الاسود فمات على ذلك و اما مسروق فلم يمت حتى
كان لا يصلي للّه تعالى صلاة الا صلى بعدها على على بن ابي طالب (ع ), لحديث سمعه من عائشة في
فضله ((1067)) .

عن ليث بن ابي سليم , قال : كان مسروق يقول : كان على كحاطب ليل قال : فلم يمت مسروق حتى رجع
عن رايه هذا.

و روى سـلمة بن كهيل , قال : دخلت انا و زبيد اليمامي على امراة مسروق بعد موته ,فحدثتنا, قالت :
كـان مسروق و الاسود بن يزيد يفرطان في سب على بن ابي طالب , ثم ما مات مسروق حتى سمعته
يـصلي عليه و اما الاسود فمضى لشانه قال : فسالناها: لم ذلك ؟ قالت : شي سمعه من عائشة , ترويه
عن النبى (ص ) فيمن اصاب الخوارج .

و عـن ابي اسحاق , قال : ثلاثة لا يؤمنون على على بن ابي طالب (ع ): مسروق , و مرة , و شريح , و
روى ان الشعبي رابعهم .

و عن الشعبي : ان مسروقا ندم على ابطائه عن على بن ابي طالب (ع ) ((1068)) .

و روى الـكشي عن ابي الحسن على بن محمد بن قتيبة صاحب الفضل بن شاذان , و تلميذه و راوية
كـتـبه , قال :سئل ابو محمد الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية , فعد منهم اربعة كانوا مع علي (ع )
زهـادا اتـقـيـا, و هـم : الربيع بن خثيم , و هرم بن حيان , و اويس القرني , و عامر بن عبد قيس و
الاربعة الباقون لم يكونوا على تلك الصفة ,احدهم مسروق بن الاجدع , قال : و كان عشارا لمعاوية و
مات في عمله ذلك , بموضع اسفل من واسط على دجلة , يقال له : الرصافة , و قبره هناك ((1069)) .

و روى الـطـبـري الامامي ـ في المسترشد ـ : ان مسروقا و مرة الهمداني رغبا عن الخروج مع
علي (ع ) و اخذااعطياتهما منه , و خرجا الى قزوين و كان مسروق يلي الخيل لعبيد اللّه بن زياد و
مات عاشرا, و اوصى ان يدفن مع مقابر اليهود و كان يعلل ذلك بانه سوف يخرج من قبره و ليس من
يـؤمن باللّه و رسوله سواه قال : وكان من المحرضين لنصرة عثمان , و يقول لاهل الكوفة : انهضوا
الى خليفتكم و عصمة امركم ((1070)) .

و روى الـثعلبي ـ في تفسيره ـ انه وقف ـ في صفين ـ بين الصفين , و تلا قوله تعالى : (و لا تقتلوا
انفسكم ان اللّه كان بكم رحيما) ((1071)) .

هذا كل ما ذكر بشان الرجل و القدح فيه , و لننظر مدى صحته :.

اما مسالة ابطائه عن علي ـ على ما روي عن الشعبي ((1072)) ـ او تخلفه عن صفين ((1073))
ـ على ما ذكره الطبري الامامي ـ فتتنافى مع نص اصحاب التراجم و غيرهم , على انه شهد مشاهده
كـلـهـا, قال ابن حجر العسقلاني : قال وكيع ((1074)) وغيره : ((لم يتخلف مسروق عن حروب
علي (ع ))) ((1075)) .

/ 25