ما يأتي على مدينة البصرة - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 11

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


كيف أقدمتم على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا ما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم؟ وكيف تأمنون إن صالحني ورحلتُ نقمتَه؟.

فقال له والدي: إنّما أقدمنا على ذلك؛ لأ نّا روينا عن إمامنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام أ نّه قال في بعض خطبه: الزوراء وما أدراك ما الزوراء؟! أرض ذات أثلٍ

[ الأثل: شَجَرٌ شبيه بالطَّرْفَاء إلّا أنّه أعظم منه "النهاية: 23:1".]

يشيّد فيها البنيان، ويكثر فيها السكّان، ويكون فيها مهارم وخزّان، يتّخذها ولد العبّاس موطناً، ولزخرفهم مسكناً، تكون لهم دار لهو ولعب، يكون بها الجور الجائر، والحيف المحيف، والأئمّة الفجرة، والقرّاء الفسقة، والوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس والروم.

لا يأتمرون بينهم بمعروفٍ إذا عرفوه، ولا ينتهون عن منكرٍ إذا أنكروه، تكتفي الرجال منهم بالرجال، والنساء بالنساء، فعند ذلك الغمّ الغميم، والبكاء الطويل، والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترك، وما هم الترك؟ قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجان المطرّقة، لباسهم الحديد، جردٌ مردٌ، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا، ملكهم جهوري الصوت، قويّ الصولة، عالي الهمّة، لا يمرّ بمدينةٍ إلّا فتحها، ولا ترفع له راية إلّا نكسها، الويل الويل لمن ناواه! فلا يزال كذلك حتى يظفر.

فلمّا وصف لنا ذلك، ووجدنا الصفات فيكم، رجوناك فقصدناك. فطيّب قلوبهم، وكتب لهم فرماناً باسم والدي رحمه الله يطيّب فيه قلوب أهل الحلّة وأعمالها. والأخبار الواردة في ذلك كثيرة.

[ كشف اليقين: 93:100.]


ما يأتي على مدينة البصرة


5900- الإمام عليّ عليه السلام- في خطبة ذكر فيها أحوال الناس المقبلة-: فتن كقطع الليل المظلم، لا تقوم لها قائمة، ولا تُردّ لها راية، تأتيكم مزمومة مرحولة: يحفزها قائدها، ويجهدها راكبها، أهلها قوم شديد كَلَبُهم،

[ الكَلَب: الشرّ والأذى "انظر لسان العرب: 723:1".]

قليل سلبهم، يجاهدهم في سبيل اللَّه قوم أذلّة عند المتكبّرين، في الأرض مجهولون، وفي السماء معرفون. فويل لك يا بصرة عند ذلك، من جيش من نقم اللَّه! لا رهج

[ الرهج: الغُبَار "النهاية: 281:2".]

له ولا حسّ، وسيُبتلى أهلك بالموت الأحمر، والجوع الأغبر.

[ نهج البلاغة: الخطبة 102.]


5901- عنه عليه السلام- في وصف مدينة البصرة-: وايم اللَّه، ليأتينّ عليها زمان لا يرى منها إلّا شرفات مسجدها في البحر مثل جؤجؤ السفينة.

[ الأخبار الطوال: 152.]


5902- نهج البلاغة- من كلام له عليه السلام في ذمّ أهل البصرة بعد وقعة الجمل-: كأ نّي بمسجدكم كجؤجؤ

[ الجؤجؤ: الصَّدر "النهاية: 232:1".]

سفينة، قد بعث اللَّه عليها العذاب من فوقها ومن تحتها، وغرق من في ضمنها.

وفي رواية: وايم اللَّه، لتغرقنّ بلدتكم حتى كأ نّي أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة، أو نعامة جاثمة.

وفي رواية: كجؤجؤ طير في لُجّة بحر.

وفي رواية اُخرى: كأ نّي أنظر إلى قريتكم هذه قد طبّقها الماءُ حتى ما يُرى منها إلّا شرف المسجد، كأ نّه جؤجؤ طير في لُجّة بحر.

[ نهج البلاغة: الخطبة 13.]


قال ابن أبي الحديد: والصحيح أنّ المخبر به قد وقع، فإنّ البصرة غرقت مرّتين: مرّة في أيّام القادر باللَّه، ومرّة في أيّام القائم بأمر اللَّه، غرقت بأجمعها ولم يبق منها إلّا مسجدها الجامع بارزاً بعضه كجؤجؤ الطائر، حسب ما أخبر به أميرالمؤمنين عليه السلام، جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام، وخربت دورها، وغرق كلّ ما في ضمنها، وهلك كثير من أهلها.

وأخبار هذين الغرقين معروفة عند أهل البصرة، يتناقلها خلفهم عن سلفهم.

[ شرح نهج البلاغة: 253:1.]


5903- عنه عليه السلام- فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة-: يا أحنف، كأ نّي به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لَجَب،

[ اللَّجَب: الصوت والصياح والجَلَبة "لسان العرب: 735:1".]

ولا قَعْقَعَة

[ تَقَعْقَعَ الشي ء: اضطرب وتحرّك "لسان العرب: 286:8".]

لجم، ولا حَمْحَمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم كأ نّها أقدام النعام.

[ قال الشريف الرضي: يومئ بذلك إلى صاحب الزنج.]


- ثمّ قال عليه السلام:- ويل لسَكَكِكُم العامرة، والدور المزخرفة التي لها أجنحة

كأجنحة النسور، وخراطيم كخراطيم الفيَلة! من اُولئك الذين لا يُندب قتيلُهم، ولا يُفقد غائبهم. أنا كابُّ الدنيا لوجهها، وقادرها بقدرها، وناظرها بعينها.

[ نهج البلاغة: الخطبة 128.]


غلبة الحقّ على الباطل في آخر الزمان


5904- الإمام عليّ عليه السلام: لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها

[ شُمس: جمع شَمُوس، وهو النَّفُور من الدَّوابّ الذي لايَستقِرّ لشَغَبه وحدّته "النهاية: 501:2".]

عطف الضروس

[ الضَّرُوس: الناقة العضوض لتذبّ عن ولدها "تاج العروس: 334:8".]

على ولدها- وتلا عقيب ذلك-: 'وَ نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِى الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَ رِثِينَ'.

[ القصص: 5.]

[ نهج البلاغة: الحكمة 209، خصائص الأئمّة عليهم السلام: 70 عن الإمام الصادق عليه السلام، عيون الحكم والمواعظ: 6855:405 وليس فيه الآية؛ ينابيع المودّة: 7:272:3.]


5905- عنه عليه السلام: ليخرجنّ رجل من ولدي عند اقتراب الساعة حين تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان، لما لحقهم من الضرّ والشدّة والجوع والقتل، وتواتر الفتن والملاحم العظام، وإماتة السنن وإحياء البدع، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيُحي اللَّه بالمهدي محمّد بن عبداللَّه السنن التي قد اُميتت، ويسرّ بعدله وبركته قلوب المؤمنين، وتتألّف إليه عصب من العجم وقبائل من العرب، فيبقى على ذلك سنين.

[ كنز العمّال: 39678:592:14 نقلاً عن ابن المنادي في الملاحم.]


5906- عنه عليه السلام- في خطبة له ذكر فيها رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم-: وخلّف فينا راية

الحقّ، مَن تقدّمها مَرَق، ومن تخلّف عنها زَهَق، ومن لَزِمها لَحِق، دليلها مَكِيث

[ المَكِيث: الرَّزين الذي لا يعجل في أمره "لسان العرب: 191:2".]

الكلام، بطي ء القيام، سريعٌ إذا قام. فإذا أنتم ألنتم له رقابكم، وأشرتم إليه بأصابعكم، جاءه الموت فذهب به، فلَبِثتم بعده ما شاء اللَّه، حتى يُطلِع اللَّه لكم من يجمعكم ويَضُمّ نشْرَكم. فلا تطمعوا في غير مُقبِل، ولا تيأسوا من مُدبِر. فإنّ المُدبِر عسى أن تزلّ إحدى قائمتيه، وتثبت الاُخرى، فترجعا حتى تثبتا جميعاً.

ألا إنّ مَثَلَ آل محمّد صلى الله عليه و سلم كمثل نجوم السماء؛ إذا خوى نجم طلع نجم، فكأنّكم قد تكاملت من اللَّه فيكم الصنائع، وأراكم ما كنتم تأملون.

[ نهج البلاغة: الخطبة 100.]


5907- الغيبة للنعماني عن أبي وائل: نظر أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام إلى الحسين عليه السلام فقال: إن ابني هذا سيّد كما سمّاه رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم سيّداً، وسيُخرج اللَّه من صلبه رجلاً باسم نبيّكم، يشبهه في الخَلق والخُلق، يخرج على حين غفلةٍ من الناس، وإماتة للحقّ وإظهار للجور، واللَّه لو لم يخرج لضربت عنقه، يفرح بخروجه أهل السماوات وسكّانها، وهو رجل أجْلَى الجَبين،

[ الأجْلَى: الخفيف شعر ما بين النزعَتَين من الصُّدغَين، والذي الخَسَر الشعر عن جبهته "النهاية: 290:1".]

أقْنَى الأنف،

[ القَنا في الأنف: طوله ورِقّة أرنَبَتِه مع حَدَبٍ في وسطه "النهاية: 116:4".]

ضَخْم البطن، أزْيَل الفخذين،

[ أي منفرجُهما "النهاية: 325:2".]

بفخذه اليمنى شامة، أفلج

[ الفَلَج: فُرجَة ما بين الثَّنايا والرَّباعيات "النهاية: 468:3".]

الثنايا، ويملأ الأرض عدلاً كما

مُلئت ظلماً وجوراً.

[ الغيبة للنعماني: 2:214، الغيبة للطوسي: 152:190، الصراط المستقيم: 224:2 نحوه.]


5908- كمال الدين عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام- للحسين عليه السلام-: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحقّ، المُظهر للدِّين، والباسط للعدل .

قال الحسين: فقلت له: يا أميرالمؤمنين، وإنّ ذلك لكائن؟

فقال عليه السلام: إي والذي بعث محمّداً صلى الله عليه و سلم بالنبوّة، واصطفاه على جميع البريّة، ولكن بعد غيبة وحيرة، فلا يثبت فيها على دينه إلّا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ اللَّه عزّوجلّ ميثاقهم بولايتنا، وكتب في قلوبهم الإيمان، وأيّدهم بروح منه.

[ كمال الدين: 16:304، إعلام الورى: 229:2 كلاهما عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام.]


5909- الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: زاد الفرات على عهد أميرالمؤمنين عليه السلام، فركب هو وابناه الحسن والحسين عليهم السلام فمرّ بثقيف، فقالوا: قد جاء عليٌّ يردّ الماء.

فقال عليّ عليه السلام: أما واللَّه لاُقتلنّ أنا وابناي هذان، وليبعثنّ اللَّه رجلاً من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، وليغيبنّ عنهم، تمييزاً لأهل الضلالة، حتى يقول الجاهل: ما للَّه في آل محمّد من حاجة.

[ الغيبة للنعماني: 1:141 عن فرات بن أحنف، بحارالأنوار: 7:112:51.]


5910- نهج البلاغة- من خطبة له عليه السلام يومئ فيها إلى ذكر الملاحم-: يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن إذا

عطفوا القرآن على الرأي.

ومنها: حتى تقوم الحرب بكم على ساقٍ بادياً نواجذها، مملوءةً أخلافها، حُلواً رضاعها، علقماً عاقبتها. ألا وفي غدٍ- وسيأتي غدٌ بما لا تعرفون- يأخذ الوالي من غيرها عُمّالها على مساوئ أعمالها، وتُخرج له الأرض أفاليذ كبدها، وتُلقي إليه سِلماً مقاليدها. فيُريكم كيف عدل السيرة، ويُحيي ميّت الكتاب والسنّة.

[ نهج البلاغة: الخطبة 138، عيون الحكم والمواعظ: 10210:554 وفيه صدره؛ ينابيع المودّة: 6:207:1 وليس فيه من 'حتى تقوم' إلى 'أعمالها'.]


5911- الإمام عليّ عليه السلام- من خطبة له يومئ فيها إلى الملاحم-: فلا تستعجلوا ما هو كائنٌ مُرصَد، ولا تستبطئوا ما يجي ء به الغد؛ فكم من مستعجلٍ بما إن أدركه ودّ أ نّه لم يدركه، وما أقرب اليوم من تباشيرِ غدٍ! يا قوم، هذا إبّان ورود كلّ موعود، ودُنوٍّ من طَلعة ما لا تعرفون. ألا وإنّ من أدركها منّا

[ قال ابن أبي الحديد: عنى بقوله: 'وإنّ من أدركها منّا'؛ المهديّ عجل اللَّه فرجه "شرح نهج البلاغة: 128:9".]

يسري فيها بسراج منير، ويَحذو فيها على مثال الصالحين، ليحُلّ فيها رِبْقاً،

[ الرِّبقَة في الأصل: عُروة في حَبل تجعل في عُنق البهيمة أو يَدِها تُمسِكها "النهاية: 190:2".]

ويُعتق فيها رِقّاً، ويَصدع شَعْباً، ويشعَب صَدْعاً،

[ يصدَع شَعْباً: أي يفرّق جماعة من جماعات الضلال. ويَشعَب صَدْعاً: يجمع ما تفرّق من كلمة أهل الهدى والإيمان "شرح نهج البلاغة: 128:9".]

في سُترة عن الناس لا يُبصر القائف أثره ولو تابع نظره. ثمّ ليُشحذنّ فيها قوم شحذ القَيْن

[ يقال: شحذتُ السيف: إذا حدَّدته بالمِسنّ وغيره ممّا يخرجه عن حدّه. والقَين: هو الحدّاد "النهاية: 449:2 و ج 135:4".]

النصلَ. تُجلى بالتنزيل

أبصارهم، ويُرمى بالتفسير في مسامعهم، ويُغبقون كأس الحكمة بعد الصَّبوح.

[ نهج البلاغة: الخطبة 150.]


5912- الإمام الصادق عليه السلام: خطب أميرالمؤمنين عليه السلام بالمدينة، فحمد اللَّه وأثنى عليه وصلّى على النبيّ وآله، ثمّ قال:

أمّا بعد، فإنّ اللَّه تبارك وتعالى لم يقصم جبّاري دهر إلّا من بعد تمهيل ورخاء، ولم يجبر كسر عظم من الاُمم إلّا بعد أزل

[ الأزْل: الشدّة والضيق "النهاية: 46:1".]

وبلاء. أيّها الناس في دون ما استقبلتم من عطب واستدبرتم من خطب معتبر، وما كلُّ ذي قلب بلبيب، ولا كلُّ ذي سمع بسميع، ولا كلُّ ذي ناظر عين ببصير.

عباد اللَّه! أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه، ثمّ انظروا إلى عرصات من قد أقاده اللَّه بعلمه، كانوا على سنّة من آل فرعون أهل جنّات وعيون وزروع ومقام كريم، ثمّ انظروا بما ختم اللَّه لهم بعد النضرة والسرور والأمر والنهي، ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان واللَّه مخلّدون وللَّه عاقبة الاُمور.

فياعجباً ومالي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها! لا يقتصّون أثر نبيّ، ولا يقتدون بعمل وصي، ولا يؤمنون بغيب، ولا يعفون عن عيب، المعروف فيهم ما عرفوا، والمنكر عندهم ما أنكروا، وكلُّ امرئٍ منهم إمام نفسه، آخذ منها فيما يرى بِعُرىً وثيقات، وأسبابٍ محكمات.

فلا يزالون بِجَور، ولن يزدادوا إلّا خطأ، لا ينالون تقرُّباً ولن يزدادوا إلّا بعداً من اللَّه عزّوجلّ، اُنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض، كلّ ذلك وحشةً ممّا ورَّث النبيُّ الاُمّي صلى الله عليه و سلم، ونفوراً ممّا أدّى إليهم من أخبار فاطر السماوات

والأرض، أهل حسرات، وكهوف شبهات، وأهل عشوات وضلالة وريبة، من وكله اللَّه إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله، غير المتّهم عند من لا يعرفه، فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها.

ووا أسفا من فعلات شيعتي! من بعد قرب مودّتها اليوم، كيف يستذلُّ بعدي بعضها بعضاً؟ وكيف يقتل بعضها بعضاً؟ المتشتّة غداً عن الأصل النازلة بالفرع، المؤمّلة الفتح من غير جهته، كلُّ حزب منهم آخذ منه بغصن، أينما مال الغصن مال معه، مع أنّ اللَّه- وله الحمد- سيجمع هؤلاء لشرّ يوم لبني اُميّة كما يجمع قَزع الخريف يؤلّف اللَّه بينهم، ثمّ يجعلهم ركاماً كركام السحاب، ثمّ يفتح لهم أبواباً يسيلون من مستثارهم كسيل الجنّتين، سيل العرم حيث بعث عليه فارة، فلم يثبت عليه أكمة، ولم يردَّ سننه رضّ طود، يذعذعهم اللَّه في بطون أودية، ثمّ يسلكهم ينابيع في الأرض، يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، ويُمكّن بهم قوماً في ديار قوم، تشريداً لبني اُميّة، ولكيلا يغتصبوا ما غصبوا، يضعضع اللَّه بهم ركناً، وينقض بهم طيَّ الجنادل من إرم، ويملأ منهم بطنان الزيتون.

فو الذي فلق الحبّة وبرأ النسمة! ليكوننّ ذلك وكأنّي أسمع صهيل خيلهم وطمطمة رجالهم. وايم اللَّه ليذوبنَّ ما في أيديهم بعد العلوِّ والتمكين في البلاد كما تذوب الألية على النار، من مات منهم مات ضالّاً، وإلى اللَّه عزّوجلّ يفضي منهم من درج، ويتوب اللَّه عزّوجلَّ على من تاب. ولعلّ اللَّه يجمع شيعتي بعد التشتّت لشرّ يوم لهؤلاء! وليس لأحدٍ على اللَّه عزّ ذكره الخيرة بل للَّه الخيرة والأمر جميعاً.

[ الكافي: 22:63:8، الإرشاد: 291:1 نحوه وكلاهما عن مسعدة بن صدقة وراجع نهج البلاغة: الخطبة 88.]


علم الإمام بما يكون إلى يوم القيامة


5913- الإمام عليّ عليه السلام- في خطبة له ينبّه على فضله وعلمه، ويبيّن فتنة بني اُميّة-: أمّا بعد... أيّها الناس! فإنّي فقأت عين الفتنة، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري بعد أن ماج غَيْهَبها واشتد كلَبُها. فاسألوني قبل أن تفقدوني؛ فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شي ء فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تهدي مائة وتُضلّ مائة إلّا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومُناخ ركابها ومحطّ رحالها، ومن يُقتل من أهلها قتلاً، ومَن يموت منهم موتاً.

[ نهج البلاغة: الخطبة 93.]


/ 39