مسجد ردّ الشمس - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 11

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید








مسجد ردّ الشمس






5832- الكافي عن عمّار بن موسى: دخلت أنا وأبوعبداللَّه عليه السلام مسجد الفضيخ فقال: يا عمّار ترى هذه الوهدة؟ قلت: نعم. قال: كانت امرأة جعفر التي خلف عليها أميرالمؤمنين عليه السلام قاعدة في هذا الموضع ومعها ابناها من جعفر فبكت، فقال لها ابناها: ما يبكيك يا اُمّه؟ قالت: بكيت لأمير المؤمنين عليه السلام. فقالا لها: تبكين لأمير المؤمنين ولا تبكين لأبينا؟ قالت: ليس هذا هكذا، ولكن ذكرت حديثاً حدّثني به أميرالمؤمنين عليه السلام في هذا الموضع فأبكاني. قالا: وما هو؟ قالت:



كنت أنا وأميرالمؤمنين في هذا المسجد فقال لي: ترين هذه الوهدة؟ قلت: نعم.



قال: كنت أنا ورسول اللَّه صلى الله عليه و سلم قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثمّ خفق حتى غطّ، وحضرت صلاة العصر فكرهت أن اُحرّك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم حتى ذهب الوقت وفاتت فانتبه رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم فقال: يا عليّ صلّيت؟ قلت: لا. قال: ولِمَ ذلك؟ قلت: كرهت أن اُوذيك.



قال: فقام واستقبل القبلة ومدّ يديه كلتيهما وقال:



اللهمّ ردّ الشمس إلى وقتها حتى يصلّي عليٌّ فرجعت الشمس إلى وقت الصلاة حتى صلّيت العصر ثمّ انقضّت انقضاض الكوكب.



[ الكافي: 7:562:4، قصص الأنبياء: 359:291 نحوه.]








بحث حول حديث ردّ الشمس






ذلك الذي مضى سجّل للإمام أميرالمؤمنين عليه السلام فضيلة عظيمة ومنقبة متألّقة. والحقّ أنّ فهم تلك المنقبة الكريمة والإيمان بها صعب شاقّ إلّا لذوي البصيرة الذين تفي ءُ نفوسهم إلى جلال الحقيقة، والقلوب المغموسة بنور الحقّ الوضّاء.



وعلى العكس اُولئك الذين انكفأت بهم البصيرة ، فاختاروا في حياتهم مناهضة الفضيلة، وصدّوا عن كلّ ما يكون عنوانه منقبةً لعليّ عليه السلام، فراحوا يخفضون من شأنه، وينالون منه بأقاويل واهية.



لمواجهة موقف كهذا مجانب للحقّ والصواب، سجّل التاريخ جهود عدد من المحدِّثين والمؤرِّخين والباحثين المتمرّسين "من الشيعة والسنّة" همّهم تحرّي الحقيقة، ورائدهم الإخلاص للحقّ؛ توفّروا على دراسة الواقعة، وتتبّع أنبائها، وضبط طرقها المختلفة على أدقّ وجه؛ دفاعاً عن حياض الحقّ وصوناً لحرمته.



وما نصبو إلى تقديمه في هذا المجال الضيّق هو أن نبيّن من جهةٍ الشهرة التي تحظى بها طرق الواقعة ورواياتها، وأن نتعرّض من جهة اُخرى لبعض الإيرادات والإشكالات ونُجيب عليها.



لكن قبل ذلك يحسن التذكير بالملاحظتين التاليتين:



الاُولى: لمّا كانت دائرة النقد والردود ترتبط بواقعة 'ردّ الشمس' على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم، ولمّا كانت النقطة الأكثر أهمّية على هذا الصعيد هي إثبات أصل 'ردّ الشمس'، فسنجعل محور البحث في هذه السطور مركّزاً على واقعة 'ردّ الشمس' في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم، رغم أنّ الإشكالات لها غالباً صلة بالواقعتين معاً.



الثانية: تتحلّى بعض الحوادث والظواهر بموقع يتخطّى العقل الإنساني العادي والفهم البشري المحدود، سواء من حيث الوقوع أو من حيث الطبيعة والكيفيّة. وعمليّة إثبات مثل هذه الوقائع ينبغي أن تستند إلى النصوص الثابتة والأخبار الصحيحة المتقنة، كما ينبغي التأكيد في عمليّة نقل خبر الواقعة إلى الأجيال اللاحقة على الطرق التي تبعث على الاطمئنان.



كما من البديهي أن يُلحظ في الواقعة ألّا تكون مستحيلة عقلاً.



أمّا لو سعى البعض إلى تحليل أمثال هذه الحوادث التي مرّ ذكرها من خلال محدّدات العقل العادي، وتفسيرها على ضوء اُطر الفهم الإنساني المألوف؛ فلن يُفضي ذلك إلى نتيجة.



بعد هاتين الملاحظتين، نمرّ على البحث من خلال المحورين التاليين:





سعة النقل وشهرته






لحديث 'ردّ الشمس' شهرة ملأت الآفاق؛ فمنذ اللحظة التي انبلجت فيها الواقعة اتّسعت الأخبار والنقولات، وعنى كثيرون بتتبّع أنبائها وضبط طرقها والتوثيق لها. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار طبيعة الواقعة والمناخ الصعب الذي



واجهته في ظلّ أجواء محمّلة بالخوف، مثقلة بالإرهاب وبمناوأة كلّ ما يمتّ إلى الفضائل العلويّة بصلة، لَتبيّن أنّ حجم هذه الأخبار يُلفت النظر، وهو حريّ بالتأمّل والتقدير.



للتدليل على ذلك كلّه تكفي ملاحظة النقاط التالية:





الصحابة وحديث ردّ الشمس






لقد روى عدد من الصحابة واقعة 'ردّ الشمس'، نذكر فيما يلي عشرة منهم: الإمام عليّ عليه السلام، الإمام الحسين عليه السلام، أسماء بنت عميس، عبداللَّه بن عبّاس، أنس بن مالك، أبورافع، أبوسعيد الخدري، جابر بن عبداللَّه الأنصاري، أبوهريرة، وامّ المؤمنين امّ سلمة.





المولِفون وحديث ردّ الشمس






أفرد عدد كبير من الباحثين والمؤلِّفين تصانيف مستقلّة عن الواقعة، حتى تكوّنت من بين الآثار المكتوبة مجموعة فخمة، خليقة بالقراءة حيال واحدة من أعظم مآثر الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام وأسمى مناقبه. وإليك أسماء نزر منهم:



1- أبوبكر الورّاق 2- أبوالحسن شاذان الفضيلي 3- الحافظ أبوالفتح محمّد بن الحسين الأزدي الموصلي 4- أبوالقاسم الحاكم ابن الحذّاءِ الحسكاني النيسابوري الحنفي 5- أبوعبداللَّه الحسين بن عليّ البصري ثمّ البغدادي 6- أخطب خوارزم أبوالمؤيّد موفّق بن أحمد 7- أبوعليّ الشريف محمّد بن أسعد بن عليّ بن المعمّر الحسني النقيب النسّابة 8- الحافظ جلال الدين السيوطي 9- أبوعبداللَّه محمّد بن يوسف الدمشقي الصالحي



[ الغدير: 127:3.]



10- الحافظ



الشهير ابن مردويه.



[ كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس: 18.]








رواة حديث ردّ الشمس






لقد أخرج حديث 'ردّ الشمس' عدد كبير من محدِّثي أهل السنّة وعلمائهم، وعلاوة على روايته فقد صحّح طرقه وأسانيده جمع من هؤلاء. كتب العلّامة المحقّق الشيخ عبدالحسين الأميني بهذا الشأن: 'لا يسعنا ذكر تلكم المتون، وتلكم الطرق والأسانيد؛ إذ يحتاج إلى تأليف ضخم يُخصّ به، غير أنّا نذكر نماذج ممّن أخرجه من الحفّاظ والأعلام بين مَن ذكره مِن غير غمز فيه، وبين مَنْ تكلّم حوله وصحّحه، وفيها مقنع وكفاية'.



[ الغدير: 128:3.]






لا شكّ أنّ ما جاء في موسوعة 'الغدير' لم يرصد جميع من روى الحديث وجاء على ذكره في مصنّفاته، كما أشار لذلك المؤلِّف نفسه، فالعلّامة الأميني لم يأتِ- مثلاً- على ذكر أعلام مشهورين كالفخر الرازي في تفسيره،



[ تفسير الفخر الرازي: 126:32.]



والرافعي في 'التدوين'، والدياربكري في 'تأريخ الخميس' وغيرهم.



[ لمزيد الاطّلاع على رواة الحديث وطرقه وأسانيده، راجع: إحقاق الحقّ، 521:5 تا 539 و ج 315:16 تا 331 و ج 617:20 تا 620 و ج 261:21 تا 271.]






وإليك أسماء بعض مَنْ ذكرهم العلّامة الأميني ممّن أخرج الحديث من الحفّاظ والأعلام دون غمز فيه: الحافظ أبوبشر الدولابي، الحافظ أبوجعفر الطحاوي، الحافظ أبوجعفر العقيلي، الحافظ أبوالقاسم الطبراني، الحاكم أبوعبداللَّه النيسابوري، الحافظ ابن مردويه الإصفهاني، أبوإسحاق الثعلبي،



الفقيه أبوالحسن الماوردي، الحافظ أبوبكر البيهقي، الحافظ الخطيب البغدادي، الحافظ أبوزكريا بن مندة، الحافظ ابن حجر الهيثمي، نور الدين الحلبي، الحافظ أبوالحسن عثمان بن أبي شيبة والحافظ القاضي عياض.





تصحيح الحديث وتأييده






أشرنا آنفاً إلى أنّ جمعاً غفيراً من أعلام أهل السنّة ومحدّثيهم عمدوا- إضافة إلى نقل الواقعة- إلى تصحيح الحديث وتصويبه. وفي المقابل انتهى بعضهم إلى الطعن بها من خلال التشكيك بالحديث.



والآن نذكر آراء بعض المحدِّثين في تصحيح حديث 'ردّ الشمس':





ابوجعفر أحمد بن صالح الطبري المصري
[ قال الذهبي في ميزان الاعتدال: 'أحمد بن صالح، أبوصالح المصري الحافظ الثبت، أحد الأعلام... قال البخاري: أحمد بن صالح ثقة، ما رأيت أحداً يتلكّم فيه بحجّة' "ميزان الاعتدال: 406:103، وراجع التاريخ الكبير: 1510:6:2 و الوافي بالوفيات: 2942:424:6".




]






من محدّثي القرن الثالث الهجري، ومن مشايخ البخاري. قال- بعد أن نقل حديث أسماء بطريقين صحيحين- ما نصّه: 'لا ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء الذي روي لنا عنه صلى الله عليه و سلم؛ لأ نّه من أجلّ علامات النبوّة'



[ مشكل الآثار: 11:2.]








ابوجعفر أحمد بن محمّد الطحاوي






أخرج حديث أسماء بطريقين، ثم راح يدافع عن الحديث، حيث أورد شبهة تعارضه مع رواية: 'لم تُحبس الشمس على أحد إلّا ليوشع' وأجاب عنها، لينتهي في آخر المطاف إلى القول: 'وكلّ هذه الأحاديث من علامات النبوّة'.



[ مشكل الآثار: 11:2.]








الحافظ ابن حجر العسقلاني






كتب في مصنّفه المهمّ والمشهور 'فتح الباري بشرح صحيح البخاري': 'وروى الطحاوي والطبراني في 'الكبير'، والحاكم، والبيهقي في 'الدلائل'، عن أسماء بنت عميس: أنّه صلى الله عليه و سلم دعا لمّا نام على ركبة عليّ ففاتته صلاة العصر، فرُدّت الشمس حتى صلّى عليّ ثمّ غربت. وهذا أبلغ في المعجزة، وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات، وهكذا ابن تيميّة في كتاب الردّ على الروافض، في زعم وضعه'.



[ فتح الباري: 221:6.]








الحافظ السيوطي






وقد روى الحديث في عدد من كتبه المختلفة، ثمّ بادر إلى تصحيحه.



[ راجع الغدير: 27:133:3.]



كما ذكره أيضاً في كتابه 'الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة' الذي روى فيه الأحاديث المشهورة، ثمّ انتهى للقول: 'أخرجه ابن مندة وابن شاهين من حديث أسماء بنت عميس، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، وإسنادهما حسن، وممّن صحّحه الطحاوي والقاضي عيّاض. وقد ادّعى ابن الجوزي أنّه موضوع، فأخطأ كما بيّنته في مختصر الموضوعات وفي التعقبات'.



[ الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة: 488:266.]






لقد ذكرنا فيما سلف أنّ الجلال السيوطي صنّف رسالة مستقلّة في بيان طرق الحديث وتصحيحها والدفاع عنه، بعنوان 'كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس' كتب في مقدّمة هذه الرسالة: 'وبعد؛ فإنّ حديث ردّ الشمس معجزة لنبيّنا صلى الله عليه و سلم، صحّحه الإمام أبوجعفر الطحاوي وغيره، وأفرط الحافظ أبوالفرج ابن الجوزي فأورده في كتاب 'الموضوعات'. وهذا جزء في تتبّع طرقه وبيان حاله سميته:



كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس'.



[ كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس المطبوع في ضمن كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس: 89.]






ثمّ عاد ليقول آخر الرسالة: 'وممّا يشهد لصحّة ذلك قول الإمام الشافعي وغيره: ما اُوتي نبيّ معجزة إلّا اُوتي نبيّنا صلى الله عليه و سلم نظيرها أو أبلغ منها، وقد صحّ أنّ الشمس حُبست على يوشع ليالي قاتل الجبّارين، فلابدّ أن يكون لنبيّنا صلى الله عليه و سلم نظير ذلك، فكانت هذه القصّة نظير ذلك، واللَّه أعلم بالصواب'.



[ كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس المطبوع في ضمن كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس: 108.]








الحافظ ابن حجر الهيثمي






كتب ابن حجر في كتاب 'الصواعق المحرقة' ضمن تعداده لكرامات المولى أميرالمؤمنين، ما نصّه: 'ومن كراماته الباهرة أنّ الشمس رُدّت عليه لمّا كان رأس النبيّ في حجره... وحديث ردّها صحّحه الطحاوي والقاضي في الشفاء، وحسّنه شيخ الإسلام أبوزرعة وتبعه غيره، وردّوا على جمع قالوا: إنّه موضوع'.



[ الصواعق المحرقة: 128.]








روية الشيعة






منذ أقدم العصور وإلى القرون الأخيرة تحتفي مصادر الشيعة بهذه الواقعة المدهشة العظيمة، وتُعِنى برصدها والتوثيق لها بمختلف كتبها. فهاهم اُولاء أئمّة أهل البيت عليهم السلام يتعاطَونها فضيلةً متألّقة لأمير المؤمنين عليه السلام، ويُركّزون عليها بوصفها معجزةً شامخة لرسول اللَّه صلى الله عليه و سلم.



وها هو ذا الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام يجهر بحقيقتها مرّات، ويستشهد بها على الملأ حينما يرى ذلك ضرورياً، وقد ناشدهم بها مراراً، كما رأينا النصوص



تفصح عن ذلك.



[ كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس: 197 تا 231.]






وهاهُم علماء الشيعة حماة الفكر المنافحون عن ثغور العقيدة، يزيدون على توثيق الواقعة ورصدها بمختلف طرقها، الدفاعَ عمّا يحوم حولها من شبهات، ويرصدون ما يُثيره الآخرون ضدّها من مواضع، بمنطق سليم وجواب محكم قويم،



[ راجع: دلائل الصدق: 295:2 تا 301.]



على ما ستمرّ الإشارة إليه.





شعر الشعراء






الشعراء على مسار التاريخ أصوات تندّ بالقيم، وتؤبّد الوقائع. والشعر في طليعة الوسائل التي تسهم في حركة القيم والعواطف والأفكار نقلاً وانتقالاً.



وما دام للشعر هذا الدور الفاعل الكبير في تثبيت الحوادث وترسيخها، فقد انبرى الشعراء لهذه المأثرة، ولم يروا السكوت عنها سائغاً. فأحاطوا جلالها بكلماتهم، وعكفوا على بثّ معانيها المتألّقة في قوالب شعرهم الزخّار بالفكر، الفائض بالعاطفة، فحفظوا هذه المنقبة العليّة حيّة نابضة في أروقة التاريخ على مرّ الزمان.



[ راجع: كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس: 231 تا 276.]






إنّ لواقعة 'ردّ الشمس' في حديث الشعر والشعراء، خلفيّة متوغّلة في الزمان تتمادى حتى تتّصل بعصر رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم وأيّامه الزاهية الرحيبة؛ فهاهو ذا حسّان بن ثابت يطوف في قصيدة على فضائل عليّ التي تنأى عن العدّ، وتعظم على الإحصاء، فيلبث مع الواقعة منشداً:






  • يا قوم مَن مثل عليّ وقد
    رُدّت له الشمس من المغربِ



  • رُدّت له الشمس من المغربِ
    رُدّت له الشمس من المغربِ






أجل، لقد كان للشعر حظّه العظيم، ولقصيد الشعراء دوره النافذ العميق في تخليد هذه الواقعة، وصونها في منعطفات التاريخ.



[ كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس: 233.]








اشكالات وأجوبة






طالما كرّرنا أنّ أعداء الفضيلة لم يدّخروا وسعاً في سبيل أن يُطفئوا وهج هذا الفضل العلوي، أو ينالوا من تألّقه شيئاً؛ فقد راحوا يفرضون حول الواقعة طوقاً، ويحاصرونها بإشكالات عديدة؛ فمن حيث السند راموا مثلاً أن 'يجرحوا' بعض رجاله، كما رَموا البعض الآخر بالضعف مع أنّهم من رجال الصحيحَين!



مفارقة كبيرة ولا ريب! فمن جهة حكم هؤلاء بصحّة أخبار الصحيحَين أجمع، ومن جهة ثانية راحوا يخرّبون البناء الذي أسّسوه من القواعد، عندما ضاقت عليهم الأمور، فكيف يجتمع هذا إلى ذاك!



[ دلائل الصدق: 297:2.]






لم يذر العلماء أمر هذه الإشكالات هملاً، بل أجابوا عليها. وإليك جولة مع أبرز هذه الإشكالات وجواب العلماء عليها، نوردها مع بعض الإضافات:





ضعف السند






هذا إشكال لا يُفضي إلى شي ء؛ فمن جهة 'صحّح' جمّ كثير من علماء أهل السنّة ومحدِّثيهم- كما سلفت الإشارة- طرقَ الحديث، ولم يعبأ هؤلاء بمن ذهب إلى تضعيف الحديث وتوهين طرقه، بل زادوا أحياناً على ذلك بأن شدّدوا النكير على مَنْ ضعّف حديثاً صحيحاً مثل هذا.



/ 39