رجل ادّعى أنّ عبده تزوّج بغير إذنه
5764- الإمام الكاظم عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام: أ نّه أتاه رجل بعبده فقال: إنّ عبدي تزوّج بغير إذني، فقال عليّ عليه السلام لسيّده: فرِّقْ بينهما، فقال السيّد لعبده: يا عدوّ اللَّه! طلِّق، فقال عليّ عليه السلام: كيف قلت له؟ قال: قلت له: طلّق، فقال عليّ عليه السلام للعبد: أمّا الآن فإن شئت فطلّق، وإن شئت فأمسك، فقال السيّد: يا أميرالمؤمنين! أمر كان بيدي فجعلتَه بيد غيري؟! قال: ذلك لأ نّك حيث قلت له: طلِّق، أقررت له بالنكاح. [ تهذيب الأحكام: 1433:352:7 عن عليّ بن جعفر.]
اعور اُصيبت عينه الصحيحة
5765- الإمام الباقر عليه السلام: قضى أميرالمؤمنين عليه السلام في رجلٍ أعور اُصيبت عينه الصحيحة ففُقئت- أن تفقأ إحدى عيني صاحبه ويعقل له نصف الدية، وإن شاء أخذ دية كاملة ويعفى عن عين صاحبه. [ الكافي: 1:317:7، تهذيب الأحكام: 1057:269:10 كلاهما عن محمّد بن قيس.]
رجل اُصيبت إحدى عينيه
5766- الكافي عن الحسن بن كثير عن أبيه: اُصيبت عين رجل وهي قائمة فأمر أميرالمؤمنين عليه السلام فرُبطت عينه الصحيحة، وأقام رجل بحذاه بيده بيضة، يقول:
هل تراها؟ قال: فجعل إذا قال: نعم، تأخّر قليلاً حتى إذا خفيت عليه علّم ذلك المكان، قال: وعصبت عينه المصابة، وجعل الرجل يتباعد وهو ينظر بعينه الصحيحة حتى إذا خفيت عليه، ثمّ قِيس ما بينهما فاُعطي الأرش على ذلك. [ الكافي: 6:323:7، تهذيب الأحكام: 1047:266:10.]
امرأة ظنّ إخوتها أنّها حُبلى
5767- الخرائج والجرائح: إنّ سبعة إخوة أو عشرة في حيّ من أحياء العرب كانت لهم اُخت واحدة، فقالوا لها: كلّ ما يرزقنا اللَّه من عرض الدنيا وحطامها فإنّا نطرحه بين يديك ونُحكّمك فيه؛ فلا ترغبي في التزويج؛ فحميّتنا لا تحتمل ذلك، فوافقتهم في ذلك ورضيت به وقعدت في خدمتهم وهم يُكرِمونها.
فحاضت يوماً، فلمّا طهرت أرادت الاغتسال وخرجت إلى عين ماء كانت بقرب حيّهم، فخرجت من الماء عَلَقة [ العَلَقة: دودة في الماء تمصّ الدم "لسان العرب: 267:10".] فدخلت في جوفها وقد جلست في الماء، فمضت عليها أيّام والعَلَقة تكبر حتى علا بطنها، وظنّ الإخوة أنّها حبلى وقد خانت، فأرادوا قتلها.
قال بعضهم: نرفع خبرها إلى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام؛ فإنّه يتولّى ذلك.
فأخرجوها إلى حضرته وقالوا فيها ما ظنّوا بها ، فاستحضر طشتاً مملوءاً بالحَمْأَة [ الحمأة والحمأ: الطين الأسود المنتن "لسان العرب: 61:1".] وأمرها أن تقعد عليه، فلمّا أحسّت العلقة برائحة الحمأة نزلت من
جوفها. فقالوا: يا عليّ، أنت ربّنا! أنت ربّنا العليّ! فإنّك تعلم الغيب! فزبرهم وقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم أخبرنا بذلك عن اللَّه بأنّ هذه الحادثة تقع في هذا اليوم، في هذا الشهر، في هذه الساعة. [ الخرائج والجرائح: 52:210:1، بحارالأنوار: 20:242:40.]
ستّة غَرِق واحد منهم
5768- الإمام الصادق عليه السلام: رُفع إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ستّة غلمان كانوا في الفرات، فغرق واحد منهم، فشهد ثلاثة منهم على اثنين أ نّهما غرّقاه، وشهد اثنان على الثلاثة أنّهم غرّقوه، فقضى عليه السلام بالدية أخماساً؛ ثلاثة أخماس على الاثنين، وخُمسين على الثلاثة. [ الكافي: 6:284:7، تهذيب الأحكام: 953:239:10 كلاهما عن السكوني، من لا يحضره الفقيه: 5233:116:4 نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 380:2.]
رجل قال للآخر: احتلمت باُمّك
5769- الإمام الصادق عليه السلام: إنّ رجلاً لقي رجلاً على عهد أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له: إنّي احتلمت باُمّك، فرُفِع إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: إنّ هذا افترى عليَّ، فقال: وما قال لك؟ قال: زعم أنّه احتلم باُمّي! فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: في العدل إن شئتَ أقمته لك في الشمس وجلدت ظلّه؛ فإنّ الحلم مثل الظلّ، ولكنّا سنضربه إذا آذاك حتى لا يعود يؤذي المسلمين. [ علل الشرائع: 1:544 عن سماعة، الكافي: 19:263:7 عن سماعة من دون إسنادٍ إلى المعصوم، تهذيب الأحكام: 313:80:10 عن أبي العلا عن الإمام الصادق عليه السلام، من لا يحضره الفقيه: 5136:72:4 كلاهما نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 356:2.]
شرب الخمر في شهر رمضان
5770- الكافي عن أبي مريم: اُتي أميرالمؤمنين عليه السلام بالنجاشي الشاعر قد شرب الخمر في شهر رمضان، فضربه ثمانين ثمّ حبسه ليلة، ثمّ دعى به من الغد فضربه عشرين سوطاً، فقال له: يا أميرالمؤمنين! فقد ضربتني في شرب الخمر، وهذه العشرين ما هي؟ فقال: هذا لتجرّيك على شرب الخمر في شهر رمضان. [ الكافي: 15:216:7، تهذيب الأحكام: 362:94:10، من لا يحضره الفقيه: 5089:55:4 عن جابر يرفعه، دعائم الإسلام: 1644:464:2 وفي آخره 'لتجرّئك على اللَّه وإفطارك في شهر رمضان'.]
مولود له رأسان
5771- الإمام الصادق عليه السلام: ولد على عهد أميرالمؤمنين عليه السلام مولودٌ له رأسان وصدران في حَقْوٍ [ الحَقْو: الخصْر ومَشَدّ الإزار "الصحاح: 2317:6".] واحد، فسئل أميرالمؤمنين عليه السلام: يُورَّث ميراث اثنين أو واحد؟ فقال: يُترك حتى ينام ثمّ يُصاح به؛ فإن انتبها جميعاً معاً كان له ميراث واحد، وإن انتبه واحد وبقي الآخر نائماً يُورَّث ميراث اثنين. [ الكافي: 1:159:7، تهذيب الأحكام: 1278:358 :9، من لايحضره الفقيه: 5706:329:4 كلّها عن حريز بن عبداللَّه، الإرشاد: 212:1، المناقب لابن شهر آشوب: 375:2 كلاهما نحوه من دون إسنادٍ إلى المعصوم، بحارالأنوار: 30:257:40.]
الحاق الولد بالزوج مع العزل
5772- شرح الأخبار عن جابر بن عبداللَّه بن يحيى: جاء رجل إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين! إنّي كنت أعزل عن امرأتي، وإنّها جاءت بولد. فقال عليّ عليه السلام: اُناشدك اللَّه، هل وطئتها ثمّ عاودتها قبل أن تبول؟ قال: نعم، قال: فالولد لك. [ شرح الأخبار: 667:325:2، المناقب لابن شهر آشوب: 377:2.]
درء الرجم لتعذّر الوصول إلى الزوجة
5773- الإمام الباقر عليه السلام: قضى أميرالمؤمنين عليه السلام في الرجل الذي له امرأة بالبصرة، ففجر بالكوفة أن يُدرأ عنه الرجم، ويُضرب حدّ الزاني. [ الكافي: 12:179:7، تهذيب الأحكام: 39:15:10 كلاهما عن أبي عبيدة.]
5774- عنه عليه السلام: قضى |عليّ| عليه السلام في رجلٍ محبوس في السجن وله امرأة حرّة في بيته في المصر وهو لا يصل إليها، فزنى في السجن، قال: عليه الجلد، ويُدرأ عنه الرجم. [ الكافي: 12:179:7، تهذيب الأحكام: 39:15:10 وليس فيه 'حرّة' وكلاهما عن أبي عبيدة.]
العفو عن السارق لقراءته سورة البقرة
5775- بعض الصادقين عليهم السلام: جاء رجل إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فأقرّ بالسرقة، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: أتقرأ شيئاً من كتاب اللَّه؟ قال: نعم سورة البقرة، قال: قد
وهبت يدك لسورة البقرة. فقال الأشعث: أ تُعطّل حدّاً من حدود اللَّه؟!
فقال: وما يدريك ما هذا؟ إذا قامت البيّنة فليس للإمام أن يعفو، وإذا أقرّ الرجل على نفسه فذلك إلى الإمام؛ إن شاء عفا، وإن شاء قطع. [ تهذيب الأحكام: 516:129:10 عن أبي عبداللَّه البرقي عن بعض أصحابه، من لا يحضره الفقيه: 5106:62:4 من دون إسنادٍ إلى المعصوم.]
العفو عمّن أقرّ باللواط فتاب
5776- الإمام الصادق عليه السلام: بينا أميرالمؤمنين عليه السلام في ملأ من أصحابه إذ أتاه رجل فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي قد أوقبت على غلام فطهّرني، فقال له: يا هذا، امضِ إلى منزلك، لعلّ مراراً [ المِرّة: إحدى الطبائع الأربع من أمزجة البدن "لسان العرب: 168:5".] هاجَ بك، فلمّا كان من غدٍ عاد إليه فقال له: يا أميرالمؤمنين، إنّي أوقبت على غلام فطهّرني، فقال له: يا هذا، امضِ إلى منزلك؛ لعلّ مراراً هاجَ بك، حتى فعل ذلك ثلاثاً بعد مرّته الاُولى، فلمّا كان في الرابعة قال له: يا هذا، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم حكم في مثلك بثلاثة أحكام، فاختر أيّهنّ شئت، قال: وما هنّ يا أميرالمؤمنين؟ قال: ضربة بالسيف في عنقك بالغة ما بلغت، أو إهداءٌ من جبل مشدود اليدين والرجلين، أو إحراق بالنار.
فقال: يا أميرالمؤمنين، أيّهنّ أشدّ عليَّ؟ قال: الإحراق بالنار، قال: فإنّي قد اخترتها يا أميرالمؤمنين.
قال: خذ لذلك اُهبتك، فقال: نعم، فقام فصلّى ركعتين، ثمّ جلس في تشهّده فقال: اللهمّ إنّي قد أتيت من الذنب ما قد علمتَه، وإنّي تخوّفت من ذلك، فجئت
إلى وصيّ رسولك، و ابن عمّ نبيّك فسألته أن يطهّرني، فخيّرني بين ثلاثة أصناف من العذاب، اللهمّ فإنّي قد اخترت أشدّها، اللهمّ فإنّي أسألك أن تجعل ذلك كفّارة لذنوبي، وأن لا تُحرقني بنارك في آخرتي.
ثمّ قام وهو باكٍ حتى جلس في الحفرة التي حفرها له أميرالمؤمنين عليه السلام وهو يرى النار تتأجّج حوله، فبكى أميرالمؤمنين عليه السلام وبكى أصحابه جميعاً، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: قم يا هذا! فقد أبكيت ملائكة السماء وملائكة الأرض؛ فإنّ اللَّه قد تاب عليك، فقم ولا تعاودنّ شيئاً ممّا قد فعلت. [ الكافي: 1:201:7، تهذيب الأحكام: 198:53:10 وفيه 'إهدارك' بدل 'إهداء' وكلاهما عن مالك بن عطيّة.]
اقامة الحدّ على من أقرَّ بالزنى
5777- الكافي عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه إلى الإمام عليّ عليه السلام: أتاه رجل بالكوفة فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي زنيت فطهّرني، قال: ممّن أنت؟ قال: من مُزَينة، قال: أتقرأ من القرآن شيئاً؟ قال: بلى، قال: فاقرأ، فقرأ فأجاد، فقال: أبِكَ جِنّة؟ قال: لا، قال: فاذهب حتى نسأل عنك.
فذهب الرجل ثمّ رجع إليه بعدُ فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي زنيت فطهّرني، فقال: ألك زوجة؟ قال: بلى. قال: فمُقيمة معك في البلد؟ قال: نعم، قال: فأمره أميرالمؤمنين عليه السلام فذهب، وقال: حتى نسأل عنك، فبعث إلى قومه فسأل عن خبره، فقالوا: يا أميرالمؤمنين، صحيح العقل.
فرجع إليه الثالثة فقال له مثل مقالته، فقال له: اذهب حتى نسأل عنك، فرجع
إليه الرابعة، فلمّا أقرّ قال أميرالمؤمنين عليه السلام لقنبر: احتفظ به، ثمّ غضب ثمّ قال: ما أقبح بالرجل منكم أن يأتي بعض هذه الفواحش، فيفضح نفسه على رؤوس الملأ! أفلا تاب في بيته؟! فواللَّه لتوبته فيما بينه وبين اللَّه أفضل من إقامتي عليه الحدّ.
ثمّ أخرجه ونادى في الناس: يا معشر المسلمين اخرجوا ليُقام على هذا الرجل الحدّ، ولا يعرفنّ أحدكم صاحبه، فأخرجه إلى الجبّان، [ الجَبّان: في الأصل الصحراء، وأهل الكوفة يُسمّون المقابر جبّانة "معجم البلدان: 99:2".] فقال: يا أميرالمؤمنين، أنظرني اُصلّي ركعتين.
ثمّ وضعه في حفرته واستقبل الناس بوجهه فقال:
يا معاشر المسلمين. إنّ هذا حقّ من حقوق اللَّه عزّوجلّ؛ فمن كان للَّه في عنقه حقّ فلينصرف ولا يُقيم حدود اللَّه من في عنقه للَّه حدّ، فانصرف الناس وبقي هو والحسن والحسين عليهماالسلام، فأخذ حَجَراً، فكبّر ثلاث تكبيرات، ثمّ رماه بثلاثة أحجار في كلّ حَجَر ثلاث تكبيرات، ثمّ رماه الحسن عليه السلام مثل ما رماه أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ رماه الحسين عليه السلام، فمات الرجل.
فأخرجه أمير المؤمنين عليه السلام فأمر فحُفِر له وصلّى عليه ودفنه، فقيل: يا أمير المؤمنين، ألا تُغسّله؟ فقال: قد اغتسل بما هو طاهر إلى يوم القيامة، لقد صبر على أمرٍ عظيم. [ الكافي: 3:188:7، تفسير القمّي: 96:2 عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه، بحارالأنوار: 66:292:40 وراجع من لا يحضره الفقيه: 5017:31:4.]
5778- الكافي عن ميثم: أتت امرأة مُجِحٌّ [ المُجِحُّ: الحامِلُ المُقْرِب التي دنا وِلادُها "النهاية: 240:1".] أمير المؤمنين عليه السلام فقالت: يا
أميرالمؤمنين، إنّي زنيت فطهّرني طهّرك اللَّه؛ فإنّ عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة الذي لا ينقطع، فقال لها: ممّا اُطهّرك؟ فقالت: إنّي زنيت، فقال لها: أ وَذات بعل أنتِ أم غير ذلك؟ فقالت: بل ذات بعل، فقال لها: أفحاضراً كان بعلكِ إذ فعلتِ ما فعلتِ أم غائباً كان عنك؟ فقالت: بل حاضراً، فقال لها: انطلقي، فضعي ما في بطنك، ثمّ ائتني اُطهّرْك، فلمّا ولّت عنه المرأة فصارت حيث لا تسمع كلامه قال: اللهمّ إنّها شهادة.
فلم يلبث أن أتته، فقالت: قد وضعت فطهّرني، فتجاهل عليها، فقال: اُطهّرك يا أمة اللَّه ممّاذا؟ فقالت: إنّي زنيت فطهّرني، فقال: وذات بعل إذ فعلتِ ما فعلتِ؟ قالت: نعم، قال: وكان زوجك حاضراً أم غائباً؟ قالت: بل حاضراً، قال: فانطلقي وارضعيه حولين كاملين كما أمرك اللَّه، فانصرفت المرأة، فلمّا صارت من حيث لا تسمع كلامه قال: اللهمّ إنّهما شهادتان.
فلمّا مضى حولان أتت المرأة فقالت: قد أرضعته حولين، فطهّرني يا أميرالمؤمنين، فتجاهل عليها وقال: اُطهّرك ممّاذا؟ فقالت: إنّي زنيت فطهّرني، قال: وذات بعلٍ أنت إذ فعلت ما فعلت؟ فقالت: نعم، قال: وبعلك غائب عنك إذ فعلت ما فعلت أو حاضر؟ قالت: بل حاضر، قال: فانطلقي فاكفليه حتى يعقل أن يأكل ويشرب ولا يتردّى من سطح ولا يتهوّر في بئر.
فانصرفت وهي تبكي، فلمّا ولّت فصارت حيث لا تسمع كلامه قال: اللهمّ إنّها ثلاث شهادات، فاستقبلها عمرو بن حريث المخزومي فقال لها: ما يُبكيك يا أمة اللَّه وقد رأيتك تختلفين إلى عليّ تسألينه أن يطهّرك؟ فقالت: إنّي أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فسألته أن يطهّرني فقال: اكفلي ولدك حتى يعقل أن يأكل ويشرب ولا يتردّى من سطح ولا يتهوّر في بئر، وقد خفت أن يأتي عليَّ الموت ولم يطهّرني.
فقال لها عمرو بن حريث: ارجعي إليه فأنا أكفله.
فرجعت فأخبرت أمير المؤمنين عليه السلام بقول عمرو، فقال لها أميرالمؤمنين عليه السلام وهو متجاهل عليها: ولِمَ يكفل عمرو ولدك؟ فقالت: يا أميرالمؤمنين إنّي زنيت فطهّرني، فقال: وذات بعل أنت إذ فعلت ما فعلت؟ قالت: نعم، قال: أ فغائباً كان بعلك إذ فعلت ما فعلت أم حاضراً؟ فقالت: بل حاضراً، قال: فرفع رأسه إلى السماء وقال: اللهمّ إنّه قد ثبت لك عليها أربع شهادات، وإنّك قد قلت لنبيّك صلى الله عليه و سلم فيما أخبرته به من دينك: يا محمّد من عطّل حدّاً من حدودي فقد عاندني وطلب بذلك مضادّتي، اللهمّ فإنّي غير معطّل حدودك، ولا طالب مضادّتك، ولا مضيّع لأحكامك، بل مطيع لك، ومتّبع سنّة نبيّك صلى الله عليه و سلم.
فنظر إليه عمرو بن حريث وكأ نّما الرمّان يفقأ في وجهه، فلمّا رأى ذلك عمرو قال: يا أميرالمؤمنين، إنّني إنّما أردت أكفله إذ ظننت أ نّك تحبّ ذلك، فأمّا إذا كرهته فإنّي لست أفعل.
فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أ بعدَ أربع شهادات باللَّه؟! لتكفلنّه وأنت صاغر.
فصعد أميرالمؤمنين عليه السلام المنبر فقال: يا قنبر! نادِ في الناس الصلاة جامعة، فنادى قنبر في الناس، فاجتمعوا حتى غصّ المسجد بأهله، وقام أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثمّ قال:
أيّها الناس إنّ إمامكم خارج بهذه المرأة إلى هذا الظَّهْر ليُقيم عليها الحدّ إن شاء اللَّه، فعزم عليكم أميرالمؤمنين لمّا خرجتم وأنتم متنكّرون ومعكم أحجاركم لا يتعرّف أحد منكم إلى أحد حتى تنصرفوا إلى منازلكم إن شاء اللَّه ثمّ نزل.