كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 11

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 11

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة


قال ابن أبي الحديد في شرح ما مرّ من كلامه عليه السلام "في الخطبة: 93": 'فصل في ذكر اُمور غيبيّة أخبر بها الإمام ثمّ تحقّقت':

واعلم أ نّه عليه السلام قد أقسم في هذا الفصل باللَّه الذي نفسه بيده، أ نّهم لا يسألونه عن أمر يحدث بينهم وبين القيامة إلّا أخبرهم به، وأ نّه ما صحّ من طائفة من الناس يهتدي بها مائة وتضلّ بها مائة، إلّا وهو مخبرٌ لهم- إن سألوه- برعاتها وقائدها وسائقها ومواضع نزول ركابها وخيولها، ومن يقتل منها قتلاً، ومن يموت منها موتاً.

وهذه الدعوى ليست منه عليه السلام ادّعاء الربوبيّة، ولا ادّعاء النبوّة، ولكنّه كان يقول: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم أخبره بذلك. ولقد امتحنّا إخباره فوجدناه موافقاً، فاستدللنا بذلك على صدق الدعوى المذكورة، كإخباره عن الضربة يُضرب بها في رأسه فتخضِب لحيته.

وإخباره عن قتل الحسين ابنه عليهماالسلام، وما قاله في كربلاء حيث مرّ بها.

وإخباره بملك معاوية الأمر من بعده، وإخباره عن الحجّاج، وعن يوسف بن

عمر، وما أخبر به من أمر الخوارج بالنهروان، وما قدّمه إلى أصحابه من إخباره بقتل من يقتل منهم، وصلب من يصلب.

وإخباره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، وإخباره بعدة الجيش الوارد إليه من الكوفة لمّا شخص عليه السلام إلى البصرة لحرب أهلها.

وإخباره عن عبداللَّه بن الزبير، وقوله فيه: 'خَبٌّ

[ الخَبُّ بالفتح: الخدَّاعُ "النهاية: 4:2".]

ضَبّ، يروم أمراً ولا يدركه، ينصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا، وهو بعد مصلوب قريش'.

وكإخباره عن هلاك البصرة بالغرق، وهلاكها تارةً اُخرى بالزنج، وهو الذي صحّفه قوم فقالوا: بالريح، وكإخباره عن ظهور الرايات السود من خراسان، وتنصيصه على قوم من أهلها يعرفون ببني رزيق- بتقديم المهملة- وهم آل مصعب الذين منهم طاهر بن الحسين وولده وإسحاق بن إبراهيم، وكانوا هم وسلفهم دعاة الدولة العبّاسيّة.

وكإخباره عن الأئمّة الذين ظهروا من ولده بطبرستان،

[ طَبَرِسْتان: هي البلاد المعروفة بمازندران، ومن أعيان بلدانها: استراباد وسارويه وآمل "راجع: معجم البلدان: 13:4".]

كالناصر والداعي وغيرهما، في قوله عليه السلام: 'وإنّ لآل محمّد بالطالقان

[ الطَّالَقَان: بلدتان؛ إحداهما في إيران قرب قزوين، والاُخرى في أفغانستان بين مرو الروذ "ورواليز" وبلخ.]

لكنزاً سيظهره اللَّه إذا شاء، دعاؤه حقّ يقوم بإذن اللَّه فيدعو إلى دين اللَّه'.

وكإخباره عن مقتل النفس الزكيّة بالمدينة، وقوله: 'إنّه يُقتل عند أحجار

الزيت'.

[ أحْجَار الزَّيْت: موضع بالمدينة، وهو موضع صلاة الاستسقاء "معجم البلدان: 109:1".]


وكقوله عن أخيه إبراهيم المقتول بباب حمزة: 'يُقتل بعد أن يَظهر، ويُقهر بعد أن يَقهر'.

وقوله فيه أيضاً: 'يأتيه سهم غَرِب يكون فيه منيّته فيابؤساً للرامي ! شُلّت يده، ووهن عضده'.

وكإخباره عن قتلى وجّ،

[ وَجّ: وهو الطائف "معجم البلدان: 361:5".]

وقوله فيهم 'هم خير أهل الأرض'.

وكإخباره عن المملكة العلويّة بالغرب، وتصريحه بذكر كتامة؛ وهم الذين نصروا أباعبداللَّه الداعي المعلّم.

وكقوله وهو يشير إلى أبي عبداللَّه المهدي: وهو أوّلهم ثمّ يظهر صاحب القيروان

[ القَيْرَوان: مدينة عظيمة في شمال إفريقية "راجع معجم البلدان: 420:4". وهي اليوم من مُدن تونس.]

الغضّ البضّ، ذو النسب المحض، المنتجب من سلالة ذي البداء، المسجّى بالرداء. وكان عبيداللَّه المهدي أبيض مترفاً مشرباً بحمرة، رخص البدن، تارّ

[ التَّارُّ: الممتَلئ البدن "النهاية: 186:1".]

الأطراف. وذو البداء: إسماعيل بن جعفر بن محمّد عليهماالسلام، وهو المسجّى بالرداء؛ لأنّ أباه أباعبداللَّه جعفراً سجّاه بردائه لمّا مات، وأدخل إليه وجوه الشيعة يشاهدونه، ليعلموا موته، وتزول عنهم الشبهة في أمره.

وكإخباره عن بني بويه وقوله فيهم: 'ويخرج من ديلمان

[ دَيْلَمان: من مناطق إيران القديمة الواقعة في شمال همدان.]

بنو الصيّاد'، إشارة إليهم. وكان أبوهم صيّاد السمك، يصيد منه بيده ما يتقوّت هو وعياله

بثمنه، فأخرج اللَّه تعالى من ولده لصلبه ملوكاً ثلاثة، ونشر ذريّتهم حتى ضربت الأمثال بملكهم.

وكقوله عليه السلام فيهم: 'ثمّ يستشرى أمرهم حتى يملكوا الزوراء، ويخلعوا الخلفاء. فقال له قائل: فكم مدّتهم يا أميرالمؤمنين؟ فقال: مائة أو تزيد قليلاً'.

وكقوله فيهم: 'والمترف ابن الأجذم، يقتله ابن عمّه على دجلة'، وهو إشارة إلى عزّالدولة بختيار بن معزّ الدولة أبي الحسين، وكان معزّ الدولة أقطع اليد، قطعت يده للنكوص في الحرب، وكان ابنه عزّالدولة بختيار مترفاً، صاحب لهو وشرب، وقتله عضد الدولة فناخسرو ابن عمّه بقصر الجصّ على دجلة في الحرب، وسلبه ملكه.

فأمّا خلعهم للخلفاء، فإنّ معزّ الدولة خلع المستكفي ورتّب عوضه المطيع، وبهاء الدولة أبانصر بن عضد الدولة خلع الطائع ورتّب عوضه القادر، وكانت مدّة ملكهم كما أخبر به عليه السلام.

وكإخباره عليه السلام لعبد اللَّه بن العبّاس رحمه الله عن انتقال الأمر إلى أولاده، فإنّ عليّ بن عبداللَّه لمّا ولد، أخرجه أبوه عبداللَّه إلى عليّ عليه السلام، فأخذه وتفل في فيه وحنّكه بتمرة قد لاكها، ودفعه إليه، وقال: خذ إليك أباالأملاك. هكذا الرواية الصحيحة، وهي التي ذكرها أبوالعبّاس المبرّد في كتاب 'الكامل'، وليست الرواية التي يذكر فيها العدد بصحيحة ولا منقولة من كتاب معتمد عليه.

وكم له من الإخبار عن الغيوب الجارية هذا المجرى، ممّا لو أردنا استقصاءه لكرّسنا له كراريس كثيرة، وكتب السير تشتمل عليها مشروحة.

[ شرح نهج البلاغة: 47:7 تا 50.]


وقال ابن أبي الحديد أيضاً في شرح الخطبة 37 تحت عنوان 'الأخبار الواردة عن معرفة الإمام عليّ عليه السلام بالاُمور الغيبيّة':

روى ابن هلال الثقفي في كتاب 'الغارات' عن زكريّا بن يحيى العطّار عن فُضيل عن محمّد بن عليّ، قال: لمّا قال علي عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني، فواللَّه لا تسألونني عن فئة تُضلّ مائة وتهدي مائة إلّا أنبأتكم بناعقتها وسائقتها- قام إليه رجل فقال: أخبرني بما في رأسي ولحيتي من طاقة شعر!

فقال له عليّ عليه السلام: واللَّه لقد حدّثني خليلي أنّ على كلّ طاقة شعرٍ من رأسك ملكاً يلعنك، وأنّ على كلّ طاقة شعر من لحيتك شيطاناً يغويك، وأنّ في بيتك سخلاً يقتل ابن رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم- وكان ابنه قاتل الحسين عليه السلام يومئذٍ طفلاً يحبو- وهو سنان بن أنس النخعي.

وروى محمّد بن إسماعيل بن عمرو البجلي، قال: أخبرنا عمرو بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو عن عبداللَّه بن الحارث، قال: قال عليّ عليه السلام على المنبر:

ما أحد جرت على المواسي إلّا وقد أنزل اللَّه فيه قرآناً.

فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له: فما أنزل اللَّه تعالى فيك؟

فقام الناس إليه يضربونه، فقال:

دعوه، أتقرأ سورة هود؟

قال: نعم.

قال: فقرأ عليه السلام 'أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ى وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ'

[ هود: 17.]

ثمّ قال: الذي

كان على بيّنة من ربّه محمّد صلى الله عليه و سلم، والشاهد الذي يتلوه أنا....

وروى عثمان بن سعيد عن شريك بن عبداللَّه، قال: لمّا بلغ عليّاً عليه السلام أنّ الناس يتّهمونه فيما يذكره من تقديم النبي صلى الله عليه و سلم وتفضيله إيّاه على الناس، قال:

أنشد اللَّه من بقي ممّن لقي رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم وسمع مقاله في يوم غدير خمّ إلّا قام فشهد بما سمع.

فقام ستّة ممّن عن يمينه، من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم، وستّة ممّن على شماله من الصحابة أيضاً، فشهدوا أ نّهم سمعوا رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم يقول ذلك اليوم، وهو رافع بيدي عليّ صلى الله عليه و سلم: 'من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه.

وروى محمّد بن عليّ الصوّاف عن الحسين بن سفيان عن أبيه عن شمير بن سدير الأزدي، قال: قال عليّ عليه السلام لعمرو بن الحمق الخزاعي:

أين نزلت يا عمرو؟

قال: في قومي.

قال: لا تنزلنّ فيهم.

قال: فأنزل في بني كنانة جيراننا؟

قال: لا.

قال: فأنزل في ثقيف؟

قال: فما تصنع بالمعرّة والمجرّة؟

قال: وما هما؟

قال: عُنقان من نار، يخرجان من ظهر الكوفة، يأتي أحدهما على تميم وبكر بن وائل، فقلّما يفلت منه أحد، ويأتي العنق الآخر، فيأخذ على الجانب الآخر من الكوفة، فقلّ من يصيب منهم، إنّما يدخل الدار فيحرق البيت والبيتين.

قال: فأين أنزل؟

قال: انزلْ في بني عمرو بن عامر، من الأزد.

- قال: فقال قوم حضروا هذا الكلام: ما نراه إلّا كاهناً يتحدّث بحديث الكهنة-.

فقال: يا عمرو، إنّك المقتول بعدي، وإنّ رأسك لمنقول، وهو أوّل رأس ينقل في الإسلام، والويل لقاتلك! أما إنّك لا تنزل بقوم إلّا أسلموك برمّتك، إلّا هذا الحيّ من بني عمرو بن عامر من الأزد، فإنّهم لن يسلموك ولن يخذلوك.

قال: فواللَّه ما مضت إلّا أيّام حتى تنقّل عمرو بن الحمق في خلافة معاوية في بعض أحياء العرب، خائفاً مذعوراً، حتى نزل في قومه من بني خزاعة، فأسلموه، فقتل وحمل رأسه من العراق إلى معاوية بالشام، وهو أوّل رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد.

وروى إبراهيم بن ميمون الأزدي عن حبّة العرني، قال: كان جويرية بن مسهر العبدي صالحاً، وكان لعليّ بن أبي طالب صديقاً، وكان عليّ يحبّه، ونظر يوماً إليه وهو يسير، فناداه: يا جويرية، الحقْ بي، فإنّي إذا رأيتك هويتك.

قال إسماعيل بن أبان: فحدّثني الصبّاح عن مسلم عن حبّة العُرني، قال: سرنا مع عليّ عليه السلام يوماً فالتفت فإذا جويرية خلفه بعيداً، فناداه: يا جويرية، الحقْ بي لا أبالك! ألا تعلم أنّي أهواك واُحبّك! قال: فركض نحوه، فقال له:

إنّي محدّثك باُمور فاحفظها.

ثمّ اشتركا في الحديث سرّاً، فقال له جويرية: يا أميرالمؤمنين، إنّي رجلٌ نسيّ.

فقال له: إنّي اُعيدُ عليك الحديث لتحفظه، ثمّ قال له في آخر ما حدّثه إيّاه: يا جويرية، أحبب حبيبنا ما أحبّنا، فإذا أبغضنا فأبغضه، وأبغض بغيضنا ما أبغضنا، فإذا أحبّنا فأحبّه.

قال: فكان ناس ممّن يشكّ في أمر عليّ عليه السلام يقولون: أ تراه جعل جويرية وصيّه كما يدّعي هو من وصيّة رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم؟

قال: يقولون ذلك لشدّة اختصاصه له، حتى دخل على عليّ عليه السلام يوماً، وهو مضطجع، وعنده قوم من أصحابه، فناداه: جويرية، أيّها النائم استيقظ، فلتُضربنّ على رأسك ضربة تخضب منها لحيتك، قال: فتبسّم أميرالمؤمنين عليه السلام، قال:

واُحدّثك يا جويرية بأمرك؛ أما والذي نفسي بيده لتعتلنّ إلى العتلّ الزنيم، فليقطعنّ يدك ورجلك وليصلبنّك تحت جذع كافر.

قال: فواللَّه ما مضت إلّا أيّام على ذلك حتى أخذ زياد جويرية، فقطع يده ورجله وصلبه إلى جانب جذع ابن مكعبر، وكان جذعاً طويلاً، فصلبه على جذع قصير إلى جانبه.

وروى إبراهيم في كتاب 'الغارات' عن أحمد بن الحسن الميثمي، قال: كان ميثم التمّار مولى عليّ بن أبي طالب عليه السلام عبداً لامرأة من بني أسد، فاشتراه عليّ عليه السلام منها وأعتقه، وقال له: ما اسمك؟

فقال: سالم.

فقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم أخبرني أنّ اسمك الذي سمّاك به أبوك في العجم: ميثم.

فقال: صدق اللَّه ورسوله، وصدقت يا أميرالمؤمنين، فهو واللَّه اسمي.

قال: فارجع إلى اسمك، ودع سالماً، فنحن نكنّيك به، فكنّاه أباسالم.

قال: وقد كان قد أطلعه عليّ عليه السلام على علم كثير، وأسرار خفيّة من أسرار الوصيّة، فكان ميثم يحدّث ببعض ذلك، فيشكّ فيه قوم من أهل الكوفة، وينسبون عليّاً عليه السلام في ذلك إلى المخرقة والإيهام والتدليس، حتى قال له يوماً بمحضر من خَلْق كثير من أصحابه، وفيهم الشاكّ والمخلص:

يا ميثم، إنّك تؤخذ بعدي وتصلب، فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دماً، حتى تخضب لحيتك، فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحربة يقضى عليك، فانتظر ذلك. والموضع الذي تصلب فيه على باب دار عمرو بن حريث، إنّك لعاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهّرة- يعني الأرض- ولأرينّك النخلة التي تصلب على جذعها.

ثمّ أراه إيّاها بعد ذلك بيومين، وكان ميثم يأتيها، فيصلّي عندها، ويقول: بوركت من نخلة لك خُلقت، ولي نبتّ، فلم يزل يتعاهدها بعد قتل عليّ عليه السلام، حتى قطعت، فكان يرصد جذعها، ويتعاهده ويتردّد إليه، ويبصره، وكان يلقى عمرو بن حريث، فيقول له:

إنّي مجاورك فأحسن جواري. فلا يعلم عمرو ما يريد، فيقول له: أ تريد أن تشتري دار ابن مسعود، أم دار ابن حكيم؟!

قال: وحجّ في السنة التي قتل فيها، فدخل على اُمّ سلمة رضي اللَّه عنها،

فقالت له: من أنت؟! قال: عراقي. فاستنسبته، فذكر لها أنّه مولى عليّ بن أبي طالب. فقالت: أنت هيثم. قال: بل أنا ميثم.

فقالت: سبحان اللَّه! واللَّه لربّما سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم يوصي بك عليّاً في جوف الليل.

فسألها عن الحسين بن عليّ، فقالت: هو في حائط له، قال:

أخبريه أنّي قد أحببت السلام عليه، ونحن ملتقون عند ربّ العالمين إن شاء اللَّه، ولا أقدر اليوم على لقائه، واُريد الرجوع.

فدعت بطيب فطيّبت لحيته، فقال لها: أما إنّها ستخضب بدم.

فقالت: من أنبأك هذا؟ قال: أنبأني سيّدي.

فبكت اُمّ سلمة، وقالت له: إنّه ليس بسيّدك وحدك؛ هو سيّدي وسيّد المسلمين، ثمّ ودّعته. فقدم الكوفة، فاُخذ واُدخل على عبيداللَّه بن زياد. وقيل له: هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب. قال: ويحكم! هذا الأعجمي؟!

قالوا: نعم. فقال له عبيداللَّه: أين ربّك؟ قال: بالمرصاد.

قال: قد بلغني اختصاص أبي تراب لك. قال: قد كان بعض ذلك، فما تريد؟

قال: وإنّه ليقال إنّه قد أخبرك بما سيلقاك. قال: نعم، إنّه أخبرني.

قال: ما الذي أخبرك أ نّي صانع بك؟ قال: أخبرني أ نّك تصلُبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهّرة. قال: لاُخالفنّه.

قال: ويحك! كيف تخالفه؟! إنّما أخبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم، وأخبر رسول اللَّه عن جبرائيل، وأخبر جبرائيل عن اللَّه، فكيف تخالف هؤلاء؟! أما واللَّه لقد

/ 39