دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة - نسخه متنی

صفیة مطهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في الواقع إن هذا التحليل الدلالي لا يحل بالضرورة المشكلات الاجتماعية مثلما يزعمه أصحاب مدرسة الدراسة الدلالية لأن الكلمات بطبيعتها تتلون دلالتها بحسب السياقات التي ترد فيها، وهذه الإيحاءات الدلالية المتحكم الأول والأخير فيها هو الاستعمال اللغوي، بالإضافة إلى أن اللغوي بعيد كل البعد عن حل المشاكل الاجتماعية وإنما المهمة هي خاصة بعلماء النفس والاجتماع والاقتصاد والصحافة وغيرهم ممن تخول لهم مهنتهم حل المشاكل الاجتماعية وغيرها.

وإذ كانت قضية الدلالة قد استحوذت على اهتمام غير اللغويين في دراساتهم المختلفة باختلاف تخصصاتهم فقد كان للغويين اهتمام كبير بها وقد كان على رأس من اشتهروا بدراسة العلامة اللغوية اللساني الفرنسي "فرديناند دي سوسير" الذي كان له فضل كبير في تأسيس المدرسة الاجتماعية في الدراسات اللغوية.

وقد بنى دي سوسير نظريته اللغوية "على أساس نظرية دور كيم الاجتماعية" التي ترى أن اللغة ظاهرة من بين الظواهر الاجتماعية وهي تقوم على ثلاث ركائز أساسية هي: * Le langage * La langue و* Ia parole أي اللغة واللغة المعينة والكلام.

فالكلمة عند دي سوسير هي عبارة عن علامة لغوية وأن العلاقة بين اللفظ والمعنى أو بين الدال والمدلول "ليست سوى اصطلاح غير معلل أي اعتباطي" وبتعبير آخر يمكننا القول "إن العلامة الألسنية هي اعتباطية."

ومازال دي سوسير يؤكد رأيه في اعتباطية العلامة اللسانية قائلاً: "إن مبدأ اعتباطية العلامة لا يرد ولا يدحض، ولكن غالباً ما يكون اكتشاف حقيقة ما أكثر سهولة من أن نوليه المكانة اللائقة به، ثم إن المبدأ الذي أخذنا به آنفاً يستبد بألسنية اللغة قاطبة ونتائجه لا تعدّ لا تحصى."

كما أن العلاقة بين الدال والمدلول تكون اعتباطية لأنه "علاقة منطقية بين الدال والمدلول، لأن الأصوات ليست لها دلالة بحد ذاتها، إذ لا تقترن بقيم ذاتية متأصِّلة بها، فالكلمات الأصلية المحاكية للصوت ليست قليلة العدد وحسب، بل إن اختيارها اعتباطي إلى حدِّ ما، وذلك لكونها لا تتعدى التقليد التقريبي والنصف الاتفاقي ببعض الضجيج." فلا يمكن بأي حال من الأحوال التعرف على المعنى من خلال الإيحاءات الصوتية، ولا يتم ذلك إلا عن طرق الاتفاق العرفي المتعارف عليه بين أبناء الجماعة اللغوية، ولأن العلامة اللغوية بشيوعها نتيجة استعمال المجتمع لها تصبح وكأنها مفروضة على الجماعة اللغوية عن طريق الاتفاق والعرف. وبالتالي فإن للثنائية التي تخص الرمز اللغوي مكاناً متميزاً "يعرف الرمز على أنه توفيقي تتابعي محسوس، وأنه متكون من اتحاد دالِّ ومدلول."

إن دلالة الكلمة عند دي سوسير هي نتاج العلاقة المتبادلة بين الكلمة أو الاسم وهي الصورة السمعية، وبين الفكرة. ومن هنا فإن الكلمة هي عبارة عن علامة لغوية؛ ويرى دي سوسير أن العلامة اللغوية لا تخلق وحدة بين اسم ومسمى، ولكن بين فكرة وصورة سمعية، وأن قيمة العلامة تتوقف على وجود سائر الرموز أو العلامات.

أما بلومفيلد L.BLOMFIELD فقد رفض "كل المسلمات التي ترى وراء كل إنتاج لرمز لغوي عملية غير مادية: فكرة، مفهوماً، صورة، إحساساً، عملاً إرادياً، الخ." ويرى أن مثل هذه المعايير التي تشير إلى الفكر والوعي والمفاهيم، لا تقدم أي خير للدرس اللغوي، كما أنها تؤثر تأثيراً سيئاً على علم اللغة، وأن المطلوب عند بلومفيلد هو وصف الاتصال اللغوي انطلاقاً من القضايا التي يمكن ملاحظتها، لأن اللغة هي ظاهرة إنسانية ولذلك يرى السلوكيون أن اللغة هي سلوك إنساني. ومصطلحات مثل الإرادة والشعور والفكرة والانفعال ينبغي ترجمتها عندهم إلى لغة تتضمن حالة فسيولوجية أو فيزيقية أو هما معاً.

ويذهب بلومفيلد إلى أن معنى الصيغة اللغوية "هو الموقف الذي ينطقها المتكلم فيه، والاستجابة التي تستدعيها مع السامع. فعن طريق نطق صيغة لغوية يحث المتكلم سامعه على الاستجابة لموقفٍ" وما بالتالي فإن المعنى هو محصلة الموقف الذي يحدث فيه الكلام من خلال عنصرين أساسيين هما المثير والاستجابة.

/ 142