1-دلالة الفعل الماضي على الاستقبال: - دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة - نسخه متنی

صفیة مطهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحاجب. ومثلوا له بصيغة فَعَلَ "وذلك باعتبار الوضع والأصالة، إذ الدلالة على الزمن هي الأساس الذي تُنَوَّع من أجله. أي: "أن فَعَلَ تدل في صيغتها الإفرادية على المضي". ويشترط في ذلك أن تكون "مجردة من جميع الأدوات التي قد تخلصها إلى زمن معين"، بحيث تخرج عن دلالتها الأساسية الأصلية لتأخذ تلوينات وتنويعات دلالية أخرى تكتسبها من السياق الذي تتواجد فيه ومن خلال القرائن السياقية التي تقترن بها. ونجد الرضي عندما شرح قول ابن الحاجب السابق قد أشار إلى ذلك بقوله: "قوله قبل زمانك، أي قبل زمان تلفظك به لا على وجه الحكاية. وقولنا لا على وجه الحكاية ليدخل فيه نحو خرجت في قولك: اليوم يقول زيد بعد غد خرجت أمس. فخرجت ماضٍ وإن لم يدل ههنا على زمان قبل زمان تلفظك به لأنك حاكٍ، وزيد يتلفظ به لا على وجه الحكاية فيدل على زمان قبل زمان التلفظ به، ويخرج عنه أيضاً نحو اخرج في قولك اليوم قال زيد أول من أمس أخرج غداً. فإنه دال على زمان قبل زمان تلفظ الحاكي به"، وقد أضاف الرضي بأن الفعل الماضي يستعمل بكثرة في الإنشاء الإيقاعي من ذلك قوله: "وأكثر ما يستعمل في الإنشاء الإيقاعي من أمثلة الفعل هو الماضي نحو بعت واشتريت.. وأن الماضي ينصرف إلى الاستقبال بالإنشاء الطلبي إما دعاء نحو رحمك الله وإما أمراً" كقول علي رضي الله عنه في النهج: "اجزأ أمرؤ قرنه آسى أخاه بنفسه". كما يتصرف الماضي إلى الاستقبال كذلك "بالإخبار عن الأمور المستقبلية مع قصد القطع بوقوعها"، وذلك مثل قوله تعالى: ونادى أصحابُ الجنةِ أصحابَ النارِ.

نستخلص مما سبق أن الزمن الماضي هو ما دل على حدث ماضٍ وهذا بالنظر إلى بنية الفعل الصرفية، وبالتالي يمكن عدها دلالة حرفية أولية. وقد تتداخل هذه الدلالة الأولية وتضمحل وتصبح ذات إيحاءات دلالية أخرى مستمدة من السياق. ولهذا نجد للفعل الماضي المعبر عنه بصيغة فَعَلَ دلالات زمنية أخرى طارئة "على صيغة الماضي في بعض المواضيع اللغوية، هي على خلاف الأصل الذي وضع له، وإنما حدثت بعد اقترانه بدليل دل على ذلك التحول". ومن دلالاته ما يأتي:

1-دلالة الفعل الماضي على الاستقبال:

إن دلالة الماضي على الاستقبال إنما نجدها في بعض التراكيب في اللغة العربية قد خالفت الدلالة الأصلية التي وضعت لها وأصبحت دالة على الاستقبال بوجود قرينة لفظية أو معنوية خلصتها لتلك الدلالة، من ذلك قوله تعالى: أتى أمرُ اللهِ فلا تستعجِلُوه. فإن كلمة أتى هنا هي في مبناها الصرفي على وزن فَعَلَ وفَعَلَ للماضي، غير أنها تحولت وأصبحت بمعنى سيأتي، وهذا نتيجة السياق الذي وردت فيه. ومثل هذه التعابير والتراكيب اللغوية كثير في القرآن الكريم من ذلك مثلاً قوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فأعطيناك بمعنى نعطيك. وبهذا فإن الفعلين أتى وأعطى، قد ناب الماضي مناب المستقبل فيهما ودلّ دلالته وذلك لتحقيق إثبات الحدث وصدقه، فأمر الله آتٍ ووَعْدُ الله لرسوله بإعطائه الكوثر كذلك هو حقيقة وصدق. ويمكن توضيح ذلك في الجدول الآتي:

المثال

الفعل

دلالته الإيحائية

قال الله تعالى:

واللهُ الذي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحَابَاً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كذلكَ النُّشُورُ.

فسقناه.

إن الفعل هنا جاء بلفظ الماضي وبدلالة المستقبل أي نسوقه.

قال الحطيئة:

شَهِدَ الحُطَيْئَةُ حينَ يَلْقَى رَبَّهُ

**أَنَّ الوَليدَ أَحَقُّ بالعُذْرِ

شَهِدَ.

إن الفعل شهد جاء بصيغة الماضي لفظاً، أما من حيث دلالته فهو للاستقبال وذلك ما

/ 142