أما الفصل الأول فقد عنونته
الدلالة الإيحائية في الصيغة الحديثة
إذ هي ذات الدلالة الزمنية المستوحاة من مادة وشكل الكلمة وهيئتها وما تؤديه من وظائف صرفية تتمثل في دلالتها على الحدث المقرون بالزمن، وإيحاءاتها الدلالية الناتجة عن مادتها وهيئتها التي بنيت عليها ومن تنوع استعمالاتها.إن للتلوين الصوتي في صيغة الفعل الإفرادية أهمية بالغة، إذا هو المحدد لتقسيمات تركيبها الصوتي فهي ثلاثية وغير ثلاثية، والمحدد لنوع عناصرها إلى صحيحة ومعتلة، وبالتالي فهو المبين لوظيفتها إلى متعدية ولازمة وما تحمله هذه كلها من دلالات، وهذا ما أطلق عليه المحدثون اسم القواعد التوليدية والتحويلية في الدراسات اللغوية، وذلك لأن دراسة الفعل تتم وفق ثلاثة أنواع من السمات:السمات الصوتية، التركيبية، والسمات الدلالية التي تحدد دلالة المفردات.فقد درست في هذا الفصل دلالة الصيغة الإفرادية ذات البناء الأساسي، ثم عرضت لدراسة التحول الداخلي للصيغة المزيدة ودلالته، إذ حددت فيه مكوناتها فهي من البناء الأساسي، والمكون التحويلي الذي ينتج لنا مكوناً تركيبياً يحمل إيحاءات دلالية مختلفة.أما الفصل الثاني فقد خصصته لدراسة الذات وجاء موسوماً
الدلالة الإيحائية في الصيغة الذاتية:
إن الذات في مفهومها العام هي موجود مقيس يشغل حيزاً من الفراغ، ووجودها يقتضي تخصيصاً لها في ذاتها عن غيرها وهي أقسام قد تكون إنساناً، حيواناً، نباتاً، جماداً أو شيئاً. وهذا التمييز يختص بشكلها ومحتواها وبتسميتها التي هي أول ما تختص به. ولذا كان وما زال للاسم إيحاءاته الدلالية فهو العلامة على المسمى.وللاسم في الدرس اللساني مميزات عديدة يستميز بها عن غيره.وقد اخترت لدراسة الذات واسمها ألفية ابن مالك مجالاً تطبيقياً، وذلك من خلال حديثه عن الاسم حيث اختار له عنوان العلم وربط مفهومه بمفهوم الاسم في قوله:
اسم يُعَيِّن المُسَمَّى مطلقاً
وقرَنٍ وعَدَنٍ ولاحق
وشَذْقَمٍ وهَيْلةٍ ووَاشِقِ
عَلَمُه كجعفر وخِرِنْقا
وشَذْقَمٍ وهَيْلةٍ ووَاشِقِ
وشَذْقَمٍ وهَيْلةٍ ووَاشِقِ