أما فيما يخص دلالة هذه الصيغة فقد ذكر لها العلماء عدة معانٍ منها:1-العلل: وذلك مثل قول ابن الحاجب "وفَعِلَ تكثر فيه العلل.. نحو سَقِمَ ومَرِض." 2- الأحزان: كما يدل على الأحزان مثل حِزن.3-الأفراح: ويدل على الأفراح مثل فَرِح.4-الألوان والعيوب: وذلك لأن كل ما دل على لون أو عيب فلا يخرج عن هذا الباب وهذا ما أكَّدَه ابن الحاجب قائلاً: "الألوان والعيوب والحُلَى كلها عليه" فالألوان مثل: حَمِرَ وصَفِرَ وشَهِبَ وصدِئَ، أما العيوب فمثل: حَدِبَ، وحَوِلَ وعَوِرَ وعَرِجَ. وأما الحلي والتي هي "العلامات الظاهرة للعيون في أعضاء الحيوان" فمثل: شَتِرَ بمعنى انشقت شفته السفلى، وصَلِعَ وَسِحَ أي خفَّ لحم عجيزته وفَخِذَيه، وهَضِمَ أي انضم جانباه وضَمِرَت بطنُه.نستنتج مما سبق أن فَعِلَ تمتاز بدلالتها على العلل والأحزان والأفراح والألوان والعيوب ولكن هذا لم يمنعها من أن تكون لها دلالات أخرى نذكر منها:1-الدلالة على حالة سيكولوجية: ومن ذلك قوله تعالى: "ولا تهِنُوا في ابتغاءِ القومِ إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون" ومنه قوله كذلك "حَصِرَتْ صدورهم أن يقاتِلُوكُمْ أو يُقاتِلُوا قَوْمَهم" أي ضاقت صدورهم ومن ذلك أيضاً: "فرِحَ المُخَلفُون بمقعدِ هم خِلاَفَ رسولِ الله" ومن ذلك أيضاً: "يَئِسَ الذين كفروا من دينكم." 2-الدلالة على حالة فيزيولوجية: مثل قوله تعالى: "أذِنَتْ لربِّها وحُقَّت".إن الفعل أَذِنَ هو من العضو الفيزيولوجي وهو في هذه الآية الكريمة بمعنى استمع.3-الدلالة على حالة بيولوجية: مثل قوله تعالى: "وأنكَ تَظْمَؤُ فيها ولا تَضْحى" ومنه كذلك: "ولا تَأْكُلُوها وبدَاراً وأن يَكْبَروا" .نستنتج مما سبق أن صيغة فَعِلَ في ما تقدم من دلالات هي لازمة "لأنها لا تتعلق بغير من قامت به" وقد نجد أفعالاً متعدية ظاهِرِياً غير أنها لازمة في حقيقة أمرها وفي هذا الصدد يقول سيبويه "واعلم أن فَرِقْتُهُ وفَزِعْتُهُ إنما معناهما فَرِقْتُ منه" وفزِعْتُ منه، فهو إذن على حذف الجار.2-الدلالة على علاقة سلبية بين الفاعل والمفعول كأن يترك الفاعل المفعول. مثل قولـه تعالى: "فَلَنْ أبْرَحَ الأرْضَ حتى يأَذنَ لي أبي" ومنه كذلك: "وعَسى أن تكْرَهُوا شيئاً وهو خيرٌ لكم" .3-الدلالة على علاقة إيجابية بين الفاعل والمفعول كأن ينتقل تأثير الحدث بواسطة الفاعل إلى المفعول مثل قوله تعالى: