ب- تعدية المتعدي إلى مفعول واحد: وإذا اتصلت الهمزة بفعل متعد إلى مفعول واحد صار متعدياً إلى مفعولين "أولهما مفعول الجعل والثاني لأصل الفعل، نحو: أحفرت زيداً النهر: أي جعلته حافراً له، فالأول مجعول، والثاني محفور، ومرتبة المجعول مقدمة على مرتبة مفعول أصل الفعل؛ لأن فيه معنى الفاعلية".ج- تعدية المتعدي إلى اثنين: أما إذا دخلت الهمزة على فعل متعد إلى مفعولين فتجعله متعدياً إلى ثلاثة مفاعيل "أولهما للجعل والثاني والثالث لأصل الفعل، وهما فعلان فقط: أعلم وأرى". مثال ذلك: ويُريهم اللهُ أعمالهم حسراتٍ عليهم. المفاعيل هي: الضمير في يريهم وأعمال وحسراتٍ.ويأتي هذا المكون التركيبي (أَفْعَلَ) بمعنى المكون الأساسي (فَعُلَ) في مثل "أسْرَعَ وأبطأ؛ سَرُعَ وبَطُؤَ: ليس الهمزة فيهما للنقل، بل الثلاثي والمزيد فيه معاً غير متعديين لكن الفرق بينهما أن سَرُعَ وبَطُؤَ أبلغ؛ لأنهما كأنهما غريزة كَصَغُرَ وكَبُرَ".وقد اعترض الرضي على ابن ا لحاجب قوله: "الغالب في أُفعَلَ أن يكون للتعدية" ويرى بدل ذلك "الغالب أن يجعل الشيء ذا أصله" حتى يكون أعم؛ لأنه يدخل فيه ما كان أصله جامداً، نحو أفْْحى قِدْرُهُ: أي جعلها ذات فحاً وهو الأبزار وأجْدَاه: جعله ذا جدىً، وأذْهَبَهُ جعله ذا ذهب.ويشتق أفعل من الأسماء للتعبير عن أحداث لم تعبر عنها الأفعال المجردة بحيث "يجيء أفعل لجعل الشيء نفس أصله إن كان الأصل جامداً، نحو أهديت الشيء: أي جعلته هدية وهدياً".2- التعريض: ويأتي أفعل "للتعريض" بحيث إن إلصاق الهمزة سبب في جعل ما كان مفعولاً، معرضاً لأصل الحدث سواء صار مفعولاً له أو لا وذلك نحو أبعته: أي عرضته للبيع سواء أبيع أم لا، وفي جعل فاعل الفعل الثلاثي معرضاً لأن يكون مفعولاً لأصل الحدث نحو باع زيد فرسه، وأبعته أي عرضت زيداً لأن يبيع فرسه. "وكذا أسقيته: أي جعلت له ماء وسقيا شرب أو لم يشرب، وسقيته: أي جعلته يشرب، وأَقْبَرْتَهُ: أي جعلت له قبراً قَبِرَ أو لا" وقبرته أي دفنته.باع + عرض = أباع. فالمفعول في أبعته هو لمعنى التعريض المتجسد في سابقة الهمزة.3- الصيرورة: ويجيء أفعل "لصيرورته ذا كذا" أي أن زيادة الهمزة قد تكون سبباً في أن ينتسب الشيء إلى ما اشتق منه الفعل وهو ضربان:أ- "إما أن يصير صاحب ما اشتق منه نحو أَلْحَمَ زيد، أي صار ذا لحم، واطْفَلَت أي صارت ذات طفل، وأَعْسَرَ وأَيْسَرَ وأَقَلَّ: أي صار ذا عُسْرٍ ويُسْرٍ وقِلَّةٍ، وأَغَدَّ البعيرُ أي صار ذا غدة، وأَرَابَ صار ذا رِيبَة"لحم + همزة الصيرورة = ألحم المشتق من لحم.