دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة نسخه متنی

2- ويأتي بمعنى أفعل مثل: تخاطأ وأخطأ."

3- ويجيء بمعنى تَفَعَّلَ كقولهم تعاهد بمعنى تَعَهَّدَ كما جاء تَعَهَّدَ بمعنى تعاهد وتَعَهَّدَ أفصح لأن التعاهد يكون بين اثنين."

4- وقد جاء ابن يعيش بدلالة أخرى وهي أن يكون بمعنى الطلب نحو: تقاضيته الدين أي استقضيته.

5- وقد يأتي بمعنى افتعل من ذلك قولك تضاربوا بمعنى اضطربوا وتقاتلوا بمعنى اقتتلوا وتجاوزوا واجتوزوا وتلاقوا والتقوا"

زيادة سابقة التاء وتضعيف الصامت الثاني من المكون الأساسي الصيغي "تفعل"

يوجد في اللغة العربية بنية تركيبية أخرى تتمثل في زيادة سابقة الهمزة قبل الصامت الأول وتضعيف الصامت الثاني للصيغة ويعتبر هذا البناء امتداداً لفعل وذلك لأنه كل ما جاز صياغته على فَعَّلَ جاز فيه تَفَعَّلَ مثل قَدَّمَ وتَقَدَّم. ومن هنا فإن كانت فَعَّلَ تتكون من مقطعين قصيرين مفتوحين يتقدمهما مقطع متوسط، فإن البنية التركيبية تَفَعَّلَ زيدت على أختها فَعَّلَ بمقطع قصير واحد تمثل في سابقة التاء؛ وعليه فقد أصبحت تَفَعَّلَ تتشكل من ثلاثة مقاطع قصيرة ومقطع متوسط توسط المقطع الأول والثالث القصيرين، ونستطيع أن نمثل هذه الصيغة في الرسم البياني الآتي:

تَفَعَّلَ = فَعَّلَ + التاء

تَفَعَّلَ = فَعَّلَ

+ ا ع ا

+ ت ا ا ا

= تفعل

ونستطيع أن نحلل صيغة تَفَعَّلَ إلى الآتي:

تَفَعَّلَ = فَعَلَ+0+ع+0+= فَعَّلَ= ت+0+0+0= تَفَعَّلَ.

دلالة المكون التركيبي "تَفَعَّلَ"

لقد ذكر العلماء لهذا المكون التركيبي دلالات عدة غير أننا نجدهم قد ركزوا على واحدة دون سواها وهذا ما يؤكده أحدهم مثلاً إذ يقول: "وَتَفَعَّلَ لمطاوعة فَعَّلَ نحو كَسَّرْتُه فَتَكَسَّرَ" ولعل هذا ما يبين أن السمة المميزة لصيغة تفعل هي المطاوعة وذلك في كون هذه الأخيرة تدل دلالة عامة عليها.

أما ما ذكر من دلالات فما هو إلا تعبير عن المعاني الجزئية التي تتفرع عن الدلالة العامة. والمطاوعة هنا هي من خصائص هذا البناء التركيبي الصيغي الذي هو تَفَعَّلَ إذ تعد الأساس الدلالي لهذه الصيغة.

ومن هذه المعاني الجزئية ما يأتي:

1- التكلف: والتكلف هو أن فاعل تَفَعَّلَ "يتعانى ذلك الفعل ليحصل بمعاناته كَتَشجَّعَ إذ معناه استعمل الشجاعة وكلف نفسه إياها لتحصل". ونجد سيبويه قد عرف التكلف دون ذكره له من ذلك قوله: "وإذا أراد الرجل أن يدخل نفسه في أمر حتى يضاف إليه ويكون من أهله فإنك تقول: تَفَعَّلَ، وذلك تَشَجَّعَ وتَبَصَّرَ، وتَحَلَّمَ وتَجَلَّدَ، وتَمَرَّأَ، وتقديرها تمرع، أي صار ذا مروءة،وقال حاتم طيء".

وإذا كان سيبويه قد ذكر التعريف دون المصطلح فهناك من أورد المصطلح دون تعريفه من ذلك "وللتكلف نحو تَشَجَّعَ وتَحَلَّمَ" وقد حاول الجاربردي أحد شراح الشافية أن يفرق بين هذا البناء وبين تَفَاعَلَ في دلالتي التكلف والتظاهر حيث يقول في هذا الصدد: "ولما كان هذا ملتبساً بتفاعل من حيث إن كل واحد منهما غير ثابت لمن نسب إليه فرق بينهما بأن معنى التفعل