دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة - نسخه متنی

صفیة مطهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وفي المقابل، تفاءلوا بغير هذه الأزهار وتهادوا بها؛ كالعود لأن في اسمه معنى العودة، والنبق لإيمائه إلى البقاء.

ومن هذا كله صار الاسم هو الذات بعْد أن كان منها. هذا جميعه حديث عن ا لاسم في المفهوم والبواعث وعلاقته بالمسمى به، في المجال الاجتماعي دون اللغوي الذي هو موضوع بحثنا وموضع انطلاقنا.

تذهب معظم الدراسات والبحوث القديمة إلى أن أقسام الكلام ثلاثة: "اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل. فالاسم: رجل وفرس وحائط." وعلى هذا التقسيم سار معظم الدارسين القدماء وبعض المحدثين. لكن البعض الآخر من المحدثين توسعوا في التقسيم فمنهم من جعله رباعياً ويضم الاسم والضمير والفعل والأداة. ومنهم من جعل التقسيم سداسياً، بالزيادة والنقص والتغيير لما سبق، وكانت هذه الأقسام عنده هي: الاسم، والصفة، والفعل، والضمير، والخالفة، والأداة. وهذه التقسيمات، قد نقف عندها في مختلف المواضع من هذا البحث. وأما الآن فلنعد للمفهوم ومصطلحه في اللغة.

إن الاسم هو "لفظ أو صوت مركب من أصوات له معنى، خُلْوٌ من الزمان" وبالتالي فهو علامة على المسمى يدل على معنى كما يقول المبرد، "ولا يلزم منه الزمان الخارج عن معناه لبنيته." وقد قُسِّمَ معناه المفرد قسمين: يكون شخصاً وغيرَ شخص. فأما الشخص فنحو رجل وفرس، حيث نجد بأن هذه الأسماء "تنوب في تصور المعاني في نفوس السامعين مناب المسميات أنفسها لو شاهدوها، فإذا قال القائل: رأيت جملاً؛ تصور من هذا الاسم في نفس السامع ما كان يتصوره من المسمى الواقع تحته لو شاهده. فلما ناب الاسم من هذا الوجه مناب المسمى في التصور كان المتصور من كل واحد منهما شيئاً واحداً." وأما غير الشخص فنحو الأكل والضرب واليوم والليلة، وإن كان اليوم والليلة يدلان على الزمان إلا أنهما أسماء وليسا أفعالاً، لأن الفعل يدل على زمان ومعنى، بينما اليوم والليلة فيدلان على الزمان فقط.

وإذا كان الاسم و ما دلَّ على معنى خالٍ من الزمان فهو ذلك الركن الإسنادي الأساسي في جملته بحيث يكون هو مدار الحديث. ومن هنا نجد أفلاطون يعرفه بقوله هو "اللفظ الذي يستطيع أن يكون موضوع المحمولية التي تقدمها الجملة."

أما الاسم عند آرسطو فهو لفظة دالة على معنى بتواطؤ، مجردة عن الزمان تعبر عن مقولة الجوهر، وليس واحد من أجزائها يدل على انفراده، من ذلك أن الأسماء المزدوجة يجب أن تدل بأجزائها مجتمعة على معنى معين، فكلمة "دورس" من "تاودورس" لا تدل على شيء لتجزئتها.

يتضح مما سبق أن هذه لازمة من لوازم الاسم وحقيقة من حقائقه بحيث لا يدل جزء منه على شيء أصلاً مثل لفظ إنسان إذا جزئ إلى "إن" + "سان" فإن "إن" هنا وإن كانت دالة على الشرطية فهي ليست جزءاً من لفظ إنسان "وحيث كانت جزءاً من لفظ الإنسان، لم تكن شرطية، لأن دلالات الألفاظ ليست لذواتها، بل هي تابعة لقصد المتكلم وإرادته." فإن كان يقصد إن الشرطية فهو بطبيعة الحال لا يقصد جعلها غير شرطية، فشتان بين الاثنين. ومنه ما هو موجود في بعض الأسماء المركبة مثل عبد الله "إن جُعِلَ عَلَماً على شخص، كان مفرداً، وإن قُصِدَ به النسبة إلى الله تعالى بالعبودية، كان مركباً لدلالة أجزائه على أجزاء معناه." ومن هنا يبقى المتكلم هو المحدد الأول والأخير لدلالة الاسم وفق قصديته وإرادته.

وإذا كانت البنية اللغوية تعكس بنية العالم كما يرى آرسطو فهذا يعني "أن الكلمات تدل على الأشياء بحسب طريقة وجودها، جواهر هي أو أعراض.... وخير ما يعبر عن مقولة الجوهر الاسم."

وهناك من ميَّزَ بين أجزاء الكلام بناء على "ما يحدثه كل جزء من تبديل في الآخر وأن الاسم حسب هذا الاعتبار هو مقولة من الدرجة الأولى لأنه هو الذي يبدل في الفعل وفي الصفة، المعتبرة فعلاً."

وأما إدوارد سابير EDWARD SAPIR فإنه يعطي أهمية كبيرة للاسم ويُظهر قيمته مثلما فَعَلَ أفلاطون من ذي قبلْ حيث يرى أن موضوع الكلام هو الاسم، وكل لغة تميز بين الاسم والفعل وأن لكل خطاب موضوعاً هو الاسم، ومثلما أن موضوعات الحديث الأكثر شيوعاً هي أشخاص أو أشياء فإن الاسم يَدُورُ حَوْلَ مفاهيم المحمولية.

/ 142