دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة - نسخه متنی

صفیة مطهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ويسمى المرتجل.

2-ووضع منقول من معنى إلى آخر: وهو على قسمين:

أ- منقول لعلاقة وهو المجاز.

ب- منقول لغير علاقة، ويختص بالاسم المنقول كتسمية الولد جعفر، والجعفر في اللغة النهر الصغير والنهر موضع الماء الذي جعل الله منه كل شيء، والماء هو مصدر الحياة وأغلى ما فيها بالنسبة للذي يعيش في الصحراء. وما دامت بيئة العربي صحراوية فإن للماء فيها أغلى قيمة وأعلا مكانة حيث يعيش في طلب الاستسقاء والسقيا ومنه قوله تعالى: ونادى أصحاب النارِ أصحابَ الجنةِ أَنْ أَفِيضُوا علينا من الماءِ. فالخلفية والمكمن الدلالي في هذه الآية هي الماء الذي منه الحياة بكل خيراتها.

وخلف الرجل المرأة دائماً، فجاءت خِرْنِق من بعد جعفر وهي من "شواعر العرب". ولكن مفهوم الاسم وبعده الدلالي قد يبتعدان أحياناً بدلالتهما عن السامع، وذلك لبعد العهد ما بين مجاله الأصلي والانتقالي. واسم المرأة في التراث العربي يميل في وضعه بالارتجال أو النقل إلى اللطافة والرقة والليونة. فكانت من أسماء المرأة في وقتنا لطيفة ونعيمة ودلالة خِرْنِق لا تبعد عن هذا المجال الدلالي، إذ إن خِرْنِق من أسماء صغار الأرانب وأوصافها. والأرنب يتصف بالدعة في الطبع والليونة في الملمس، وإنها لمن محاسن أوصاف المرأة ومحامدها. وفي هذه الصفة قال الشاعر العربي:

لَيِّنَةٍ كَمَاسِ الخَرْنِقِ

ومع أن فرو الأرانب لا يزال مرتفع الثمن، لاستعماله كبخانق على الأعناق، أو في الأكمام، فإن علاقة وصفه بالاستعمال تظهر ضعيفة. وليس هو وحده الذي غابت عنا دلالته. فهناك غيره من الأسماء المسموعة في زماننا يغلب على التسمية بها طابع التقليد والتبعية، دون استحضار مدلولها عند ذكرها، وكأنها رقم حسابي يدل على معدود، وقد قال الكوفيون الاسم علامة على المسمى فقط.

ومن الأسماء التي تطرق آذاننا ولا تؤثر في الأعصاب الناقلة الدلالة إلى الدماغ، اسم آسيا فهذا الاسم المؤنث موجود بكثرة، وقليل ممن يدرك معناه، ويستحضر دلالته عند سماعه. وقد سألت كثيراً عن معناه فأجاب البعض بالنفي، والقليل القليل قال إنها امرأة فرعون. ولكنه لم يعرف علة النقل ليستحضر عند سماعه لهذا الاسم صبر هذه المرأة وتصبرها وقوة إيمانها بالله وثباتها عند التعذيب والامتحان، حتى ضرب الله بها مثلاً لعباده.

إن آسيا امرأة فرعون آمنت بموسى عليه السلام، فعذبها فرعون بأن أوتد يديها ورجليها وألقى على صدرها رحى عظيمة، واستقبل بها الشمس، فكانت إذا تفرق عنها من نكّل بها ظللتها الملائكة. وقال فيها تعالى: وضَرَبَ اللهُ مَثَلاً للذينَ آَمَنُوا امرأةَ فِرْعَونَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً في الجنةِ ونَجِّني منْ فِرْعَوْنَ وعَمَلِهِ ونَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ.

والبعد الدلالي لكل اسم من الاسمين السابقين، هو توقعي تفاؤلي. ففي سماع الأول إيحاء بالخير واستحضاره، وفي سماع الثاني إيحاء بصدق الإيمان، وقوة الصبر وثبات العقيدة. ولكن هذا البعد الذي هو عرفي اجتماعي متفاوت البعد عند سامعيه. فالماء الذي هو مصدر الحياة بكل خيراتها عند الصحراوي، هو ليس بهذه الأهمية عند ساكن قطب الأرض أو جنوبها. ولهذا الجانب تأثير على مدلولات الأسماء علينا. وذلك أن الوطن العربي واسع، وأقاليمه مختلفة، وتضاريسه متباينة والاسم ابن بيئته، فصرنا نسمع أسماء تعجبنا فننقلها وقد غاب عنا معناها للبعد الزمني أو المكاني أو الفارق الحضاري، وقد شاع اسم شهرزاد وشهيناز مثلاً، وقليل من يعرف دلالتهما في اللغة الفارسية، أو حتى أنهما فارسيان.

وفي الوطن العربي أسماء رجال موحية بالعزة والاعتزاز مثل عميروش وابن مهيدي، ولطفي لو نالوا حقهم من التعريف بهم.

وبعد ذكر اسم الرجل ورفيقته المرأة يعود ابن مالك لتفصيل الحديث في الاسم من جديد فيقول فيه:

واسماً أَتَى وكُنْيَةً ولَقَبا

/ 142