3-اللقب: أما النوع الثالث فهو اللقب، والغالب على اللقب في المفهوم العربي أن يكون للذم، خلافاً لما في عجز البيت السابق: ولقب بالمدح أو بالذم. وقد جاء في لسان العرب "والتنابز التداعي بالألقاب وهو يكثر فيما كان ذماً".وقد عمل ابن مالك بمفهوم ما في البيت وليس بما ذهب إليه صاحب اللسان.ويظهر أنه ساير التطور والتجديد في اللغة. والمثل الذي جاء به شارحو الألفية اعتبروا فيه المدح والذم معاً ورجحوا المدح عن الذم. ففي دليل السالك "ولقب نحو زين العابدين".واللقب والكنية كلاهما مركبان من وحدتين، إلا أن الكنية تجمع بين اسمين، واللقب بين وصفين، وبذلك تميل الكنية إلى الاسمية واللقب إلى الوصفية، ولم يرد في التركيب النحوي ما يطلق عليه بالتركيب الوصفي عند ابن مالك، وإنما أشار ابن مالك إلى ما يسمى بالمركب المفرد في مثل "عبد الله كرز". ولكن في التقسيم تشيع ثلاثة أنواع من المركبات: "المركب الإسنادي كبرق نحره، وشاب قرناها. والمركب المزجي كبعلبك وحضرموت. والمركب الإضافي كعبد الله وأبي قحافة".واللقب الذي يكون للمدح والذم في الاستعمال، فإن خلفيته وإيحاءاته الدلالية هي التأكيد. فاسم زين العابدين فيه إشارتان طيبتان، الأولى هي الحسن والجمال في الكلمة الأولى "زين"، والثانية الطاعة والانصياع "العابدين"، وفي الكلمتين معاً جمال وحسن وطاعة وانصياع، ومجملها الخلق الحسن. ولا شك أن سماع هذا الاسم له على الأذن وقعه، وفي النفس أثره، وعلى العمل تأثيره. ومثله نور الدين وخير