دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة - نسخه متنی

صفیة مطهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فاجعل النقطة تحت الحرف، فإن اتبعت شيئاً من ذلك غنة، فاجعل مكان النقطة نقطتين."

إن هذا النص يحمل جوانب دلالية عديدة منها:

1-قولـه: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه، يمثل تراكيب لغوية تحمل دلالات مختلفة باختلاف السياق الذي تأتي فيه وتندرج في باب المنصوبات، وهي أنواع.

2-أما قولـه: فإن ضممت فمي فانقط نقطة فوقه على أعلاه، فيمثل التركيب اللغوي الإسنادي ذا الدلالات المتنوعة بتنوع السياق وهو باب المرفوعات.

3-وأما قولـه: فإن كسرت فاجعل النقطة تحت الحرف فإن هذا ليحمل دلالات عديدة يجمعها باب واحد هو باب المجرورات بالحرف أو بالإضافة أو التبعية، وهي مقصورة على الركن الاسمي دون الفعلي.

4-وأما قوله: فإن اتبعت شيئاً من ذلك غنة فاجعل مكان النقطة نقطتين، فإن هذا لخاص بباب جامع للثلاثة السابقة هو التنوين ودلالته من دلالتهم.

إن هذا النقط الذي قام به أبو الأسود الدؤلي يحمل دلالات في التراكيب اللغوية تؤدي وظائف نحوية تمثل أبواباً معروفة في الدرس النحوي العربي. أليست الضمة تمثل باب المرفوعات ومنه الدلالة على الفاعلية في التركيب الفعلي، والمبتدئية أو الخبرية في التركيب الاسمي، وأن الفتحة تمثل باب المنصوبات وأنها تدل إما على المفعولية بشتى أنواعها، أو تدل على الهيئة كالحال أو النوع أو العدد كما هو الحل في المصادر، وأن الكسرة تمثل الدلالة على المجرورات والإضافة والإتباع.

ومن خلال هذا يمكننا القول: إن عمل أبي الأسود كان موجزاً يحتاج إلى من يبسط دلالاته المختلفة وفعلاً فقد جاء تلاميذه من بعده وأضافوا إلى هذه البذرة الدلالية البسيطة. فعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي (ت 117ه‍) قد كتب في الهمز ودلالاته وعيسى بن عمر (ت 149ه‍) ألف كتابين "الجامع" و"الإكمال" "ويقال إن سيبويه (ت 180ه‍) أخذ هذا الكتاب (الجامع) وبسطه وحشى عليه من كلام الخليل وغيره ولما كمل بالبحث والتحشية نسب إليه وهو كتاب سيبويه المشهور."

إذا سلمنا بصحة هذا الرأي فهذا دليل على أن هناك دراسات تحمل دلالات لغوية قامت قبل الكتاب غير أنها ضاعت، ولفطنة سيبويه جمعها في كتابه، والمتصفح للكتاب يجد هذا ظاهراً بنسبة الأقوال إلى أصحابها.

إن نقط المصحف في حد ذاته هو جزء من الدلالة وهذا دليل على أن أبا الأسود كان له سبق التفكير في وضع موانع للحن الذي كان سائداً في المجتمع حولـه، تارة في القرآن وتارة في غيره. ولهذا اهتدى إلى وضع ضوابط دلالية ولو أولية يمكن اعتبارها نواة أولى بنى عليها العلماء إلى أن نضجت في كتاب سيبويه.

وقد تعددت الروايات ذات الإيحاءات الدلالية ومنها أن ابنة أبي الأسود سألت أباها يوماً قائلة "يا أبت ما أشدُّ الحرِّ؟ على لفظ الاستفهام. فقال لها: أي بنية؛ وغُرَةُ القيظ ومعمعان الصيف فقالت له: إنما أتعجب منه. فقال لها: قولي: ما أشدَّ الحرَّ! ثم صنف باب التعجب والاستفهام." ومنها أيضاً أن أعرابياً قدم إلى المدينة يطلب أن يقرأ القرآن فأقرأه بعضهم "إن الله بريء من المشركين ورسولِه" بكسر اللام عطفاً على المشركين فقال الأعرابي: "إن يكن الله بريئاً من رسوله فأنا أبرأ منه أيضاً، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فأمر ألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة وأمر أبا الأسود أن يضع النحو."

وبناء على هذه الروايات وضع أبو الأسود وكان كل ما يصنف بابا من أبواب النحو أو الصرف يعرضه على الإمام علي (رضي الله عنه) وهكذا.

وزيادة على اللحن الذي انتشر بين الناس فهناك سبب آخر وهو أن الخلفاء والحكام كانوا يتسابقون على فهم ما تحويه النصوص القرآنية من دلالات ليستمدوا منها حكمهم ومنهجهم الذي يسيرون عليه. كما كان على المسلم أن يعرف كل معاني الذكر الحكيم التي تنظم حياته وتبين له الصواب من غيره وكل هذا لا يتم إلا بوضع ضوابط وقواعد دلالية يتبعها الناس لقراءة وحفظ القرآن الكريم وبالتالي العمل به.

/ 142