وفي المدركات العقلية مجال واسع كذلك للتعبير الدلالي. فالذكور يغلب على أسمائهم التحميد والتعبد ومثلما يقال خير الأسماء ما عُبِّدَ أو حُمِّدَ وفيما يأتي أسماء يوضح دلالتها الجدول الآتي:الاسمدلالاته الإيحائيةإن في إضافة كلمة "عبد" إلى ما يلحقها مجال واسع للتصور والتأمل لماعبد الجبَّاربين القوة واللطف، فمن عبد الجبَّار والقهَّار إلى عبد الرحيم واللطيف،عبد القَّهارولم أعرف أحداً تسمى بعبد الخافض أو عبد القابض مع أنهما من أسماءعبد الرحيمالله الحسنى.عبد اللطيفكما أن بعض التسميات جاءت من الصفات العلى في مثل عبد الباقي، والبقاء صفة من صفات الله العلي. وبقدر ما كثرت التسمياتعبد الباقيبأسماء الله الحسنى قلت في صفاته العلى بالنسبة للذكور. أما الإناث فلا نجد لهن أسماء في هذا المجال وذلك أن مجمل أسماء الله الحسنى مذكرة الدلالة، ومن هنا تعذر تسمية الإناث بها.
الفصل الثالث
الدلالة الإيحائية في المشتقات
أما القسم الثالث من أقسام الصيغة الإفرادية، فقد خصصته للمشتقات بشتى أنواعها وما لها من سمات دلالية تميزها داخل البنية التركيبية أو خارجها.والمشتقات هي جمع مفرده مشتق، وهو اسم مشتق من كلمة اشتق التي هي الأخرى مأخوذة من شقَّ فيها "الشين والقاف أصلٌ واحدٌ صحيح يدل على انصداع في الشيء ثم يُحمل عليه ويُشْتَقُّ منه على معنى الاستعارة. تقول شققت الشيء أشقُّهُ شقَّاً إذا صَدَعْته" ومنه الاشتقاق على وزن الافتعال وهو "أخْذُ شِقِّ الشيء، والأخذُ في الكلام وفي الخصومة يميناً وشمالاً".هذا بالنسبة لمفهومه اللغوي، أما مفهومه الاصطلاحي فهو "أخذ الكلمة من الكلمة" أو هو "نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنى وتركيباً ومغايرتهما في الصيغة".نستنتج مما سبق أن كلمة الاشتقاق التي هي من شقَّ قد تنوعت استعمالاتها اللغوية المعجمية، إذ هي بمعنى الانْصِداع في الشيء والأخذ منه، والأخذ يشمل أخذ كلمة من كلمة أو غيره. فالانصداع في الشيء يعني شقه ثم الأخذ منه، كأن تتصدع المادة اللغوية الواحدة لتتولد منها وتشتق عدة كلمات ذات معانِ مختلفة. ثم تدرجت هذه اللفظة من استعمالاتها المعجمية لتصبح مصطلحاً يُسمى بها علماً من العلوم اللغوية ألا وهو علم الاشتقاق.والاشتقاق هو وسيلة من وسائل النمو اللغوي، ولا سيما من حيث الألفاظ والصيغ، حيث هو عبارة عن عملية استخراج لفظ من لفظ أو صيغة من صيغة أخرى.وقد بدأ البحث في الاشتقاق عند العرب "منذ بدءوا يبحثون في اللغة وربطوا بين الألفاظ ذات الأصوات المتماثلة والمعاني المتشابهة، واتضحت لهم ناحية الأصالة والزيادة في مادة الكلمة" وأن هناك صلة رحم خاصة موجودة بين هذه الكلمات ذات الصيغ المختلفة تتمثل في أصول ثلاثة تكون فاءً وعيناً ولاماً، وهذه الصلة هي ما يدرسه علم الصرف تحت ما يسمى بالاشتقاق. وأن المشتقات تشترك جميعها في أداء معنى وظيفي يستمد من صيغها ومن مدلولها داخل السياق اللغوي.والاشتقاق في الدرس اللغوي العربي أقسام هي: الاشتقاق الأكبر والاشتقاق الكبير والاشتقاق الصغير.أما الاشتقاق الأكبر فهو ما يسميه ابن جني