دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة - نسخه متنی

صفیة مطهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الزمنية له دلالة معنوية حيث يقول: "الفعل ما دلَّ على معنى وزمان، وذلك الزمان إما ماضٍ وإما حاضر، وإما مستقبل" ثم مثل لكل ذلك؛ "فالماضي كقولك: صلى زيد يدل على أن الصلاة كانت فيما مضى من الزمان، والحاضر نحو قولك: يصلي يدل على الصلاة وعلى الوقت الحاضر والمستقبل نحو سَيُصَلِّي يدل على الصلاة وعلى ذلك يكون فيما يستقبل"وقد ذكر الزجاجي سبب تسميته بالفعل وذلك أنه إن كان كل من الاسم والفعل والحرف يستحق أن يسمى بـ (فِعْل) لأنه فعل المتكلم، فإن الفعل أحقها بهذه التسمية، وذلك لأن الفعلية اعتورته من جهتين، فكان فعلاً للمتكلم به من جهة وفعلاً لفاعله من جهة ثانية.

غير أن الزجاجي عندما تعرض لدلالة الفعل الزمانية وذلك بقوله إنه "على أوضاع النحويين ما دلَّ على حدث وزمان ماض أو مستقبل" قصره على الماضي والمستقبل دون الحاضر وعلل ذلك قائلاً: "... وأما فعل الحال فلا فرق بينه وبين المستقبل في اللفظ كقولك: زيد يقوم الآن ويقوم غداً... فإن أردت أن تخلصه للاستقبال أدخل عليه السين أو سوف".

وأما ابن الأنباري فقد علل سبب وجود ثلاثة أفعال بثلاثة أزمنة بقوله "وإن قال قائل لِمَ كانت الأفعال ثلاثة ماضٍ وحاضر ومستقبل؟، قيل لأن الأزمنة ثلاثة، ولما كانت ثلاثة وجب أن تكون الأفعال ثلاثة ماض وحاضر ومستقبل".

أما ابن يعيش فقد نهج نهجاً مغايراً لمن سبقه من النحاة وذلك بأنه ابتعد كل البعد عن تعريف الفعل تعريفاً لغوياً علمياً وراح يفلسف المسألة حيث اعتبر الأزمنة حركات للفلك "ولما كانت الأفعال مُساوقة للزمن والزمان من مقومات الأفعال توجد عند وجوده وتنعدم عند عدمه انقسمت بأقسام الزمان ولما كان الزمان ثلاثة ماض وحاضر ومستقبل وذلك من قبل أن الأزمنة حركات الفلك فمنها حركة مضت ومنها حركة لم تأت بعد ومنها حركة تفصل بين الماضية والآتية، كانت الأفعال كذلك ماض ومستقبل وحاضر".

الفعل عند الأصوليين:

أما الفعل عند الأصوليين فيعود تعريفه إلى ما قاله علي بن أبي طالب لأبي الأسود الدؤلي حين أمره بوضع النحو: "الاسم ما أنبئ عن المسمى والفعل ما أنبئ به". فقد استعمل كلمة أنبئ، فالفعل على حد قولهم هو "كلمة تنبئ عن حركة صادرة من المسمى، حيث ينشأ الإنباء من صيغة الفعل لا من مادته فالفعل عند الفقهاء كما يقول الدكتور بكري هو كلمة تنبئ عن حركة المسمى فقط ولا علاقة لها بالزمن. أما عن ماهية المسمى فلقد اختلفوا في تحديدها، فمنهم من يرى أن المسمى هو الفاعل باعتبار أن الفعل ينبئ عن حركة الفاعل، "لأن الأفعال تدل على أن الحدث الذي اشتملت عليه هيئاتها، وهو من أثار الفاعل، وصوادره المتحرشة من ذاته بحسب ظاهر لفظها، وإن لم يكن لذلك مطابق بحسب الخارج كما في امتنع ويمتنع، واستحال الفعل عندهم ينم عن حركة الفاعل سواء أكانت هذه الحقيقة خرجت إلى الوجود، كما في كتب وذهب أم كانت مجازية، لا وجود لها في الخارج مثل استحال، وانعدم وامتنع". ومنهم من يرى أن المسمى الذي ينبئ عنه الفعل ليس الفاعل وإنما هو "الحدث نفسه وأن حركة المسمى ما هي إلا تحقق هذا الحدث، وصدوره من الفاعل بعد أن لم يكن متحققاً ولا صادراً عنه. وهو ما يسمونه بالخروج من القوة أي قوة الوجود إلى الفعلية ومن العدم إلى الوجود".

نستنتج مما سبق أن الفعل عند الأصوليين هو حركة تنبئ عن مسمى. وقد اختلفوا في المسمى هل هو الفاعل أم الحدث، وذهب فريق منهم إلى أنه الفاعل، لأن الفعل ينبئ عن حركة الفاعل. وذهب الفريق الثاني إلى اعتبار المسمى هو الحدث نفسه، وأن حركة هذا الحدث تصدر عن الفاعل وهو ما أسموه بالخروج من العدم إلى الوجود. كما أن الفعل عندهم ليس له علاقة بالزمن بخلاف النحاة الذي هو عندهم حدث مقيد بزمن. فالأصوليون "ينكرون دلالة الفعل على الزمن سواء أكانت بمادته أم بصيغته، فالمادة "قام" لا تدل إلا على معنى القيام مجرداً من أية نسبة زمنية. أما الصيغة فهي معنى حرفي لا تدل إلا على نسبة المادة، أي إلى الفاعل، والفاعل مدلول الصيغة، والصيغة تتخذ بناء عند نسبتها إلى الفاعل"، وليس لهذه الصيغة الإفرادية أية دلالة زمنية وذلك لأنهم "جعلوا السياق دالتهم الفاصلة في أمر تحديد زمن الصيغة بنسبه المتفاوتة لذلك لم يظهروا كثيراً ما يطرأ على الصيغة الإفرادية من تحولات زمنية إما لوقوعها في سياق معين وإما لتعرضها لإحدى الأدوات".

/ 142