دلالة الایحائیة فی الصیغة الافرادیة نسخه متنی

وسيبويه في كونها غير متمكنة حيث قال: "فأما هيهات فتأويلها في البعد، وهي ظرف غير متمكن لإبهامها ولأنها بمنزلة الأصوات."

كما تحدث ابن فارس بدوره عن هيهات مستدلاً بقوله تعالى: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون أي ما أَبْعَدَ ما تُوعَدُون فهي عنده إذن كغيره بمعنى بَعُدَ. وقد ذكر الزمخشري أن "هيهات بفتح التاء لغة أهل الحجاز وبكسرها لغة أسد وتميم ومن العرب من يضمها وقرئ بهن جميعاً وقد تنون على اللغات الثلاث قال:

وقد روي قوله:

*هَيْهَاتُ من مصبحها هَيْهَاتِ*

بضم الأول وكسر الثاني

3- بُطْآنَ:

هو اسم فعل ماض بمعنى بَطُؤَ وذكرها ابن مالك في التسهيل حيث يقول: "ولأبْطَأَ بُطْآن" وقد تأتي بُطآنَ بفتح الباء كما قد تأتي بالضم وهذا ما أكده الرضي قائلاً: "ومنها بُطآن بضم الباء وفتحها أي بَطُؤَ" ومنهم من خالف غيره من النحاة وعددها من أسماء الأفعال الدالة على الأمر إذ يقول: "بُطْآن: اسم فعل أمر بمعنى أبْطِئ."

4- سُرْعَانَ:

اسم فعل ماضٍ بمعنى سَرُع مثل سُرْعان محمد سفراً. فكلمة سفراً هي تمييز مُحَوَّل عن فاعل إذ الأصل سرعان سَفَرُ محمدٍ. وقد يأتي فاعله مصدراً مؤولاً مثل سرعان ما جاء محمد. وتقدير الكلام: سرعان مجيءُ محمد. يقول ابن مالك: "ولسَرُعَ سُرْعانَ." وهي عند السيوطي تأتي مثلثة الفاء أي بالفتح والضم والكسر. وقد أضاف الرضي إلى جانب ذلك بأن سرعان تأتي مثلثة الفاء وهي بمعنى سَرُعَ مع التعجب أي ما أسرع.

5- وشكان:

إن وشكان هي مثل سرعان في كونها تأتي مثلثة الحركة وَُِشْكَانَ تدل على الماضي وهي بمعنى وشك عند ابن عصفور وتكون إلى جانب ذلك عند الرضي للتعجب أي ما أقرب.

دلالتها على المضارع:

إن هذا النوع من الأسماء قليل جداً مثله مثل الدال على الماضي وذلك لأن هذه الأسماء هي أخبار وقد أخرج ابن الحاجب هذا النوع من أسماء الأفعال وذلك بقوله "أسماء الأفعال ما كان بمعنى الأمر أو الماضي مثل رويد زيداً أي أمهله وهيهات ذاك أي بعد" وحجته في ذلك أن لا يكون للمضارع أسماء أفعال لكونه معرباً وأسماء الأفعال مبنية وإنما بنيت "لمشابهتها مبنى الأصل وهو فعل الماضي والأمر ولا نقول صه اسم للا تتكلم ومه اسم للا تفعل إذ لو كانا كذلك لكانا معربين بل هما بمعنى اسكت واكفف وكذا لا نقول أن أف بمعنى أتضجر وأوه بمعنى أتوجع إذ لو كانا كذلك لأعربا كمسماهما بل هما بمعنى تضجرت وتوجعت الإنشائين" كما يمكن اعتبار أسماء الأفعال هذه الدالة على المضارع "بنيت لكونها اسماً لما أصله البناء وهو مطلق الفعل سواء بقي على ذلك الأصل كالماضي والأمر أو خرج عنه كالمضارع فعلى هذا لا يحتاج إلى العذر المذكور" غير أن أغلب النحاة يذهب إلى أنها أسماء أفعال دالة على المضارع ومن هؤلاء السيوطي الذي يوضح دلالة أسماء أفعال المضارع بقولـه "تدل على حدث حاضر كأوه بمعنى أتوجع." ومن هذه الأسماء ما يأتي:

1- أوه:

اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع وقد جاء بلغات عديدة وهي كلها بمعنى واحد من هذه اللغات ما يأتي:

- أَوْهِ: بفتح الهمزة وسكون الواو وكسر الهاء.

- آهِ: بقلب الواو ألفاً.

- أوِّهْ: بكسر الواء المشددة وسكون الهاء.