سكت الجمهور منهم عن تفضيل الرسل على الملائكة وتفضيل الملائكة على الرسل وقالوا الفضل لمن فضله الله ليس ذلك بالجوهر ولا بالعمل ولم يروا أحد الأمرين أوجب من الآخر بخبر ولا عقل وفضل بعضهم الرسل وبعضهم الملائكة وقال محمد بن الفضل جملة الملائكة أفضل من جملة المؤمنين وفي المؤمنين من هو أفضل من الملائكة كأنه فضل الأنبياء عليهم السلام وعلى الملائكة وأجمعوا ان بين الرسل تفاضلا لقول الله تعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وقوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ولم يعينوا الفاضل والمفضول لقوله عليه السلام لا تخيروا بين الأنبياء وأوجبوا فضل محمد صلى الله عليه وسلم بالخبر وهو قوله عليه والسلام أنا سيد ولد آدم ولا فخر آدم ومن دونه تحت لوائي وسائر الأخبار التي جاءت وقول الله جل وعز كنتم خير أمة أخرجت للناس فلما كانت أمته خير الأمم وجب أن يكون نبيها خير الأنبياء وسائر ما في القرآن من الدلائل على فضله وأجمعوا جميعا أن الأنبياء أفضل البشر وليس في البشر من يوازي الأنبياء في الفضل لا صديق ولا ولي ولا غيرهم وإن جل قدره وعظم خطره قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضى الله عنه هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين يعني أبا بكر وعمر فأخبر صلى الله عليه وسلم أنهما خير الناس بعد النبيين قال أبو يزيد البسطامي آخر نهايات الصديقين أول أحوال الأنبياء وليس لنهاية الأنبياء غاية تدرك وقال سهل بن عبد الله انتهت همم العارفين إلى الحجب فوقفت مطرقة فأذن لها فسلمت فخلع عليها خلع التأييد وكتب لها براءة من الزيغ وهمم الأنبياء جالت حول العرش فكسيت الأنوار ورفع منها الأقذار واتصلت بالجبار فأفنى حظوظها وأسقط مرادها وجعلها متصرفة به له قال أبو يزيد لو بدا للخلق من النبي ذرة لم يقم لها مادون العرش وقال ما مثل معرفة الخلق وعلمهم بالنبي إلا مثل نداوة تخرج من رأس الزف المربوط قال بعضهم لم ينل أحد من الأنبياء الكمال في التسليم والتفويض غير الحبيب والخليل صلى الله عليهما فلذلك أيس الكبراء عن الكمال وإن كانوا في حال القربة مع تحقيق المشاهدة قال أبو العباس بن عطاء أدنى منازل المرسلين أعلى مراتب النبيين وأدنى منازل الأنبياء أعلى مراتب الصديقين وأدنى منازل الصديقين أعلى مراتب الشهداء وأدنى منازل الشهداء أعلى مراتب الصالحين وأدنى منازل الصالحين أعلى مراتب المؤمنين
الباب الخامس والعشرون قولهم فيما أضيف إلى الأنبياء من الزلل
قال الجنيد والنوري وغيرهما من الكبار إن ما جرى على الأنبياء إنما جرى على ظواهرهم وأسرارهم مستوفاة بمشاهدات الحق واستدلوا على ذلك بقوله تعالى فنسي ولم نجد له عزما وقالوا ولا تصح الأعمال حتى يتقدمها العقود والنيات وما لا عقد فيه ولا نية فليس بفعل وقد نفى الله تعالى الفعل عن آدم بقوله