تعرف لمذهب اهل التصوف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تعرف لمذهب اهل التصوف - نسخه متنی

محمدبن ابراهیم کلاباذی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لذلك دراسات المستشرقين ومن لف لفهم من الشرقيين أفسد ذلك التصوف لأنه حول النبع المتدفق إلى ركود آسن وحول السناء المتلألئ إلى طلمة حالكة وأرجع فضل الله ونعمته إلى مرض من الأمراض يعالج بالمادة ويشفي بالعقاقير إن التصوف ليس علما وإذا تدخل العلم فيه أفسده كإفساد العلم المزيف للدين حينما تدخل في الوحي والنبوة والألوهية ونقول العلم المزيني لأن العلم الصحيح لا يتعدى حدوده وللعلم الصحيح دائراته وهي التجربة المادية التي لا يتعداها والتصوف تجربة روحية وليس للمادة شأن بالروح فليس للعلم بالمعنى الحديث إذن شأن بالتصوف إن العلم أرض ومادة وحس والتصوف سماء وروح وذوق وأمر التصوف في النهاية تعرف لا دراسة أو جدل أو علم وإذا ما وصلنا إلى هذه النتيجة التي هي في رأينا صحيحة كل الصحة فإن معنى ذلك أن من لا يشعر بالشعور الصوفي فإنه لا يتعرف عليه كما أن من لم يسلك طريقا معينا بالذات ولو مرة واحدة فإنه لا يتعرف على ما فيه من ظل ظليل أو زهور ناضرات وقديما قالوا من ذاق عرف وبالتالي فإن من لم يذق لا يعرف وكتاب المؤلف إذن ليس إلا محاولة للتعبير بالألفاظ عن الشعور المتدفق الفياض وهذا التعبير لا يفهمه حق فهمه إلا من شعر به ومعنى فهمه له أنه تعرف عله وفهمه إذن إنما هو تعرف فحسب والمؤلف يقول مذهب وفي الناس من يرى أن التصوف مذاهب وفرق وطوائف ولكن هذا التفكير المنحرف تأتى إلى القائلين به من نظرتهم إلى علم الكلام وإلى الفلسفة ففي علم الكلام أشاعرة ومعتزلة ومشتبهة وفي الفلسفة أرسطيون وإفلاطونيون وديكارتيون وأمر الطوائف والفرق يتجاوز علم الكلام والفلسفة إلى الاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع والنفوس مهيأة لقبول فكرة الطوائف في جميع العلوم النظرية ولقد خلط الكاتبون بين هذه الدراسات والتصوف فزعموا أن في التصوف مذاهب وفرقا وطوائف ولو أنعموا النظر لعرفوا أن التصوف تجربة روحية وليس نظرا عقليا وذا كان النظر العقلي يفرق الناظرين إلى طوائف وفرق فإن التجربة لا يختلف فيها اثنان وإذا كانت الفلسفة لأنها نظر عقلي مذاهب متعددة فإن التصوف وهو تجربة مذهب واحد لا تعدد فيه ولا اختلاف وكما أنه لا يستساغ الخلطة بين الوسائل والغايات في أي ميدان من الميادين فإنه لا يستساغ الخلط بين طرق التصوف وهي وسائل وبين الغاية وهي التصوف نفسه فطرق التصوف متعددة مختلفة وبعضها أوفق من بعض وبعضها أسرع من غيرها ولكنها على اختلافها وتعددها تؤدي إلى هذف واحد وغاية واحدة التصوف إذن مذهب بصيغة المفرد لا مذاهب بصيغة الجمع وتعبير المؤلف اذا مستقيم كل الاستقامة ويقول المؤلف أهل التصوف وللتصوف حقيقة أهله وذووه أما أهله وذووه فهم هؤلاء الذين وهبهم الله حسا مرهفا وذكاء حادا وفطرة روحانية وصفاء يكاد يكون في صفاء الملائكة وطبيعة تكاد تكون مخلوقة من النور و الناس معادن والطبائع مختلفة فمنها ما يرقى إلى الطبيعة الملائكية وكأنه في طبيعته قبس خالص من نور الله ومنها ما يسفل ويسفل إلى أن يصبح أو يكاد في مستوى السائمة ولقد صور رسول الله صلى الله عليه وسلم طبائع الناس في تقبل النور الإلهي فقال إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب امسكت الماء فنفع الله تعالى بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله تعالى به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به وفي القرآن صور رائعة للطبائع المختلفة والآية الآتية تصور تلك الطبائع يقول الله تعالى لرسوله الكريم واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ومن أروع الصور القرآنية للذين نزلت طبائعهم إلى مستوى السائمة قوله تعالى واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من

/ 58