ایضاح الدلیل فی قطع حجج اهل التعطیل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
إلا جسم أو غرض فلما بطل أن يكون تعالى عرضا ثبت أنه جسم وقالوا إن الفعل لا يصح إلا من جسم وإن الباري تعالى فاعل فوجب أنه جسم فأجاب أما فساد قولهم إنه لا يقوم في المعقول إلا جسم أو عرض فإنها قسمة ناقصة وإنما الصواب أنه لا يوجد في العالم إلا جسم أو عرض وكلاهما يقتضي بطبيعته وجود محدث له فبالضرورة نعلم أنه لو كان محدثا جسما أو عرضا لكان يقتضي فاعلا فعله ولابد فوجب بالضرورة أن فاعل الجسم والعرض ليس جسما ولا عرضا وهذا برهان يضطر إليه كل ذي حس بضرورة العقل ولا بد وأيضا فلو كان الباري تعالى عن إلحادهم جسما لاقتضى ذلك ضرورة أن يكون له زمان ومكان وهما غيره وهذا إبطال التوحيد وإيجاب الشرك معه تعالى لشيئين سواه وإيجاب أشياء معه غير مخلوقة وهذا كفر الفصل في الملل والأهواء والنحل \ 2 وقال أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد أنكر أحمد من قال بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله سبحانه خارج عن ذلك ولم يجيء في الشريعة ذلك فبطل نقله البيهقي في مناقب الإمام أحمد ص 42 وقال عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى المسألة الحادية عشرة من هذا الفصل في حكم المجسمة والمشبهة كل من شبه ربه بصورة الإنسان من البيانية والمغيرية والجواربية والهشامية المنسوبة إلى هشام بن سالم الجواليقي فإنما يعبد إنسانا مثله ويكون حكمه في الذبيحة والنكاح كحكم عبدة الأوثان فيها وكذلك من زعم أن بعض الناس إله أو أدعى حلول روح الإله فيه على مذهب الحلولية كما قالته الخطابية في جعفر الصادق وكما قالته الزرامية في أبي مسلم صاحب دعوة بني العباس وكما قالته المبيضة في المقنع فهو عابد وثن وأما جسمية خراسان من الكرامية فتكفيرهم واجب لقولهم إن الله تعالى له حد ونهاية من جهة السفل ومنها يماس عرشه ولقولهم بأن الله تعالى محل للحوادث وإنما يرى الشيء برؤية تحدث فيهويدرك ما يسمعه بإدراك يحدث تعالى الله عما يصفون ولولا حدوث الإدراك فيه لم يكن مدركا لصوت ولا لمرئي وقد افسدوا بإجازة حلول الحوادث في ذات الله تعالى لأنفسهم دلالة الموحدين على حدوث الأجسام بحلول الحوادث وإذا لم يصح على أصولهم حدوث العالم لم يكن لهم طريق إلى معرفة صانع العالم فصاروا جاهلين به وكيف يحكم بإيمانهم وهم يقولون إنه ليس في قلب أحد إيمان وكيف يكون مؤمنا من يقول إن إيمانه كأيمان المنافقين الكفرة باعتقاد الكفر وسائر فرق الأمة يكفرونهم وهم يرون جميع فرق الأمة من أهل الجنة ويزعمون أن أهل الأهواء بعد العقاب يصيرون إلى الجنة ولا يدوم عقابهم وجميع مخالفيهم على أنهم من أهل النار فصاروا من هذه الجهة شر الفرق عند الأئمة قال ابن حزم من قال إن الله تعالى جسم لا كالأجسام فليس مشبها ولكنه ألحد في اسماء الله تعالى إذ سماه عز وجل بما لم يسم به نفسه وأما من قال إنه تعالى كالأجسام فهو ملحد في أسمائه ومشبه الفصل في الملل والأهواء والنحل 1 120 وقال نعيم بن حماد أحد شيوخ البخاري وهو صدوق يخطىء كثيرا من شبه الله تعالى بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله نفسه فقد كفر الطرف الثاني : المعطلة هم الذين زعموا أن الله تعالى لا يوصف بما وصف به نفسه في القرآن الكريم أو وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في صحيح السنة وأكثر ما ذكر هذا الزعم الباطل عند المسمى جهم بن صفوان وقد قتل سنة 130 والحمد لله بسيف الإسلام وقد انطفأت فتنته بعد قتله بقليل وأكثر ما نجد الاتهام به عند بعض المتكلمين بعد فإنما هو نبز قال الأشعري وكان جهم ينتحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقتل جهم قتله سلم ابن أحوز المازني في آخر ملك بني أمية ويحكى أنه كان يقول لا أقول الله سبحانه شيء لأن ذلك تشبيه له بالأشياء وكان يقول إن علم الله سبحانه محدث فيما يحكى عنه ويقول بخلق القرآن وإنه لا يقال