ایضاح الدلیل فی قطع حجج اهل التعطیل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
إن الله لم يزل عالما بالأشياء قبل ان تكون وقال الشيخ أنور الكشميري رحمه الله تعالى جهم بن صفوان رجل مبتدع نشأ في ترمذ في أواخر عهد التابعين قال أبو معاذ البلخي كان جهم على معبر ترمذ وكان كوفي الأصل فصيحا ولم يكن له علم ولا مجالسة أهل العلم فقيل له صف لنا ربك فدخل البيت ولم يخرج ثم خرج بعد أيام فقال هذا هو الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء وقال أحمد بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى وأما الجهمية فلايختلف أحد ممن صنف في المقالات أنهم ينفون الصفات حتى نسبوا إلى التعطيل قال والجهمية أتباع جهم بن صفوان الذي قال بالإجبار والإضطرار إلى الأعمال وقال لا فعل لأحد غير الله تعالى وزعم أن علم الله تعالى حادث وامتنع عن وصف الله تعالى بأنه شيء أو عالم مريد حتى قال لا أصفه بوصف يجوز إطلاقه على غيره وثبت عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى أنه قال بالغ جهم في نفي التشبيه حتى قال إن الله ليس بشيء وفي كتاب المسايرة لابن الهمام عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى أنه قال له بعد ما ناظره أخرج عني يا كافر وهو القائل بفناء الجنة والنار فيض الباري 4 513 وانظر المقالات 626 قلت وهو أول من قال بوحدة الوجود بين المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله قال الشافعي رحمه الله تعالى لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الروية والفكر ذكره أبو حاتم في مناقب الشافعي عنه من رواية يونس بن عبد الأعلى لقد زعم الشقي جهم أنه ينفي صفات عن الله تعالى أثبتها سبحانه لنفسه ينزه الله جل جلاله فكان بنفيه ذلك وبأفكاره الرديئة الأخرى ضلاله وكفره وارتداده حتى قتل على ذلك وكان على شيء من تعطيل الله تعالى عن بعض صفاته طائفة المعتزلة المنتسبين إلى وأصل بن عطاء الذي عزله الحسن البصري عن حلقته أو اعتزل هو عنها فقد نفوا صفات المعاني من جهة استقلالها كصفات قائمة بالله تعالى على ما هو اعتقاد أهل السنة فقالوا في الإرادة والعلم والقدرة والسمع والبصر إنه مريد بذاته وعالم بذاته إلى آخرها ولم يقولوا مريد بصفة الإرادة التي ليست هي هو ولا غيره ومن ثم سماه بعضهم نفاة الصفات وهم لم ينفوا الصفات وإنما نفوا استقلالها كما تقدم ولذا لم يكفرهم السلف الصالح أو أكثرهم في هذا الشأن وكان الذي زين لهم ذلك الحرص على توحيد الله تعالى وتنزيهه عن العدد والكثرة فكان نزغة من نزغات الشيطان وإلا فمن يقول إن تعدد الصفات تدل على تعدد الذات أيا كانت تلك الصفات وزين لهم ذلك وغيره اغترارهم بالعقل وتحكيمه في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في بعض الأحوال ولا حول ولا قوة إلا بالله فزعموا أن الله تعالى لا يراه المؤمنون في الجنة مع ثبوت الرؤية بالنصوص الصريحة في الكتاب والسنة خوفا منهم على التنزيه والوقوع في التشبيه وزعموا أن العبد هو الذي يخلق افعال نفسه وزعموا أن المقتول ميت قبل أجله وأن رزق الله تعالى لعبده هو الحلال فقط فمن يأكل الحرام فغير الله هو رازقه وزعموا أن الله تعالى في كل مكان كما زعموا أن كلام الله تعالى مخلوق وغير ذلك واندفعوا بعد ذلك يجادلون ويناقشون وهم قوم أوتوا الجدل يردون كثيرا من نصوص الصفات اعتمادا على عقولهم غافلين عن أن العقول من خلق الله تعالى ولا يمكن أن يدرك المخلوق خالقه وصفاته وإنما يؤمن بذلك على ما ورد وقد نقل الإمام البيهقي رحمه الله تعالى أحاديث في نزول الله تعالى وفي روية المؤمنين له ثم ذكر بسنده إلى عباد بن العوام قال قدم علينا شريك بن عبد الله منذ نحو من سنة قال فقلت يا أبا عبد الله إن عندنا قوما من المعتزلة ينكرون هذه الأحاديث قال فحدثني بنحو من عشرة أحاديث في هذا وقال أما نحن