ایضاح الدلیل فی قطع حجج اهل التعطیل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وبعد أن كتب المحدث الفقيه الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى رسالته في العقيدة وسماها ( بيان السنة والجماعة ) في عشر صفحات جاء من يشرحها بعدة بقرون بعشرات من الصفحات ومئاتها وهكذا ثم توسع وشرح وأفاض في الكتابة في علم التوحيد الإمامان الجليلان أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي رحمهما الله تعالى وهما - وإلى الآن - العمدة لمن كتب بعدهما في علم التوحيد مثل الباقلاني والغزالي والفخر وإمام الحرمين وغيرهم قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى نسب علم الكلام إلى الأشعري لأنه بين مناهج الأولين ولخص موارد البراهين ولم يحدث فيه بعد السلف إلا مجرد الألقاب والإصطلاحات وقد حدث ذلك في كل فن من فنون العلم ومثل ذلك قوله الإمام علي القاري في الإمام الماتريدي في ( الثمار الجنية ) له لقد عرض القرآن الكريم لعقائد بعض أهل الشرائع والعقائد السابقة بأسلوبه الخاص وبإيجاز وبين فسادها وبطلانها بأسلوبه الخاص وبإيجاز كذلك فخاطب الملاحدة المعطلة الذين ينكرون الخالق قائلا أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون . أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون وقد حكى الله تعالى محاورة إبراهيم عليه السلام قومه ومحاورته الجبار نمرودا وكيف أفحمهم إبراهيم عليه السلام فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين كما حكى سبحانه محاورة موسى عليه السلام للظاغية فرعون حتى إذا قامت الحجة على فرعون وقومه ولم يبق له سلاح سوى البطش وأراد ذلك أهلكه الله تعالى ومن معه في البحر الذي لا تغرف فيه بطة ثم لفظه البحر ليكون آية على قدرة الله تعالى وصدق موسى عليه السلام وفساد راي فرعون ودعوته ولما جاء أبي بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عظم بال يفتته وقال مستهزئا يامحمد أترى ربك يحيي هذا بعد ما رم وبلي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدق ويقين نعم ويبعثك الله ويدخلك النار وأنزل الله سبحانه خواتيم سورة ياسين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم . قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم هذا وأمثاله من مسائل الاعتقاد يجب على المسلمين أن يعرفوه ويعقلوه إجمالا على العامة وتفصيلا على أهل العلم والدعوة وعلى أهل القلم أن يكتبوا فيه وينشرو بين الناس إلا أنه قد دخل ( علم التوحيد ) بعد القرن الثالث ما عده بعض أهل العلم في وقت ما ضروريا من اساليب عقلية وقضايا منطقية فكرية ، وفلسفية في بعض مسائل الاعتقاد وأحكامه مثل إثبات وجوب وجود الخالق وحدوث ما سواه يواجهون بذلك أساليب أعداء الإسلام ليحاجوهم ويلزموهم الحق من باب ( من فمك أدينك ) فأضحى علم التوحيد في ذلك العصر عند بعض أهل العلم علما معقد الأسلوب معقد الفكرة تقلب الصفحات العديدة فيه دون أن تقرأ فيها آية أو حديثا وابتعد بذلك عن أسلوب القرآن الذي يخاطب العقل والوجدان معا ويقيم الحجة ويدعو إلى الانضواء تحت لواء الإسلام قلبا وقالبا وكفى ببيان كتاب الله تعالى بيانا كان ذلك أسلوب الوقت - ولوقت معين - ومن جماعات معينة اجتهادا منها ونظرا والمجتهد - أهل الإجتهاد - مثاب أصاب في إجتهاده أو أخطأ فإنه لا ريب أن أسلوب القرآن وبيان القرآن وأسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم وما يهديان إليه هما أجدى وأقرب إلى الحجة الإقناع في ذلك العصر وفي كل عصر حتى تقوم الساعة والحمد لله ذكرت أن بعض التابعين كتبوا كتابات وجيزة في علم التوحيد إذ لم يروا أن يبينوا سوى الحق بإيجاز وعلى قدر الحاجة فمن يقول إن السلف الصالح لم يخوضوا في علم التوحيد ولم يكتبوا فيه وإن ذلك بدعة ضلالة هم مخطئون لأن الإسلام دين الخلود ومن مقتضى خلوده - وهو وحده الحق - أن يقرر كل حقيقة وأن يدفع كل فكرة ضالة أو عقيدة فاسدة تنشأ في المسلمين أو نحلة ضالة تجابه عقيدة الإسلام وعقائده وأهله ويسعى أن