ایضاح الدلیل فی قطع حجج اهل التعطیل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
آخر حديثه فاستيقظ وهو في المسجد الحرام والمعراج إنما كان رؤية عين ثم الحكاية كلها موقوفة على أنس من تلقاء نفسه لم يرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا رواها عنه ولا عزاها إلى قوله وقد روت عائشة وابن مسعود وابو هريرة مرفوعا أن المراد بالآية المذكورة جبريل وهم أحفظ وأكثر فكيف يترك لحديث شريك وفيه ما فيه وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى لم يثبت في شيء مما روي عن السلف أن التدلي مضاف إلى الله سبحانه وتعالى تعالى ربنا عن صفات المخلوقين ونعوت المحدثين وقد روي عن ابن عباس نحو من رواية انس في إضافة الرؤية إلى الله تعالى ولا يصح شيء من ذلك بل طرقها واهية ضعيفة عن ضعفاء مجهولين وفي بعضها انقطاع وروي عن ابن عباس ما هو منه بريء من أحاديث تدل على التشبيه والتجسيم تعالى الله عن ذلك ويرد إن شاء الله تعالى في قسم الحديث الضعيف الآية السادسة والعشرون قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم وقوله وهو معكم أينما كنتم الآية اعلم أن إضافة معية القرب بالمسافة إلى الله محال كما تقدم فوجب تأويلها بما نقلته الأئمة من السلف عن ابن عباس وغيره وهو أن المراد معية العلم والقدرة لا المكان قال سفيان الثوري علمه وقال الضحاك قدرته وسلطانه الآية السابعة والعشرون قوله تعالى إن ربك لبالمرصاد عن ابن عباس في قوله إن ربك لبالمرصاد قال يسمع ويرى وقال الفراء إليه المصير ومعنى قولهما أن المراد تخويف العباد ليحذروا عقوبته إذا علموا أنه يسمع ويرى ما يقولون ويفعلون الآية الثامنة والعشرون قوله تعالى سنفرغ لكم أيها الثقلان اعلم أنه تعالى لا يشغله شأن عن شأن فمعنى الآية ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما قال هو وعيد من الله تعالى للعباد وليس لله تعالى شغل وقال غيره سنقصد لعقوبتكم ولحكم جزائكم وقال الفراء هذا من الله وعيد لأنه تعالى لا يشغله شيء عن شيء يقول لصاحبه إذا أحسن سأفرغ لك معناه لأجزينك ولايشغلني عن مقابلتك شاغل الآية التاسعة والعشرون قوله تعالى ويستخلفكم الآية الموفية ثلاثين قوله تعالى وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم الآية اعلم أنه لا يجوز حمل هذه الآية على ظاهر الظرفية فيها للباري تعالى وتقدس الوجوه الأول الدليل العقلي أن التحيز والجهة في حقه تعالى محال الثاني أنه قال في السماوات فجمع السموات فإن كان مع الاتحاد لزم كون متحيز واحد في عدة أماكن متباعدة وهو محال وإن كان في كل سماء غير ما في الأخرى لزم التجزي والتركيب وهو محال تعالى الله عن ذلك كله