ایضاح الدلیل فی قطع حجج اهل التعطیل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الثالث قوله تعالى لله ملك السماوات والأرض وما فيهن فيلزم أن يكون مالكا لنفسه وأنه يسجد لنفسه وهو محال فإن قيل هو عام قلنا لا يصح التخصيص مع قيام الدليل العقلي والنقلي على خلافه الرابع لو كان كل مظروف محدودا وكل محدود متناه قابل للزيادة والنقصان وكل قابل لذلك يحتاج إلى مخصص لذلك المتناهي محدث له وذلك على الله محال الخامس قوله تعالى وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله فليس تخصيص أحدهما بأولى من الآخر لأن الظرفية في الموضعين سواء فيلزم أن يكون في الأرض أيضا السادس قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم إنني معكما أسمع وأرى فإني قريب ونحن أقرب إليه وليس تأويل هذا بأولى من تأويل ذلك لأن تحكم وكذا قوله تعالى فأينما تولوا فثم وجه الله والمراد بوجهه ذاته كما تقدم السابع أنهم يقولون إنه على العرش فيلزم التناقض أو يكون متحيزا في حيزين كما تقدم وهو محال إذا ثبت هذا وجب حمل الآية على ما يليق بجلاله تعالى وفيه لأهل التأويل وجوه الأول ما دل عليه لفظ الله من العظمة والإلهية واستحقاق العبودية وتقديره وهو الله المعبود المعظم إله في السموات وفي الأرض ويؤيده قوله تعالى وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ويؤيده قراءة من قرأ وهو في السموات وفي الأرض الله الثاني وهو الله المنفرد بالتدبير في السموات وفي الأرض كما يقال فلان الخليفة في المشرق والمغرب أي المنفرد بالخلافة فيهما الثالث أن يكون الضمير في وهو الله ويكون الظاهر خبره ومعناه ثم أنتم تمترون أنه خالق ذلك كله ويكون الظرف في بعلمه بسرهم وجهرهم وأحسن ما قيل أن يكون فيه تقديم وتأخير ومعناه وهو الله يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون في السموات وفي الأرض القسم الثاني فيما ورد من صحيح الأخبار في صفة الواحد القهار وقد تقدم أن آيات الصفات وأحاديثها من الآئمة العلماء من سكت عن الكلام فيها نطقا ورد علمها إلى الله تعالى وهو المذهب المشهور بمذهب السلف واختاره طوائف من المحققين وعليه أكثر أهل الحديث ومن الأئمة من أول ذلك بما يليق بجلال الرب تبارك وتعالى ورجحه طائفة من المحققين أيضا وقد بينا أن المخرج إلى ذلك حدوث البدع وظهورها بين المسلمين وأن سكون الخواطر على اعتقاد ما يليق بجلال الله تعالى أولى من التعرض لوساوس الاحتمالات المرجوحة أو الممتنعة وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أقسام صحيح وحسن وضعيف والضعيف منه موضوع مفترى ومنه ضعيف لخلل في سنده أو متنه وضعف الضعيف كاف في رد معناه لكن تعرضنا لتأويلها على تقدير صحتها أو للحاجة إليه عند من لا يعرف صنفها فيسبق ذهنه إلى اعتقاد ظواهرها وقد بدأت بذكر الصحيح منها