4 ـ تفسير الحويزي (نور الثقلين ) - تفسیر والمفسرون فی ثوبه القشیب جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر والمفسرون فی ثوبه القشیب - جلد 2

محمد هادی معرفت

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و هـذا الـتـفسير في ذات نفسه تفسير لاباس به , يعتمد ظواهر القرآن و يجري على ما يبدو من ظاهر اللفظ, في ايجازو اختصار بديع , و يتعرض لبعض اللغة و الشواهد التاريخية لدى المناسبة ,
او اقـتضا الضرورة لكنه مع ذلك لايغفل الاحاديث الماثورة عن ائمة اهل البيت , مهما بلغ الاسناد من
ضـعـف و وهـن , او اضـطـراب في المتن , و بذلك قد يخرج عن اسلوبه الذاتي فنراه يذكر بعض
المناكير مما ترفضه العقول , و يتحاشاه ائمة اهل البيت الاطهار لكنه قليل بالنسبة الى سائر موارد
تفسيره فالتفسير في مجموعه تفسير نفيس لولا وجود هذه القلة من المناكير و قد اشرنا الى طرف
من ذلك , عند الكلام عن التفاسيرالمعزوة الى ائمة اهل البيت .

4 ـ تفسير الحويزي (نور الثقلين )

تـالـيـف عـبـد عـلي بن جمعة العروسي الحويزي , من محدثي القرن الحادي عشر, المتوفى سنة (1112) كـان عـلى مشرب الاخبارية , كان محدثا فقيها, و شاعرا اديبا جامعا سكن شيراز و حدث
بها, و تتلمذ على يديه جماعة , منهم السيد نعمة اللّه الجزائري , و غيره .

انـه جمع ما عثر عليه من روايات معزوة الى ائمة اهل البيت (ع ) مما يرتبط نحو ارتباط بي الذكر
الـحكيم , تفسيرا او تاويلا,او استشهادا او تاييدا و في الاغلب لا مساس ذاتيا للحديث مع الاية في
صـلب مفهومها او دلالتها, و انما تعرض لها بالعرض لغرض الاستشهاد, و نحو ذلك , هذا فضلا عن
ضعف الاسانيد او ارسالها الا القليل المنقول من المجامع الحديثية المعتبرة .

و هـو لايـستوعب جمع آي القرآن , كما انه لايذكر النص القرآني , سوى سرده للروايات تباعا,
حسب ترتيب الايات و السورو لايتعرض لنقد الروايات و لاعلاج معارضاتها.

يـقـول الـمـؤلف في المقدمة : ((و اما ما نقلت مما ظاهره يخالف لاجماع الطائفة فلم اقصد به بيان
اعـتقاد و لا عمل , و انمااوردته ليعلم الناظر المطلع كيف نقل و عمن نقل , ليطلب له من التوجيه ما
يـخـرجه من ذلك , مع اني لم اخل موضعا من تلك المواضع عن نقل ما يضاده , و يكون عليه المعول في
الكشف و الابدا)) ((651)) .

و بذلك يتخلص بنفسه عن مازق تبعات ما اورده في كتابه من مناقضات و مخالفات صريحة , مع اسس
قواعد المذهب الحنيف , و يوكل النظر و التحقيق في ذلك الى عاتق القارئ .

و نحن نرى انه قصر في ذلك , اذ كان من وظيفته الاعلام و البيان لمواضع الابهام و الاجمال , كما
فعله المجلسي العظيم في بحار انواره , اذ رب رواية اوهنت من شان الدين فلا ينبغي السكوت عليها
و المرور عليها مرور الكرام , مما فيه اغراالجاهلين احيانا, او ضعضعة عقيدة بالنسبة الى مقام ائمة
اهـل الـبـيـت (ع ) فلم يكن ينبغي نقل الرواية و تركها على عواهنها,الامر الذي اوجب مشاكل في
عقائد المسلمين .

مـن ذلـك انـه يـذكـر فـي ذيـل قـوله تعالى : ( ان اللّه لايستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما
فـوقـهـا) ((652)) روايـة مـشـوهـة موهونة , و ينسبه الى الامام الصادق (ع ) : ((فالبعوضة :
اميرالمؤمنين , و ما فوقها : رسول اللّه )) ((653)) .

كـمـا انه ينقل اخبارا مشتملة على الغلو و الوهن بشان الائمة و يسترسل في نقل الاسرائيليات و
الـموضوعات كما في قصة هاروت و ماروت , و ان الزهرة كانت امراة فمسخت , و ان الملكين زنيا
بـها و نحو ذلك من الاساطير الاسرائيلية و الاكاذيب الفاضحة ((654)) , ملا بها كتابه , و شحنه
شحنا بلا هوادة .

منهجه في التفسير.

نعم انه يسرد الروايات سردا تباعا من غير هوادة , يذكر الرواية تلو الاخرى ايا كان نمطها, و في
اى بنية كانت صيغتها, انمايذكرها لانها رواية تعرضت لجانب من جوانب الاية باى اشكال التعرض .

مثلا ـ في سورة النسا ـ يبدا بذكر ثواب قراتها, فيذكر رواية مرسلة عن النبي (ص ) ان من قراها
فكانما تصدق على كل من ورث ميراثا, و لعل المناسبة ان السورة تعرضت لاحكام المواريث , ثم ياتي
لتفسير قوله تعالى : (يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) ((655)) فيذكر رواية
: انـهـم قـرابة الرسول و سيدهم اميرالمؤمنين , امروا بمودتهم فخالفوا ماامروا به لم نعرف وجه
المناسبة بين هذا الكلام و الاية الكريمة .

ثـم يـروي : ان حـوا انما سميت حوا, لانها خلقت من حي فلو صح , لكان الاولى ان يقال لها : حيا و
هـكـذا يروي ان المراة سميت بذلك , لانها مخلوقة من المر, اي الرجل , لانها خلقت من ضلع آدم ثم
يناقض ذلك بذكر رواية تنفي ان تكون خلقت من ضلع آدم , بل انها خلقت من فاضل طينته .

فـي حـين ان الصحيح في فهم الاية : ان حوا خلقت من جنس آدم ليسكن اليها, كما في قوله تعالى :
(خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها) ((656)) .

و يـذكـر : ان الـنـسا انما سمين نسا, لان آدم انس بحوا, فلو كان كذلك لكان الاولى ان يقال لهن :
((انسا)).

و يـتعرض بعد ذلك لكيفية تزاوج ولد آدم , و ينفي ان يكون قد تزوج الذكر من كل بطن مع الانثى
مـن بطن آخر, لان ذلك مستنكر حتى عند البهائم و بلغه ان بهيمة تنكرت له اخته فنزا عليها, فلما
كشف عنها انها اختها قطع غرموله ((657)) باسنانه و خرمى تا.

و هكذا يذكر الروايات تباعا من غير نظر في الاسناد و المتون , و لا مقارنتها مع اصول المذهب او
دلالة العقول .

و نـحـن نجل مقام الائمة المعصومين عن الافادة بمثل هذه التافهات الصبيانية , التي تحط من مقامهم
الرفيع , فضلا عن منافاتها مع رفعة شان القرآن الكريم .

نـعـم قـد يـوجـد خلال هذه التافهات بعض الكلام المتين , اذ قد يوجد في الاسقاط ما لايوجد في
الاسفاط, لكنه من خلطالسليم بالسقيم , الذي يتحاشاه ائمة اهل البيت (ع ).

5 ـ تفسير البحراني (البرهان )

هو السيد هاشم بن سليمان بن اسماعيل الحسينى البحراني الكتكاني و هي قرية من قرى توبلى من اعمال البحرين توفي سنة (1107) كان من المحدثين الافاضل متتبعا للاخبار جماعا للاحاديث , من
غـيـر ان يـتكلم فيها بجرح او تعديل , او تاويل مايخالف العقل او النقل الصريح , كما هو داب اكثر
الاخباريين المتطرفين .

و فـي تفسيره هذا يعتمد كتبا لا اعتبار بها امثال : التفسير المنسوب الى الامام العسكري (ع ) الذي
هو من صنع ابي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد, و ابي الحسن على بن محمد بن سيار, الاستراباديين
و لم يعلم وجه انتسابه الى الامام الحسن العسكري (ع ) و التفسير المنسوب الى علي بن ابراهيم بن
هاشم القمي و هو من صنع ابي الفضل العباس بن محمد العلوي ,و نسب الى القمي من غير وجه وجيه
و كـتـاب ((الاحـتـجاج )) المنسوب الى الطبرسي و لم يعرف لحد الان و كتاب ((سليم بن قيس
الهلالي )), المدسوس فيه , و غير ذلك من كتب لا اعتبار فيها, فضلا عن ضعف الاسناد او الارسال
في اكثر الاحاديث التي ينقلها من هذه الكتب .

و مما يؤخذ على هذا التفسير انه يسند القول في التفسير الى الامام المعصوم , اسنادا راسا, في حين
انـه وجـده في كتاب منسوب اليه صرفا, مثلا يقول : قال الامام ابومحمد العسكري في تفسير الاية
كذا و كذا, الامر الذي ترفضه شريعة الاحتياط في الدين ((658)) .

و هـذا التفسير غير جامع للايات , و انما تعرض لايات جا في ذيلها حديث , و لو في شطر كلمة و
مـن ثـم فـهـو تـفـسـير غيركامل , فضلا عن ضعف الاسانيد و ارسالها, و وهن غالبية الكتب التي
اعتمدها, كما هو خال عن اى ترجيح او تاويل , عندمختلف الروايات , ولدى تعارض بعضها مع بعض
.

منهجه في التفسير.

بـدا الـمؤلف بمقدمة يذكر فيها فضل العلم و المتعلم , و فضل القرآن , و حديث الثقلين , و النهي عن
تفسير القرآن بالراي ,و ان للقرآن ظاهرا و باطنا, و انه مشتمل على اقسام من الكلام , و ما الى ذلك
.

و يـبدا التفسير بعد المقدمات بمطلع جا في مقدمة التفسير المنسوب الى علي بن ابراهيم القمي , من
ذكر انواع الايات و صنوفها, حسبما جا في التفسير المنسوب الى محمد بن ابراهيم النعماني , و هى
رسالة مجهولة النسب لم يعرف مؤلفها لحدالان .

و بعد ذلك يرد في تفسير الايات حسب ترتيب السور فيذكر الاية اولا ثم يعقبها بما ورد في شانها
من حديث ماثور عن احد الائمة المعصومين , من غير ملاحظة ضعف السند او قوته , او صحة المتن
او سقمه .

نـعـم لا يعني ذلك ان الكتاب ساقط كله , بل فيه من الاحاديث الغرر و الكلمات الدرر, الصادرة عن
اهـل بيت الهدى و مصابيح الدجى , مايروي الغليل و يشفي العليل و الكتاب بحاجة الى تمحيص و نقد
و تحقيق , ليمتاز سليمه عن السقيم ,و الصحيح المقبول عن الضعيف الموهون .

فالكتاب بمجموعته موسوعة فريدة , جمعت في طيها الاثار الكريمة التي زخرت بها ينابيع العلم و
الهدى , يجدها الباحث اللبيب عند البحث و التنقيب , في هذا التاليف الذي جمع بين الغث و السمين .

6 ـ الدر المنثور في التفسير بالماثور

لـجلال الدين ابي الفضل , عبد الرحمان بن ابي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة (911) انحدر مـن اسـرة كـان مقرهامدينة اسيوط قيل : كانت الاسرة من اصل فارسي , كانت تعيش في بغداد, ثم
ارتحلت الى مصر.

كـان جلال الدين من اكبر الحفاظ و الرواة , جماعا للاحاديث , مولعا بمطالعة الكتب و النقل عنها, و
بـذلـك اصـبـح راسا في التاليف و التصنيف , و جل تليفه ذات فوائد جمة شريفة , مما يشهد بتبحره
وسعة اطلاعه .

و قـد الـف السيوطي تفسيرا مبسطا جمع فيه من الاثار باسانيد الكتب المخرجة منها, ثم اختصره
بحذف الاسانيد, و هوالمعروف اليوم ب((الدر المنثور في التفسير بالماثور)) يقول هو :.

فلما الفت كتاب ((ترجمان القرآن )) و هو التفسير المسند عن رسول اللّه (ص ) و اصحابه , و تم
بحمداللّه في مجلدات فكان ما اوردته فيه من الاثار باسانيد الكتب المخرجة منها, رايت قصور اكثر
الـهمم عن تحصيله , و رغبتهم في الاقتصار على متون الاحاديث , دون الاسناد و تطويله , فلخصت
مـنه هذا المختصر, مقتصرا فيه على متن الاثر, مصدرا بالعزو و التخريج الى كل كتاب معتبر, و
سميته ب((الدر المنثور في التفسير بالماثور)) ((659)) .

و كـان قـد شرع في تفسير ابسط و اوسع , جامع بين فنون الكلام و انواع التفسير, لكنه لم يعرف
اتمامه يقول عنه : و قدشرعت في تفسير جامع لجميع ما يحتاج اليه من التفاسير المنقولة , و الاقوال
الـمقولة و الاستنباطات و الاشارات و الاعاريب و اللغات و نكت البلاغة و محاسن البدائع و غير
ذلك , بحيث لايحتاج معه الى غيره اصلا, و سميته ب((مجمع البحرين و مطلع البدرين )) و هو الذي
جعلت هذا الكتاب ((الاتقان )) مقدمة له و اللّه اسال ان يعين على اكماله بمحمد و آله ((660)) .

و قـد اقتصر المؤلف في الدر المنثور على مجرد ذكر الروايات ذيل كل آية , بلا ان يتكلم فيها او
يـرجح او ينقد او يمحص فهذا التفسير فريد في باب , من حيث الاقتصار على نقل الاثار, و توسعه
فـي ذلـك و مـع ذلـك فانه لم يتحر الصحة , و انما جمع بين الغث و السمين , و اورد فيه الكثير من
الاسـرائيـلـيات و الاحاديث الموضوعة , عن لسان الائمة السلف و من ثم فان الاخذمنه يحتاج الى
امعان نظر و دقة و تمييز.

7 ـ تفسير البرغاني (بحر العرفان )

للمولى صالح بن آغا محمد البرغاني القزويني الحائري المتوفى حدود سنة (1270). لـه ثـلاثـة تفاسير : كبير في سبعة عشر مجلدا, مخطوط, محفوظ في خزانة كتبه , لدى ورثته
بقزوين و وسيط في تسعة مجلدات و صغير في مجلد واحد.

اسـتـقصى فيه الاحاديث المروية عن الائمة الاطهار في التفسير, و رتبها حسب ترتيب الايات و
الـسـور, و لكنه انما ذكرالروايات التي زعمها صالحة , و ترك ما زعمه باطلا, صادرا من جراب
النورة حسب تعبيره .

فنراه عند سرد روايات بد النسل , يقتصر على رواية التزاوج بالحورية و الجنية , زاعما صحتها,
و يترك رواية تزاوج الذكرمن حمل و الانثى من حمل آخر, لزعم بطلانه .

فهو تفسير بالماثور مع اعمال النظر في الاخذ و الترك فحسب .

نمط آخر من التفسير بالماثور

هـنـاك نـمـط آخر من التفسير بالماثور, يفسر القرآن تفسيرا حسب المتعارف , آية فية و جملة فـجـملة , و كلمة فكلمة , حسبمايساعده اللغة و الفهم العرفي , لكنه يعتمد في حل معضلاته و رفع
مـبـهماته على الماثور من الروايات فحسب , لا غيرهن من ادوات التفسير, بل و ربما غلب الاعتماد
عـلـى النقل على الاعتماد على العقل و ا عمال النظر و الراي و الاجتهاد, فيظهربمظهر التفسير
النقلي اكثر من ظهوره بمظهر التفسير النظري الاجتهادي .

و هـذا كـتفسير المولى الفيض الكاشاني , و تفسير الميرزا محمد المشهدي , و تفسير شب ر, مما
كتب في عهد متقارب ,بعد سنة الالف من الهجرة .

و تفسير السمرقندي , و الثعلبي , و الثعالبي , و البغوي , و ابن كثير, و المحرر الوجيز, من تفاسير
اهل السنة , كتبت في القرون الوسطى من الهجرة .

اذ كـل ذلك يعد من التفسير بالماثور, نظرا لكثرة الاعتماد على النقل في التفسير, و قلة النظر و
الاجتهاد و اليك بعض الكلام عنها :.

8 ـ تفسير الصافي

للمولى محسن محمد بن المرتضى المعروف بالفيض الكاشاني , المتوفى (1091) هو المحدث الفقيه و الفيلسوف العارف , ولد بكاشان و نشا بها نشاة علمية راقية له تفسير كبير و متوسط و موجز, و
سميت على الترتيب ب((الصافي و الاصفى و المصفى )).

يـعـتـبـر تفسيره هذا مزجا من الرواية و الدراية , تفسيرا شاملا لجميع آي القرآن , و قد اعتمد
الـمـؤلـف في نقل عباراته على تفسير البيضاوي , ثم على نصوص الاحاديث المروية عن ائمة اهل
البيت .

و قدم لتفسيره مقدمة تشتمل على اثني عشر فصلا, بحث فيها عن مختلف شؤون القرآن وفضله و
تلاوته و تفسيره و تاويله .

و تعتبر هذه المقدمة من احسن المقدمات التفسيرية , التي اوضح فيها المولف مواضع اهل التفسير في
الـنـقـل و الاعـتـمادعلى الراي , و ما يجب توفره لدى المفسر عند تفسيره للقرآن , من مؤهلات
ضرورية .

و هـذه الـفـصـول سـماهن مقدمات : كانت المقدمة الاولى ـ بعد الديباجة ـ في نقل ما جا في فضل
الـقـرآن , و الـوصـية بالتمسك به و الثانية في ان علم القرآن كله عند اهل البيت (ع ), هم يعلمون
ظاهر القرآن و باطنه , علما شاملا لجميع آي القرآن الكريم و الثالثة في ان جل القرآن وارد بشان
اوليا اللّه و معاداة اعدا اللّه و الرابعة في بيان وجوه معاني الايات من التفسيرو التاويل , و الظهر و
الـبـطن , و المحكم و المتشابه , و الناسخ و المنسوخ , و غير ذلك و الخامسة في المنع من التفسير
بالراي و بيان المراد منه و السادسة في صيانة القرآن من التحريف و السابعة في ان القران تبيان لكل
شي , فيه اصول معارف الدين ,و قواعد الشرع المبين و الثامنة في القرآات و اعتبارها و التاسعة في
نـزول القرآن الدفعي و التدريجي و العاشرة في شفاعة القرآن و ثواب تلاوته و حفظه و الحادية
عشرة في التلاوة و آدابها و الثانية عشرة في بيان مصطلحات تفسيرية اعتمدهاالمؤلف في الكتاب .

و هـذا الـتفسير ـ على جملته ـ من نفائس التفاسير الجامعة لجل المرويات عن ائمة اهل البيت ان
تفسيرا او تاويلا و ان كان فيه بعض الخلط بين الغث و السمين .

منهجه في التفسير.

يعتمد اللغة اولا, ثم الاعاريب احيانا, و بعد ذلك يتعرض للماثور من روايات اهل البيت (ع ), معتمدا
على تفسير القمي و العياشي , و غيرها من كتب الحديث المعروفة لكنه لايتحرى الصحة في النقل ,
و يـتـخلى بنفسه لمجرد ذكر مصدر الحديث ,الامر الذي يؤخذ عليه , حيث في بعض الاحيان نراه
يـذكـر الحديث , و كان ظاهره الاعتماد عليه , مما يوجب اغرا الجاهل ,فيظنه تفسيرا قطعيا للاية
الكريمة , و فيه من الاسرائيليات و الروايات الضعاف الشي الكثير.

و لـه فـي بعض الاحيان بيانات عرفانية قد تشبه تاويلات غير متلائمة مع ظاهر النص , بل و مع
دليل العقل و الفطرة .

مـثـلا نـراه عندما يذكر قصة هاروت و ماروت ـ حسب الروايات الاسرائيلية ـ و تبعا لما ذكره
الـبـيـضاوي في تفسيره : انهماشربا الخمر و سجدا للصنم و زنيا, نراه يؤول ذلك تاويلا غريبا,
يـقول : لعل المراد بالملكين : الروح و القلب , فانهما من العالم الروحاني , اهبطا الى العالم الجسماني ,
لاقامة الحق , فافتتنا بزهرة الحياة الدنيا, و وقعا في شبكة الشهوة , فشربا خمر الغفلة ,و عبدا صنم
الـهوى , و قتلا عقلهما الناصح لهما, بمنع تغذيته بالعلم و التقوى , و محو اثر نصحه عن انفسهما, و
تـهي للزنى ببغي الدنيا الدنية التي تلي تربية النشاط و الطرب فيها الكوكب المسمى بزهرة , فهربت
الـدنـيـا مـنهما و فاتتهما, لما كان من عاداتها ان تهرب من طالبيها, لانها متاع الغرور, و بقي اشراق
حسنها في موضع مرتفع , بحيث لاتنالها ايدي طلا بها, مادامت الزهرة باقية في السما و حملهما حبها
فـي قـلـبـهـما الى ان وضعا طرائق من السحر, و هو ما لطف ماخذه و دق , فخيرا للتخلص منهما,
فاختارا بعد التنبه و عود العقل اليهما اهون العذابين , ثم رفعا الى البرزخ معذبين , و راسهما بعدالى
اسفل ,الى يوم القيامة ((661)) .

و لـقد كان الاجدر به ـ و هو الفقيه النابه المحقق ـ ان ينبذ تلكم الروايات الاسرائيلية المشوهة ,
حـتى و لو كانت بصورة الرواية عن اهل البيت افترا عليهم , كان الاجدر به ان يتركها دون ارتكاب
التاويل .

9 ـ تفسير المشهدي (كنز الدقائق و بحر الغرائب )

لـلـمـيـرزا محمد بن محمد رضا بن اسماعيل بن جمال الدين القمي المعروف بالمشهدي , لانه نشا بـمشهد الامام علي بن موسى الرضا(ع ) توفي حدود سنة (1125) و تتلمذ على يد المولى محسن
الفيض الكاشاني , و سار على منهجه في التفسير.

و تفسيره هذا هو حصيلة ما سبقه من امهات تفاسير اصحابنا الامامية , جمع فيه لباب البيان و عباب
الـتـعبير اينما وجده ,طي الكتب و التليف السابقة عليه فقد اختار حسن تعبير ابي سعيد الشيرازي
البيضاوي ـ كما فعله استاذه و شيخه المقدم المولى الفيض الكاشاني من قبل ـ كما انتخب من اسلوب
الطبرسي في ((المجمع )) ترتيبه و تبويبه , مضيفا اليه ما استحسنه من ((كشاف )) الزمخشري و
((حـواشـي )) الـعلامة الشيخ البهائي , فصار تاليفه مجموعة من خير الاقوال و احسن الاثار كما
صرح هو في مقدمة تفسيره , و حسبما جا في تقريظ العلامة المجلسي , و المحقق الخوانساري على
الكتاب , و راجع مقدمتنا على التفسير.

و هـذا التفسير جمع بين العقل و النقل , فاعتمد الماثور من روايات معزوة الى ائمة اهل البيت (ع )
مـردفا لها بما سنح له خاطره من راي و نظر, او وجده في تاليف او اثر, و لم يدع مناسبة ادبية او
كلامية او عرفانية الا اتى فيها ببيان , منتهجا اثرشيخه الفيض في تفسير ((الصافي )).

و اما موقفه من الاسرائيليات و الموضوعات فهو موضع الرد و الاجتناب عنها, دون ذكر التفصيل ,
مـثلا يذكر في قصة هاروت و ماروت ما يفندها, حيث يقول : و ما روي انهما مثلا بشرين و ركب
فيهما الشهوة فمحكي عن اليهود.

و الـخـلاصة : كان لهذا التفسير مكانته في الجمع بين الرواية و الدراية , و اعطا صورة واضحة
للتفسير عند الامامية ,و يشتمل على ما في كتب التفسير من اللغة و الاعراب و البيان , بشكل موجز
رائع .

فـهـو تفسير جامع شامل لجوانب عدة من الكلام , حول تفسير آي القرآن , الامر الذي جعله فذا في
بابه , و فردا في اسلوبه ,و ممتازا على تفاسير جات الى عرصة الوجود, ذلك العهد.

و قـد طبع عدة طبعات انيقه في مفتتح هذا القرن ـ الخامس عشر للهجرة ـ احسنها طبعة مؤسسة
دار النشر التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة .

10 ـ تفسير ابن كثير

لـلـحافظ عماد الدين , ابي الفدا, اسماعيل بن عمرو بن كثير, الدمشقي الفقيه المؤرخ الشافعي اخذ عـن ابن تيمية ,و شغف بحبه , و امتحن بسببه قال ابن شهبة في طبقاته : انه كانت له خصوصية بابن
تـيمية , و مناضلة عنه , و اتباع له في كثيرمن آرائه و كان يفتي برايه في مسالة الطلاق , و امتحن
بسبب ذلك و اوذي توفي سنة (774), و دفن بمقبرة الصوفية عندشيخه ابن تيمية و كان قد كف
بصره في آخر عمره الذي ناهز السبعين .

و هو صاحب التاريخ الذي سماه : ((البداية و النهاية )) فكان مؤرخا مفسرا كابن جرير الطبري .

و تفسيره هذا من اشهر ما دون في التفسير الماثور, بل من اجوده , حيث اعتنى فيه مؤلفه بالرواية
عـن مـفـسري السلف ,ففسر كلام اللّه تعالى بالاحاديث و الاثار مسندة الى اصحابها, مع الكلام عما
يحتاج اليه جرحا و تعديلا, و نقدا و تحليلا,و قدم له بمقدمة طويلة , تعرض فيها لكثير من الامور
الـتـي لها تعلق و اتصال بالقرآن و تفسيره و لكن اغلب هذه المقدمة ماخوذبنصه من كلام شيخه ابن
تيمية الذي ذكره في مقدمته , في اصول التفسير.

و يمتاز في طريقته في التفسير بان يذكر الاية , ثم يفسرها بعبارة سهلة جزلة , و ان امكن توضيح
الايـة بـيـة او آيات اخرى ذكرها, و قارن بينهما حتى يتبين المعنى و يظهر المراد, و هو شديد
الـعناية و كثير الاحاطة بهذا الجانب من تفسير القرآن بالقرآن , و لعل هذا الكتاب من اكثر ما عرف
من كتب التفسير سردا للايات المتناسبة , و مقارنة بعضها مع البعض , لكشف المعنى المراد.

و بعد ذلك يشرع في سرد الاحاديث المرفوعة التي لها تعلق بالاية , و يبين ما يحتج به و ما لايحتج
به منها, ثم يردفهاباقوال الصحابة و التابعين , و من يليهم من علما السلف .

و نجده احيانا يرجح بعض الاقوال على بعض , و يضعف بعض الروايات , و يصحح بعضا آخر منها,
و يـعـدل بـعض الرواة ,و يجرح بعضا آخر, و هذا يرجع الى ما كان عليه من المعرفة باصول نقد
الحديث , و معرفة احوال الرجال .

و مـمـا يـمتاز به انه ينبه بين حين و آخر الى ما في التفسير الماثور من منكرات الاسرائيليات و
الموضوعات , و يحذر منهاعلى وجه الاجمال تارة , و على وجه التعيين و البيان لبعض منكراتها تارة
اخرى .

مـثلا, هو في قصة هاروت و ماروت , يراها متصادمة مع ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة ,
فان كان و لابد فهوتخصيص , كما في شان ابليس على القول بانه من الملائكة , ثم يذكر القصة نقلا
عن الامام احمد في مسنده , يرفعها الى النبي ,لكنه يشكك في صحة السند و رفعه و اخيرا يستغربها
و يـذكـرها ايضا بطريقين آخرين و يستغربهما, و في نهاية الامر يقول :و اقرب ما يكون في هذا
انـه مـن رواية عبداللّه بن عمر عن كعب الاحبار, لا عن النبي , اذن فدار الحديث و رجع الى نقل
كعب الاحبار, عن كتب بني اسرائيل .

ثم يذكر الاثار الواردة في ذلك عن الصحابة و التابعين و يذكر عن علي (ع ) انه لعن الزهرة , لانها
فتنت الملكين و يعقبه بقوله : و هذا ايضا لايصح و هو منكر جدا.

و يذكر عن ابن مسعود و ابن عباس و عن مجاهد ايضا, ثم يقول : و هذا اسناد جيد الى عبداللّه بن
عمر, و اضاف : و قدتقدم انه من روايته عن كعب الاحبار.

و فـي النهاية يقول : و قد روي في قصة هاروت و ماروت عن جماعة من التابعين و قصها خلق من
الـمفسرين من المتقدمين و المتاخرين , و حاصلها راجع في تفصيلها الى اخبار بني اسرائيل , اذ ليس
فـيـهـا حـديـث مـرفـوع صـحيح , متصل الاسناد الى الصادق المصدق المعصوم الذي لاينطق عن
الهوى ((662)) .

انظر الى هذا التحقيق الانيق بشان خرافة اسرائيلية غفل عنها اكثر المفسرين .

و كـذا فـي قصة البقرة , نراه يقص علينا قصة طويلة مسهبة و غريبة على ما ذكره المفسرون و
يـعقبها بقوله : و هذه السياقات عن عبيدة و ابي العالية و السدي و غيرهم , فيها اختلاف , و الظاهر
انـهـا ماخوذة من كتب بني اسرائيل , و هي مما يجوز نقلها,و لكن لاتصدق و لاتكذب , فلهذا لايعتمد
عليها الا ما وافق الحق عندنا ((663)) .

قـولـه : ((و هـي مما يجوز نقلها)) هذا انما تبع في ذلك شيخه ابن تيمية في تجويز الحديث عن
بني اسرائيل , و لكن من غيرتكذيب و لا تصديق و قد تكلمنا في ذلك عند الكلام عن الاسرائيليات ,
و انـه يـجـب نـبذها و عدم نقلها, و لاسيما اذا كانت من الشائعات عندهم , غير مثبتة في كتبهم , و
الاكثر هو من ذلك .

و هكذا في تفسير سورة ((ق )), يذكر عن بعض السلف انه جبل محيط بالارض , ثم يعقبه بقوله :
و كـان هـذا ـ و اللّه اعلم ـ من خرافات بني اسرائيل التي اخذها عنهم , مما لايصدق و لايكذب , و
عـنـدي ان هذا و امثاله و اشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم , يلبسون به على الناس امر دينهم كما
افـتري في هذه الامة ـ مع جلالة قدر علمائها و حفاظها و ائمتها ـ احاديث عن النبي و ما بالعهد من
قـدم , فـكـيـف بـامة بني اسرائيل مع طول المدى و قلة الحفاظ النقاد فيهم , و شربهم للخمور, و
تـحريف علمائهم الكلم عن مواضعه , و تبديل كتب اللّه و آياته و انما اباح الشارع الرواية عنهم في
قوله : ((حدثوا عن بني اسرائيل و لاحرج )) فيما قد يجوزه العقل , فاما فيما تحيله العقول و يحكم
فيه بالبطلان و يغلب على الظنون كذبه , فليس من هذاالقبيل ((664)) .

11 ـ تفسير ابن عطية (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز)

هـو ابـومـحـمد عبد الحق بن غالب بن عطية الاندلسي المغربى القرناطي كان عالما شغوفا باقتنا الكتب , فكان فقيها عارفابالاحكام و الحديث و التفسير, نحويا اديبا بارعا في الادب و النظم و النثر
توفي سنة (481).

و تـفسيره هذا من اعظم التفاسير بالماثور, حيث ملؤه النقد و التحقيق و التمحيص فكانت له قيمته
العلمية بين كتب التفسير, حيث اضفى مؤلفه عليه من روحه العلمية الفياضة , ما اكسبه دقة و رواجا
و قبولا.

يقول ابن خلدون عندما يتعرض لكتب التفسير بالماثور : فكتب الكثير من ذلك و نقلت الاثار الواردة
فـيـه عـن الـصـحـابـة و التابعين , و انتهى ذلك الى الطبري و الواقدي و الثعالبي و امثال ذلك من
الـمفسرين , فكتبوا فيه ما شااللّه ان يكتبوه من الاثارو قد جمع المتقدمون في ذلك و اوعوا, الا ان
كـتـبـهـم و مـنـقـولاتـهم تشتمل على الغث و السمين و المقبول و المردود فامتلات التفاسير من
الـمـنـقـولات عندهم (مسلمة اليهود) في امثال هذه الاغراض (اسباب المكونات ) اخبار موقوفة
عليهم , و ليست ممايرجع الى الاحكام , فتتحرى في الصحة التي يجب بها العمل .

و تـساهل المفسرون في مثل ذلك , و ملاوا كتب التفسير بهذه المنقولات , و اصلها ـ كما قلنا ـ عن
اهل التوراة الذين يسكنون البادية , و لاتحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك , الا انهم بعد صيتهم
و عظمت اقدارهم , لما كانوا عليه من المقامات في الدين و الملة , فتلقيت بالقبول من يومئذ.

فلما رجع الناس الى التحقيق و التمحيص , و جا ابومحمد بن عطية من المتاخرين بالمغرب , فلخص
تـلـك الـتفاسير كلها,و تحرى ما هو اقرب الى الصحة منها, و وضع ذلك في كتاب متداول بين اهل
المغرب و الاندلس , حسن المنحى و تبعه القرطبي في تلك الطريقة على منهاج واحد, في كتاب آخر
مشهور بالمشرق ((665)) .

و بحق هو تفسير محرر من اقاصيص مشوهة اسرائيلية , كانت دارجة لحد ذاك الحين فهو من خير
التفاسير بالماثور, و قدطبع اخيرا, و خرجت منه مجلدات لحد الان .

و نجد اباحيان ـ في مقدمة تفسيره ـ يعقد مقارنة بين تفسير ابن عطية و تفسير الزمخشري , فيقول
: و كتاب ابن عطية انقل و اجمع و اخلص و كتاب الزمخشري الخص و اغوص ((666)) .

و لـهـذا التفسير مقدمة جامعة نافعة تحتوي على مسائل ذات اهمية , طبعت مستقلة عن التفسير, مع
مقدمة كتاب ((المباني ))قام بنشرهما المستشرق آرثر جفرى , و طبعتا عدة طبعات .

12 ـ تفسير الثعلبي (الكشف و البيان )

هـو ابـواسحاق احمد بن ابراهيم الثعلبي النيسابوري توفي سنة (427) كان راسا في التفسير و الـعربية قال ابن خلكان : كان اوحد زمانه في علم التفسير, و صنف التفسير الكبير الذي فاق غيره
من التفاسير ((667)) و قال ياقوت : صاحب التصانيف الجليلة ,من التفسير الحاوي انواع الفرائد,
مـن الـمـعـانـي و الاشارات , و كلمات ارباب الحقائق , و وجوه الاعراب و القراات ((668)) و
هوصاحب كتاب ((العرائس )) في قصص الانبيا.

من ميزات هذا التفسير : توسعه في اللغة و الادب و الوجوه و القراات , و الاحاطة بكلام السلف , و
الاجـادة فـي نـقـلـهـاو بـسطها فقد كان مفسرنا كثير الشيوخ كثير الحديث صحيح النقل موثوق
بـه ((669)) , غير انه لم يتحر الصحة فيما ينقله من تفاسيرالسلف , و من وقع فيما وقع فيه كثير
مـن الـمـفـسـريـن الـمـكـثرين من النقل و قد جر على نفسه و على تفسيره , بسبب هذه الكثرة
من الاسرائيليات و الموضوعات , ما جره اكثر المفسرين السلف من اللوم و النقد اللاذع و قد اعتمد
روايـات الـشـيـعـة ايضا في تفسيره , الامر الذي اثار العتاب عليه بالخصوص , و الا فهو و سائر
اصحاب التفسير بالماثور سوا.

13 ـ تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان )

هو ابو زيد عبد الرحمان بن محمد بن مخلوف الثعالبي , توفي سنة (876)كان من الائمة الرحالين فـي طـلـب العلم و طارصيته بالفضل و الزهد عن الدنيا و اصبح آية في علم الحديث , و خلف كتبا
كثيرا الفها على نمط اهل الحديث المكثرين .

انه يتعرض للقراات احيانا, و يدخل في الصناعة النحوية نقلا عن غيره , و يذكر الروايات الماثور
فـي التفسير, يذكرها بلااسناد, و يخوض الاسرائيليات خوضا بلاهوادة , و فيه من آثار التعصب
الشي الكثير و الخلاصة : ان تفسيره هذا لايوازن نظائره من تفاسير سالفة .

14 ـ منهج الصادقين

للمولى فتح اللّه الكاشاني , فقيه متكلم صاحب نظر و اختيار في التفسير, من علما العهد الصفوي له تـفـسـير باللغة العربية باسم ((زبدة التفاسير)) و هذا التفسير وضعه باللغة الفارسية خدمة لابنا
بـلاده و هـو اول تـفسير فارسي اشتهر و طبع عدة مرات في عشر مجلدات ثم ظهر تفسير ابي
الـفـتـوح الـرازي فـي عـهـد مـتـاخـر و الـذي سـبقه بقرون و قد اعتمد المفسر على اشهر
الـتـفـاسـيـرالـمعتمدة , منها تفسير ابي الفتوح و مجمع البيان و البيضاوي و الكشاف و قد اعتنى
بالروايات اعتنا البالغ و هو تفسير جيدلطيف .

النمط الثاني التفسير الاجتهادي

التفسير الفقهي (آيات الاحكام ). التفاسير الجامعة .

التفسير في العصر الحديث .

التفاسير الادبية .

التفاسير اللغوية .

التفاسير الموجزة .

التفاسير العرفانية (التفسير الرمزي .

و الاشاري ).

النمط الثاني التفسير الاجتهادي .

و التفسير الاجتهادي يعتمد العقل و النظر اكثر مما يعتمد النقل و الاثر, ليكون المناط في النقد و
الـتـمحيص هو دلالة العقل الرشيد و الراي السديد, دون مجرد الاعتماد على المنقول من الاثار و
الاخبار نعم لاننكر ان مزال الاقدام في هذا المجال كثيرة ,و عواقبه وخيمة , و من ثم تجب الحيطة
و الحذر و امعان النظر, بعد التوكل على اللّه و الاستعانة به , الامر الذي يحصل عندحسن النية و
الاخلاص في العمل المستمر, و اللّه من ورا القصد.

و العمل الاجتهادي في التفسير شي حصل في وقت مبكر, في عهد التابعين , حيث انفتح باب الاجتهاد
و اعـمـال الراي و النظر في التفسير, و شاع النقد و التمحيص في المنقول من الاثار و الاخبار و
لـم يـزل يـتـوسـع دائرة ذلـك مع تقادم الزمان , و مع تنوع العلوم و المعارف التي ما زالت تتوفر في
الاوساط الاسلامية حينذاك .

و قـد اسـبـقـنا ان من ميزات تفسير التابعين , فتح باب الاجتهاد و التوسع فيه , و هكذا داب من جا
بعدهم على التوسع في النظر,و التنوع في ابعاده و مراميه .

نـعـم كـانت آفة ذلك ـ لدى الخروج عن دائرة التوقيف , و ولوج باب النظر و اعمال الراي ـ هو
خشية ان ينخرط التفسير في سلك التفسير بالراي الممقوت عقلا, و الممنوع شرعا, حيث لايؤمن
من عاقبة ذلك ان تزل قدم او تهوي الى مكان سحيق , و بالفعل قد سقط اناس كثير.

و مـن ثم تجب معرفة حدود ((التفسير بالراي )) و الوقوف على ثغوره , و جوانبه و ابعاده , لغاية
الاجتناب عنه .

و نـحن قد اوفينا الكلام حول مسالة ((التفسير بالراي )) ((670)) و يتلخص في ان الممنوع منه
هو ما كان باحد وجهين :.

1 ـ الاستبداد بالراي في تفسير كلامه تعالى , فيعتمد ما حانت له نظرته الخاصة , غير مبال بما قاله
الـعلما من قبله , فيعمد الى تفسير آية , اعتمادا على ما فهمه من لغة و ادب مجر د, من غير مراجعة
لاقوال السلف و نظراتهم و توجيهاتهم , و المسالك التي سلكوها في فهم الاية , و ربما كانت قرائن و
دلائل حـافـة , لاينبغي التغافل عنهامن ذلك معرفة اسباب النزول , و شرح الحوادث المقارنة لنزول
الاية , و المناسبة التي استدعت نزولها, و كذا الماثور من كلام النبي و الصحابة الاولين , مما يعين
عـلى فهم كلام اللّه النازل على رسوله و انما يعرف القرآن من خوطب به , فاغفال ذلك و اعفا الاثار
و الـدلائل الـمـكتنفة , حياد عن طريقة العقلا في فهم الكلام , فضلا عن كلامه تعالى , و من استبد
برايه هلك , كما قال الامام اميرالمؤمنين (ع ).

و ايـضـا فـان علم التفسير, علم انحدر من نقطة اولى ثم توسع و تنوع , كسائر العلوم التي ورثتها
الـبـشـرية من اسلافها العلماو لاينبغي لعالم ان يعفي ما حققه الاسلاف , و ليس له ان يبدا بما بدا به
الاولون , و الا لم تكن العلوم لتزدهر و تتوسع مع اطرادالزمان .

و الـخـلاصـة : ان مـراجعة الدلائل و الشواهد القرآنية , الى جنب اقوال السلف و آرائهم , شرط
اساسي في معرفة كلام اللّه , فمن استبد برايه من دون مراجعة ذلك , هلك و اهلك .

و هـذا مـعـنى الحديث الوارد : ((من فسر القرآن برايه فاصاب فقد اخطا)) فلو فرض انه ربما
اصاب الواقع صدفة , لكنه قد اخطاالطريق التي تؤمن عليه الاصابة لدى العقلا.

2 ـ ان يعمد الى آية فيحاول تطبيقها على رايه ـ مذهب او عقيدة او سلوك ـ ليبرر موضعه من ذلك ,
او يجعل ذلك داعية لعقيدته او سلوكه , و هو ـ في الاغلب ـ يعلم ان لامساس للاية بذلك , و انما هو
تحميل عليها.

و الـعـمـدة : انـه لم يرم فهم معنى الاية و تفسيرها الواقعي , و انما رام دعم مذهبه و عقيدته باي
وسيلة كانت , و منها الاية ان وافق التقدير.

فهذا تحميل على الاية , و ليس تفسيرا لها, و من ثم فليتبوا مقعده من النار.

روى ابوجعفر الصدوق باسناده الى الامام اميرالمؤمنين (ع ) قال : قال رسول اللّه (ص ) : قال اللّه :
((ما آمن بي من فسر برايه كلامي )) ((671)) .

و روى ابـوجـعفر الطبري باسناده عن ابن عباس عن النبي (ص ) قال : ((من قال في القرآن برايه
فليتبوا مقعده من النار)) ((672)) .

اذن فـمـن سـلك طريقة العقلا في فهم الكلام , و اعتمد الدلائل و الشواهد, و راجع اقوال السلف
الصالح , ثم اعمل نظره في فهم كلام اللّه , لم يكن مفسرا بالراي , لا مستبدا برايه و لا محملا برايه
على القرآن الكريم , و العصمة باللّه سبحانه .

تنوع التفسير الاجتهادي

و مما يجدر التنبه له , ان التفسير الاجتهادي المبتني على اعمال الراي و النظر, يتنوع تنوعا حسب مواهب المفسرين و قدراتهم العلمية و الادبية , و معطياتهم في العلوم و المعارف , اذ كل صاحب فن و
عـلـم انما يجعل من صناعته العلمية وسيلة لفهم القرآن , و ينظر اليه من الزاوية التي كانت مقدرته
متركزة عليها, و من ثم تختلف براعة كل مفسر عن غيره , في الجهة التي كانت قدرته العلمية ابرع
و امـتـن فـصاحب الادب الرفيع , انما يفوق غيره في براعته الادبية في التفسير, و هكذا صاحب
الفلسفة و الكلام و الفقه و اللغة , و حتى صاحب العلوم الطبيعية و الرياضيات و الافلاك , و نحو ذلك
فـكل صاحب مهنة انما يبرع في عمله , اذا خاض التفسير من جهة صناعته , و من زاوية اختصاصه ,
الامر الذي جعل من التفسير متنوعا, حسب معطيات اصحاب التفاسير.

/ 28