رحـى الـعـلـم فـي ذلـك العهد, في الفقه و الحديث و الادب و الاصول و التفسير و سار في درب
الصوفية على يد ابي الحسن ابن الدقاق المتوفى سنة (448 ه) من كبار مشايخ الصوفية ذلك العهد,
و قـد اشـار عليه ان يحضر حلقات درس ابي بكر الطوسي , و ابن فورك , و الاسفراييني و في اثنا
ذلك كان يداوم على درس ابن الدقاق , و لما توفي انتقل الى دروس عبدالرحمان السلمي المتوفى سنة
(412 هـ) حتى اصبح شيخ خراسان في الفقه و الكلام , مع تصدير في الحديث و الوعظ و الارشاد
و توفي سنة (465 ه ) بمدينة نيسابور.و تفسيره هذا امتداد للتفسير الصوفي الباطني , معتمدا في اكثر الاحيان على تاويلات قد ينبو عنها
ظاهر لفظ الاية الكريمة لكنه مع ذلك حاول ان يوفق بين علوم الحقيقة ـ حسب مصطلحهم ـ و علوم
الـشـريـعـة , قاصدا ان لاتعارض بينهما, و ان اى كلام يناقض ذلك فهو خروج على كليهما, اذ كل
شـريعة غير مؤيدة بالحقيقة فغير مقبول , و كل حقيقة غيرمقيدة بالشريعة فغيرمحصول , فالشريعة
ان تعبده , و الحقيقة ان تشهده كما جا في ((الرسالة القشيرية )) ((1046)) .حـاول فـي هذا التفسير ان يبرهن على ان كل صغيرة و كبيرة في علوم الصوفية , فان لها اصلا من
القرآن و يتجلى ذلك بصفة خاصة حيثما ورد المصطلح الصوفي صريحا في النص القرآني , كالذكر
و الـتـوكل و الرضا, و الولى و الولاية و الحق , و الظاهرو الباطن , و القبض و البسط فانك عند
خلال قراة التفسير لاتكاد تملك الا ان تحكم ان الصوفية قد استمدوا اصولهم و فروعهم من كتاب
اللّه الـكـريـم , و ان علومهم ليست غريبة و لا مستوردة , كما يحلو لكثير من الباحثين , حين يرون
التصو ف الاسلامى متاثرا بالتيارات الاجنبية , اليونان و الفرس و الهند.كـذلـك تـلـحـظ عبقرية القشيري ازا اللفظة او الاية , حينما لايكون فيها اصطلاح صوفي , فانه
يـسـتـخرج لك من آيات الطلاق اشارات في الصحبة و الصاحب , و من علاقة النبى (ص ) باصحابه
اشـارات عـن الشيخ و مريديه , و من مظاهر الطبيعة كالشمس و القمر و المطر و الجبال اشارات
تتصل اتصالا وثيقا بالرياضات و المجاهدات , او بالمواصلات و الكشوفات .و من ثم فانه من اوفق التفاسير الصوفية في الجمع بين الشريعة و الطريقة , و اسلمها عن الخوض
في التاويلات البعيدة التي ياباها اللفظ و ينفرها, كما في سائر تفاسيرهم .و لـذلك فان فيه بعض الشطحات او التاويلات البعيدة , مما يعد تفسيرا بالراي الممنوع منه شرعا,
مثلا عند قوله تعالى :(و عهدنا الى ابراهيم و اسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين و العاكفين و الركع
السجود) ((1047)) يقول : الامر في الظاهر بتطهيرالبيت , و الاشارة من الاية الى تطهير القلوب
و تـطـهـير البيت بصونه عن الادناس و الاوضار, و تطهير القلب بحفظه عن ملاحظة الاجناس و
الاغيار.و طـواف الـحـجـاج حـول البيت معلوم بلسان الشرع , و طواف المعاني معلوم لاهل الحق , فقلوب
العارفين المعاني فيهاطائفة , و قلوب الموحدين الحقائق فيها عاكفة , فهؤلا اصحاب التلوين , و هؤلا
ارباب التمكين ((1048)) .و قلوب القاصدين بملازمة الخضوع على باب الجود ابدا واقفة .و قلوب الموحدين على بساط الوصل ابدا راكعة .و قلوب الواجدين على بساط القرب ابدا ساجدة .و يـقـال : صواعد نوازع الطالبين بباب الكرم ابدا واقفة , و سوامي قصود المريدين بمشهد الجود
ابدا طائفة , و وفود همم العارفين بحضرة العز ابدا عاكفة ((1049)) .و قال في قوله تعالى : (يا ايها الذين آمنوا ليبلونكم اللّه بشى من الصيد تناله ايديكم و رماحكم ليعلم
اللّه مـن يـخـافه بالغيب ـ الى قوله ـ يا ايها الذين آمنوا لاتقتلوا الصيد و انتم حرم , و من قتله منكم
مـتـعـمدا فجزا مثل ما قتل من النعم ) ((1050)) : و الاشارة فيه ان من قصد بيتنا فينبغي ان يكون
الصيد منه في الامان , لايتاذى منه حيوان بحال , لذا قالوا : البرمن لايؤذي الذر و لايضمر الشر.و يـقال : الاشارة في هذا ان من قصدنا فعليه نبذ الاطماع جملة , و لاينبغي ان تكون له مطالبة بحال
مـن الاحـوال و كـما ان الصيد على المحرم حرام الى ان يتحلل , فكذلك الطلب و الطمع و الاختيار
على الواجد حرام مادام محرما بقلبه .و يقال : العارف صيد الحق , و لايكون للصيد صيد.و اذا قـتـل المحرم الصيد فعليه الكفارة , و اذا لاحظ العارف الاغيار, او طمع او رغب في شي او
اخـتـار لزمته الكفارة ,و لكن لايكتفي منه بجزا المثل و لا باضعاف امثال ما تصرف فيه او طمع , و
لكن كفارته تجرده على الحقيقة عن كل غير,قليل او كثير, صغير او كبير.قـولـه عـز و جـل : (احـل لـكـم صيد البحر و طعامه متاعا لكم و للسيارة , و حرم عليكم صيد
الـبـر) ((1051)) قـال : حـكم البحر خلاف حكم البر, و اذا غرق العبد في بحار الحقائق سق
ط حكمه , فصيد البحر مباح له , لانه اذا غرق صار محوا, فما اليه ليس به ولا منه اذ هو محو, و اللّه
غالب على امره ((1052)) .و قد تقدم تفسيره للبسملة في كل سورة بمعنى يغاير معناها في سورة اخرى , و هل هذا مستند الى
دليل , او مجردذوق عرفاني لا اساس له ؟
4ـ كشف الاسرار و عدة الابرار (تفسير الميبدي )
المعروف بتفسير الخواجا عبداللّه الانصاري . اصـل هـذا الـتفسير للخواجا عبداللّه الانصاري , ثم بسطه و وضح مبانيه المولى ابوالفضل رشيدالدين الميبدي , كما يقول في المقدمة :.((امـا بـعد فاني طالعت كتاب شيخ الاسلام , فريد عصره و وحيد دهره , ابي اسماعيل عبداللّه بن
محمد بن علي الانصاري ـ قدس اللّه روحه ـ في تفسير القرآن , و كشف معانيه , و رايته قد بلغ به
حـد الاعـجـاز لـفظا و معنى و تحقيقا و ترصيعا, غيرانه اوجز غاية الايجاز, و سلك فيه سبيل
الاخـتـصـار, فلايكاد يحصل غرض المتعلم المسترشد, او يشفي غليل صدر المتامل المستبصر,
فـاردت ان انـشـر فـيه جناح الكلام , و ارسل في بسطه عنان اللسان , جمعا بين حقائق التفسير و
لـطـائف الـتذكير,و تسهيلا للامر على من اشتغل بهذا الفن , فصممت العزم على تحقيق ما نويت , و
شـرعـت بـعـون اللّه في تحرير ما هممت , في اوائل سنة عشرين و خمسمائة , و ترجمت الكتاب
بكشف الاسرار و عدة الابرار)) ((1053)) .امـا الـخـواجا, فهو الامام القدوة الحافظ الكبير, ابو اسماعيل عبداللّه بن محمد بن علي بن محمد
الانـصاري الهروى , من ذرية صاحب النبي (ص ) ابي ايوب الانصاري مولده بهرات سنة (396 ه)
و تـوفـي بـها سنة (481 ه) و قبره مزار مشهود هناك كان على حظ وافر من العربية و الفقه و
الـحـديـث و التواريخ و الانساب , اماما كاملا في التفسير, حسن السيرة في التصوف , غيرمشتغل
بـكـسب , مكتفيا بما يباسط به المريدين و الاتباع من اهل مجلسه في العام مرة او مرتين على راس
الـمـلا, فيحصل على الوف من الدنانير و اعداد من الثياب و الحلى , فياخذها و يفرقها على اللحام و
الـخباز, و ينفق منها, و لاياخذ من السلطان و لامن اركان الدولة شيئا و قل ما يراعيهم , و لايدخل
عـليهم , و لايبالي بهم , فبقي عزيزا مقبولا قبولا اتم من الملك , مطاع الامرنحوا من ستين سنة , من
غـيـر مـزاحـمـة و قد كان سيفا مسلولا على المتكلمين , له صولة و هيبة و استيلا على النفوس
بـبـلـده ,يـعـظمونه و يتغالون فيه , و يبذلون ارواحهم فيما يامر به كان عندهم اطوع و ارفع من
السلطان بكثير, و كان طورا راسيا في السنة لايتزلزل و لايلين و قد امتحن عدة مرات و اوذي في
اللّه و له مقامات و حكايات ذكرها ارباب التراجم ((1054)) .و امـا الـمـيـبدي فهو الامام السعيد رشيد الدين ابوالفضل ابن ابي سعيد احمد بن محمد بن محمود
الميبدي ((1055)) , و كان ابوه جمال الاسلام ابو سعيد قد توفي قبل الخواجا بسنة ـ سنة 480 ه
ـ و مـن ثـم فـان الـمـتـرجـم كـان قـد ادرك الخواجا, و من ثم وصفه اصحاب التراجم بالتلمذة
لديه ((1056)) قد تصدى تحرير تفسير شيخه عام (520 ه) اي بعد وفاة شيخه باربعين سنة و
ميبدبلدة من ضواحى يزد ـ ايران .و يظهر من تاليفه هذا الفخيم انه كان على مستوى رفيع من الفضيلة و الادب السامي , و لاسيما في
الادب الفارسي البديع ,حيث تستجيعه المتين و ترصيفه الرصين , في جزالة و سلاسة و سهولة في
الـتعبير, و لاسيما في النوبة الثالثة , حيث ظرافة الذوق العرفاني العميق و الادب الرفيع , تجدهما
قد امتزجا في كلامه , فجا شيئا طريفا يستدعي التحسين و الاعجاب .امـا الـتفسير ذاته فيعد من اكبر و اضخم تفسير كتب على الطريقة العرفانية الصوفية , في عشر
مـجـلـدات ضـخام , وضع على احسن سبك و اجمل عبارات ادبية رصينة , فهو من التفاسير الادبية
الممتازة باللغة الفارسية , و قد كثر تداوله بين الادباو افاضل العرفا.و كان منهجه السير في ثلاث نوبات :.النوبة الاولى في التفسير الظاهري على حد الترجمة الظاهرية .و النوبة الثانية في بيان وجوه المعاني و القراات و اسباب النزول , و بيان الاحكام و ذكر الاخبار,
و الاثار الواردة بالمناسبة .و الـنـوبـة الـثـالـثـة في بيان الرموز و الاشارات العرفانية , و لطائف الدقائق و النكات الظريفة
المستفادة من سجف العبارات ,و هو بيت القصيد من التفسير.كل ذلك بعبارات رائعة ذات تسجيع و ترصيف لطيف , كما هو داب اكثر اصحاب التفسير العرفاني .و مـما حظي به هذا السفر الجليل , كثرة استشهاده بالوجوه و النظائر من الايات الكريمة , يوردها
تـبـاعا في كل مناسبة ,مما يدل على احاطة المؤلف بمعاني القرآن , و مختلف انواع آيه الكريمة هذا
عند كل مناسبة , نذكر منها ما يلي :.مـثلا عند قوله تعالى : (و اوفوا بعهدي اوف بعهدكم ) ((1057)) يقول : و نظير ذلك في القرآن
كثير, و يذكر الايات التالية ,و يترجم كل آية ترجمة رائعة , نذكرها مع الترجمة :.(ادعوني استجب لكم ) ((1058)) (فاذكروني اذكركم ) ((1059)) .(بنده من درى برگشاى تا درى برگشايم ) (عبدي , افتح بابا حتى افتح بابا).( و انابوا الى اللّه لهم البشرى ) ((1060)) .(در انابت برگشاى تا در بشارت برگشايم ) (افتح باب الانابة حتى افتح باب البشارة ).(و ما انفقتم من شي فهو يخلفه ) ((1061)) .(در انفاق برگشاى تا در خلف برگشايم ) (افتح باب الانفاق حتى افتح باب العوض ).(و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) ((1062)) .(در مجاهدت برگشاى تا در هدايت برگشايم ) (افتح باب المجاهدة حتى افتح باب الهداية ).(ثم يستغفر اللّه يجد اللّه غفورا رحيما) ((1063)) .(در استغفار برگشاى تا در مغفرت برگشايم ) (افتح باب الاستغفار حتى افتح باب المغفرة ).(لئن شكرتم لا زيدنكم ) ((1064)) .(در شـكـر برگشاى تا در زيادت نعمت برگشايم ) (افتح باب الشكر حتى افتح باب الزيادة في
النعمة ).(و اوفوا بعهدي اوف بعهدكم ) ((1065)) .(بـنـده مـن به عهد من واز آى تا به عهد تو واز آيم ) ((1066)) (عبدي اوف بعهدي حتى اوفي
بعهدك ).هـكـذا يـحظى هذا السفر الجليل بجودة سبكه و جمال اسلوبه الادبي , الذي داب المؤلف عليه في
عـامـة تـعـابيره في التفسير, و لا سيما في النوبة الثالثة , حيث ظرافة الذوق العرفاني اللطيف , و
طراوة الادب الفارسي الرفيع , تجدهما قد امتزجامعا, فاصبح آية في الجمال و البها و يبدو براعة
الـمـؤلف و سعة تضلعه الادبي الفائق , اذا ما وجدنا تلك الطلاوة الرائعة قدافرغت في قالب الادب
الفارسي الجزل السلس السهل التعبير.و اليك نموذجا من النوبة الثالثة العرفانية :.هو عند تفسير قوله تعالى : (يا بني اسرائيل اذكروا نعمتى التي انعمت عليكم و اوفوا بعهدي اوف
بعهدكم و اياى فارهبون ) ((1067)) يقول :.((پـيـر طـريقت گفت : الهى دارد, او كـه در دو جـهان تو را داردهرگز كى تو را بگذارد دارد از هـمـه زارتـر مـى گـدازد او كـه نيافت به سبب نايافت مى زارد, او كه يافت بارى چرا
مى گدازد.
در بر آن را كه چون تو يارى باشد
گر ناله كند سياه كارى باشد)) ((1068)) .
گر ناله كند سياه كارى باشد)) ((1068)) .
گر ناله كند سياه كارى باشد)) ((1068)) .
قسم اند :.تايبانند و عابدان و زاهدان و عالمان و عارفان و صديقان .تايبان را خوف است , چنان كه گفت : (يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الا بصار).و عابدان را وجل : (الذين اذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم ).و زاهدان را رهبت : (يدعوننا رغبا و رهبا).و عالمان را خشيت : (انما يخشى اللّه من عباده العلما).و عارفان را اشفاق : (ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون ).و صديقان را هيبت : (و يحذركم اللّه نفسه ) ((1069)) .امـا خـوف , ترس تائبان و مبتديان است , حصار ايمان و ترياق و سلاح مؤمن , هر كه را اين ترس
نيست او را ايمان نيست ,كه ايمنى را روى نيست , و هر كه را هست به قدر آن ترس ايمان است .و وجـل , ترس زنده دلان است كه ايشان را از غفلت رهايى دهد, و راه اخلاص بر ايشان گشاده
گـردانـد, و امل كوتاه كند,و چنانك وجل از خوف مه است , رهبت از وجل مه ((1070)) , اين
رهبت عيش مرد ببرد, و او را از خلق ببرد, و در جهان از جهان جدا كند اين چنين ترسنده همه
نـفـس خـود غـرامـت بـيـنـد, هـمـه سخن خود شكايت بيند, همه كرد خود جنايت بيند گهى
چـون غرق شدگان فرياد خواهد, گهى چون نوحه گران دست بر سر زند, گهى چون بيماران
آه كـنـد و از ايـن رهـبـت اشـفاق پديد آيد كه ترس عارفان است , ترسى كه نه پيش دعا حجاب
گذارد, نه پيش فراست بند, نه پيش اميد ديوار ترسى گدازنده كشنده , كه تانداى (الاتخافوا و
لا تـحـزنـوا و ابشروا) ((1071)) نشنود نيارامد اين ترسنده را گهى سوزند و گاه نوازند,
گهى خوانند و گاه كشند, نه از سوختن آه كند و نه از كشتن بنالد.
كم تقتلونا و كم نحبكم
يا عجبا كم نحب من قتلا ((1072)) .
يا عجبا كم نحب من قتلا ((1072)) .
يا عجبا كم نحب من قتلا ((1072)) .
دل تـابـد چـون برق , نه كالبد آن را تابد, نه جان طاقت آن دارد كه با وى بماند, و بيشتر اين در
وقت وجد و سماع افتد, چنانك (كليم ) را افتاد به (طور)(و خر موسى صعقا) ((1073)) و تا
نگويى كه اين هيبت از تهديد افتد كه اين از اطلاع جبار افتد.
يك ذره اگر كشف شود عين عيان
نه دل برهد نه جان نه كفر و ايمان ((1074)) .
نه دل برهد نه جان نه كفر و ايمان ((1074)) .
نه دل برهد نه جان نه كفر و ايمان ((1074)) .
بصره )) ((1075)) .و نموذج آخر اروع , عند قوله تعالى : (بلى من اسلم وجهه للّه ) ((1076)) يقول :.((كـار كـار مـخلصان است , و دولت دولت صادقان , و سيرت سيرت پاكان , و نقد آن نقد كه در
دستارچه ايشان امروز بربساط خدمت با نور معرفت , فردا بر بساط صحبت با سرور وصلت (انا
اخـلـصـناهم بخالصة ) ((1077)) مى گويد : پاكشان گردانيم و از كوره امتحان خالص بيرون
آريـم , تا حضرت را بشايند, كه حضرت پاك جز پاكان را بخود راه ندهد, ((ان اللّه طيب لايقبل
الا الطيب )) به حضرت پاك جز عمل پاك , و گفت پاك بكار نيايد, آنگه از آن عمل پاك , چنان پاك
بايد شد, كه نه در دنيابازجويى آن را و نه در عقبى , تا به خداوند پاك رسى (و ان له عندنا لزلفى
و حسن ماب ) ((1078)) .سر اين سخن آن است كه ((بوبكر زقاق )) ((1079)) گفت : ((نقصان كل مخلص فى اخلاصه
رؤيـة اخـلاصـه , فـاذا اراد اللّه ان يخلص اخلاصه اسقط عن اخلاصه رؤيته لاخلاصه فيكون
مخلصا لا مخلصا)).مـى گويد : اخلاص تو آنگه خالص باشد كه از ديدن تو پاك باشد, و بدانى كه آن اخلاص نه در
دسـت تـو است و نه بقوت و داشت تو است , بلكه سرى است ربانى و نهادى است سبحانى , كس را
بر آن اطلاع نه , و غيرى را بر آن راه نه .احـديـت مـى گـويـد : ((سـر مـن سرى استودعته قلب من احببت من عبادى )) گفت : بنده را
برگزينم و به دوستى خود بپسندم ,آنگه در سويدا دلش آن وديعت خود بنهم , نه شيطان بدان راه
برد تا تباه كند, نه هواى نفس آن را بيند تا بگرداند, نه فرشته بدان رسد تا بنويسد.جنيد ((1080)) از اينجا گفت : ((الاخلاص سر بين اللّه و بين العبد, لايعلمه ملك فيكتبه , و لا
شيطان فيفسده , و لا هوى فيميله )).ذوالنون مصرى ((1081)) گفت : ((كسى كه اين وديعت به نزديك وى نهادند نشان وى آن است
كه مدح كسان و ذم ايشان , پيش وى به يك نرخ باشد, آفرين و نفرين ايشان يك رنگ بيند, نه از آن
شـاد شود, نه از اين فراهم آيد چنان كه مصطفى (ص ) شب قرب و كرامت , همه آفرينش منشور
سلطنت او مى خواندند, و او به گوشه چشم به هيچ نگرست و مى گفت : شما كه مقربان حضرتيد
مى گوييد : ((السلام على النبي الصالح الذي هو خير من في السما و الارض )) و ما منتظريم تا ما
را بـه آستانه جفابوجهل باز فرستند تا گويد : اى ساحر, اى كذاب , تا چنانك در ((خير من في
السما و الارض )) خود را بر سنگ نقد زديم , درساحر و كذاب نيز برزنيم , اگر هر دو ما را
به يك نرخ نباشد, پس اين كلاه دعوى از سر فرونهيم .
رو كه در بند صفاتى عاشق خويشى هنوز
گر بر تو عز منبر خوش تر است از ذل دار.
گر بر تو عز منبر خوش تر است از ذل دار.
گر بر تو عز منبر خوش تر است از ذل دار.
مخلصا)) مخلص در درياى خطردر غرقاب است , نهنگان جان رباى در چپ و راست وى درآمده ,
دريا مى برد و مى ترسد, تا خود به ساحل امن چون رسدو كى رسد از اينجاست كه بزرگان سلف
گفتند : ((و المخلصون في خطر عظيم )) و مخلص آن است كه به ساحل امن رسيد ((1082)) .رب الـعـالـمـيـن , مـوسـى را به هر دو حالت نشان كرد, گفت : (انه كان مخلصا و كان رسولا
نبيا) ((1083)) هم مخلصا ـ به كسر لام ـ و هم مخلصا ـ به فتح لام ـ خوانده اند ((1084)) .اگـر به كسر خوانى بدايت كار اوست , و اگر به فتح خوانى نهايت كار اوست مخلص آنگاه بود
كه كار نبوت وى در پيوست ,و نواخت احديت به وى روى نهاد, و مخلص آنگاه شد كه كار نبوت
بـالا گرفت و به حضرت عزت بستاخ ((1085)) شد اين خودحال كسى است كه از اول او را
روش بـود و زان پـس بـه كـشـش حق رسد, و شتان بينه و بين نبينا محمد(ص ) چند كه فرق
اسـت ميان موسى و ميان مصطفى (ع ) كه پيش از دور گل آدم به كمند كشش حق معتصم گشت ,
چنانك گفت : ((كنت نبيا و آدم مجبول في طينته )).شبلى ((1086)) از اينجا گفت : در قيامت هر كسى را خصمى خواهد بود, و خصم آدم منم كه
بر راه من عقبه كرد تا در گلزار وى بماندم .شـيـخ الاسلام انصارى (ره ) از اينجا گفت : دانى كه محقق كى به حق رسد؟ چون سيل ربوبيت
در رسـد, و گـرد بشريت برخيزد حقيقت بيفزايد, بهانه بكاهد, نه كالبد ماند نه دل , نه جان ماند
صافى رسته از آب و گل , نه نور در خاك آميخته نه خاك در نور.خاك با خاك شود, نور با نور زبان در سر ذكر شود و ذكر در سر مذكور دل در سر مهر شود
و مهر در سر نور جان در سرعيان شود و عيان از بيان دور اگر تو را اين روز آرزو است از
خود برون آى , چنانك مار از پوست , به ترك خود بگوى كه نسبت با خود نه نيكو است , همان است
كه آن جوانمرد گفت :.
نيست عشق لايزالى را در آن دل هيچ كار
هـيـچـكـس را نـامـده اسـت از دوستان در راه عشق
بى زوال ملك صورت ملك معنى دركنار ((1087)) .
كو هنوز اندر صفات خويش ماندست استوار.
بى زوال ملك صورت ملك معنى دركنار ((1087)) .
بى زوال ملك صورت ملك معنى دركنار ((1087)) .
اللغات الغريبة التي جات في هذا التفسير
و مـن امتيازات هذا التفسير الجليل , استعماله اللغات الفارسية العتيدة , و لكنها جات غريبة في هذا العهد, مما ينبؤك عن ادب رفيع و احاطة واسعة كان يحظى بها المؤلف الكبير و اليك نماذج منها :.جا بشان نبي اللّه موسى (ع ) ذيل قوله تعالى : (بلى من اسلم وجهه للّه ) ((1088)) انه كان مخلصاو مخلصا, قال :.مخلص آنگاه بود كه كار نبوت وى درپيوست , و نواخت احديت به وى روى نهاد, و مخلص آنگاه
شد كه كار نبوت بالاگرفت , و به حضرت عزت بستاخ شد ((1089)) .استعمل ثلاث كلمات هي من صنعة الاديب العتيد :.1ـ ((درپيوست )) اي استقام امر نبوته .2ـ ((نواخت احديت )) اي ندا الربوبية .3ـ ((بستاخ شد)) اي كملت معرفته .و قـد فسر ((بستاخ )) به معنى ((گستاخ )) اي الجري , في حين ان هذا المعنى لايناسب المقام ,
لان فـيـه شـائبة الوقاحة , غيراللائقة بمقام النبوة و انما المراد هو نفس كمال المعرفة (آشنايى
كامل ) المعرفة بالاوضاع و الاحوال .و في تفسير سورة الفاتحة : بنده من مرا به بزرگوارى و پاكى بستود, بنده من پشت وا من داد و
كار وامن گذاشت , دانست كه به سر برنده كار وى مائيم ((1090)) .((پشت وامن داد)) ((وا)) به معنى ((با)) (مع ) اي اعتمد ظهره علي , و فعل معتمدا علي .((به سر برنده )) : پايان رساننده كار وى ماييم بمعنى : ((البالغ امره )).و في ص 5 : استعمل ((شكافته )) بمعنى ((المشتق )).و ص 11 : ((پـيـوسـيـدن )) بـه مـعـنى ((اميد داشتن )) : ((به هر چه پيوسند رسند))بمعنى
((الرجا)).و ص 17 : ((فرا)) به معنى ((به )) : ((در خبر است كه مصطفى فرا ابن عباس گفت )) بمعنى
((قال له )).و ص 96 : ((گـاز)) به معنى ((البنا)) قال في ترجمة (و السما بنا) ((1091)) : ((و آسمان
گـازى بـرداشـتـه )) و قال في ترجمة (رفع سمكها) ((1092)) ـ ص 101ـ : ((گاز آن بالا
داد)).و ص 123 : ((و از اوشيد)) في ترجمة (اليه ترجعون ).و ص 220 : ((كپيان )) : بوزينگان : قردة , في ترجمة (كونوا قردة خاسئين ) ((1093)) .و ص 296 : ((گوشوانان )) : نگهبانان : حرسة .و في ص 575 : ((خنور)) : الوعا.و اللغات من هذا القبيل كثيرة في هذا التفسير.و الابدع : انه ركب كلمات تركيبات ادبية , مما جعلها تفيد معاني جديدة ابتدعها مفسرنا العظيم .من ذلك ما جا في (ج1 , ص 11) : ((پس آورد)) : عاقبة الامر.و في ص 26 : ((باز بريدن )) : الاعتزال .و في ص 96 : ((ارپس )) في ترجمة ((فان )).و في ص 106 : ((هامسانى )) : همانندى : مثل .و في ص 321 : ((برآمد نگاه آفتاب )) : المشرق ((فروشد نگاه آفتاب )) : المغرب .و في ص 355 : ((فرانياوم )) في ترجمة : (ثم اضطره ) ((1094)) .و في ص 589 : ((بازكاود)) : فريضه گزارد : صلى الصلاة الفريضة .
5 ـ تفسير الخواجا عبداللّه الانصاري
قـد اسبقنا ان تفسير الميبدي ((كشف الاسرار و عدة الابرار)) وضع على اساس تفسير الخواجا عبداللّه الانصاري الذي كان مختصرا ففصله و زاد عليه .ثـم جا الاستاذ حبيب اللّه (آموزگار) ليلخص بدوره هذا التفسير الكبير و يستخلص فيما حسبالتفسير الاصل الذي صنعه الخواجا, و ذلك في سنة (1385 ه ق 1344 ه ش ) و تم له ذلك خلال
ثـلاث سـنوات , و اسماه ((تفسير ادبي و عرفاني خواجه عبداللّه انصاري )) و طبع في جزئين ,
فـي مـجـلـد واحـد ضـخم , الطبعة الاولى سنة (1347 ه ش ), و الطبعة الثانية سنة (1353)
في طهران .
6ـ تفسير ابن عربي
هـو ابـوبـكـر محي الدين محمد بن علي بن محمد بن احمد بن عبداللّه الحاتمي الطائي الاندلسي , المعروف بابن عربي ـ بدون اداة التعريف ـ فرقا بينه و بين القاضي ابي بكر ابن العربي صاحب كتاباحكام القرآن و هذا الفرق من اصطلاح المشارقة , اما اهل المغرب فياتون باللام في كلا الموردين .ولـد بـمرسية سنة (560 ه) ثم انتقل الى اشبيلية سنة (568 ه) و بقي بها نحوا من (30) سنة
تـلـقى فيها العلم على كثير من الشيوخ حتى بزغ نجمه و علا ذكره و في سنة (598 ه) نزح الى
الـمـشرق و طوف في كثير من البلاد, فدخل الشام و مصرو الموصل و آسيا الصغرى و مكة , و
اخيرا القى عصاه و استقربه النوى في دمشق , توفي بها سنة (638 ه).كـان ابن عربي شيخ المتصوفة في وقته , و كان له اتباع و مريدون معجبين به الى حد كبير, حتى
لـقـبوه بالشيخ الاكبرو العارف باللّه , كما كان له اعدا ينقمون عليه و يرفضون طريقته و يرمونه
بـالكفر و الزندقة , لما كان يصدر عنه من المقالات الموهمة , التي تحمل في ظاهرها معاني الكفر و
الالحاد.و كان الى جنب تصوفه بارعا في كثير من العلوم , فكان عارفا بالاثار و السنن , و كان شاعرا اديبا,
و لذلك كان يكتب الانشا لبعض ملوك الغرب .و تلك مؤلفاته الكثيرة تدل على سعة باعه و وفرة اطلاعه و تبحره في العلوم الظاهرة و الباطنة ,
و كـانت له حدة في النظرو دقة في الاستنباط, و لكن في الاكثر على مشربه الصوفي الباطني , و
من ثم كانت له شطحات ملا كتبه و مصنفاته .
هل لابن عربي من تفسير؟
كـانـت لـه فـي الـتـفسير و الحديث نظرات , و له فيها مقالات ضمن كتبه و لاسيما ((الفتوحات الـمـكـيـة )) و ((الـفصوص ))و غيرهما من امهات كتبه و لكن هل كان قد الف كتابا في التفسيريخصه ؟.يـبـدو مـن مواضع من كتبه و لاسيما ((الفتوحات )), ان له تاليفا في التفسير, ففي الجز الاول من
الـفتوحات (ص 59) عندالكلام على حروف المعجم في اوائل سور القرآن , يقول : ((ذكرناه في
كتاب الجمع و التفصيل في معرفة معاني التنزيل )).و فـي (ص 63) يقول : ((و قد اشبعنا القول في هذا الفصل عندما تكلمنا على قوله تعالى : (فاخلع
نعليك ) ((1095)) في كتاب الجمع و التفصيل )).و فـى (ص 77) عـنـد كلامه على حروف المعجم , يقول : ((من اراد التشفي منها فليطالع تفسير
القرآن الذي سميناه الجمع و التفصيل )).و يقول عن كتاب آخر في التفسير اسماه ((ايجاز البيان في الترجمة عن القرآن )) في الجز الثالث
من الفتوحات (ص 64) عندالكلام عن ((علم الاصرار)) : ((قد بيناه في كتاب ((ايجاز البيان في
الـتـرجـمة عن القرآن )) في قوله تعالى في آل عمران : (و لم يصرواعلى ما فعلوا) ((1096))
فانظره هناك )).و هذا التفسير قد وجد منه جز يسير من اوله الى الاية 253 من سورة البقرة , و عليه في الخاتمة
توشيح المؤلف هكذا :.((انـتهى الجز الثامن من ((ايجاز البيان في الترجمة عن القرآن )) و يتلوه في التاسع قوله تعالى :
(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) ((1097)) و هذا الاصل بخط يدي من غير مسودة , و كتب
محمد بن على بن محمد بن احمد بن العربي الحاتمي الطائي , المترجم يوم الجمعة الثاني و العشرين
مـن ذي الـقـعدة , سنة احدى و عشرين و ستمائة , و الحمد للّه رب العالمين و صلى اللّه على محمد
خاتم النبيين , و على آله اجمعين آمين )) ((1098)) .و قـد طـبـع عـلى هامش ((رحمة من الرحمان )) من كلام ابن العربي (الجز الاول من ص 7 الى
ص 378).و له ايضا اشارة , الى تفسيرين , احدهما بعنوان ((التفسير الكبير)) حيث يقول فى الجز الرابع من
الفتوحات (ص 194) :.((اعلم ان كل ذكر ينتج خلاف المفهوم الاول منه , فانه يدل ما ينتجه على حال الذاكر, كما شرطناه
فى ((التفسير الكبير)) لنا)).و الـثـانـي بـعـنـوان ((الـتفسير)) او ((تفسير القرآن )) كما جا في الجز الاول من الفتوحات
(ص 86) و (ص 114) و الجز الثالث (ص 64).و هل هما نفس التفسيرين الانف ذكرهما, ام غيرهما, غير واضح .غـيـر ان الـذي يستفاد من مجموع كلماته , ان له في التفسير تاليفا باستقلاله , و قد ضاع مع الاسف
سوى النزر اليسير حسبماذكرنا.
تفاسير منسوبة الى ابن عربي
نعم هناك تفاسير تحمل اسم ابن عربي :. 1ـ ايـجـاز الـبـيان في الترجمة عن القرآن , و هو في كمال الايجاز و الاختصار, و قد طبع جزيسير منه على هامش ((رحمة من الرحمان )) على ما اسلفنا.2ـ رحـمة من الرحمان في تفسير و اشارات القرآن , من كلام الشيخ الاكبر محيي الدين بن عربي
جمع و تاليف محمودمحمود الغراب , من علما دمشق المعاصرين .و هو تفسير غير شامل , التقطه المؤلف من كلام ابن عربي ضمن تاليفاته , و لاسيما ((الفتوحات ))
حيثما تكلم عن تفسير آية او اشارة الى معنى من معاني القرآن , و من ثم لم يستوعب جميع آي القرآن
.و قد قام المؤلف بهذا الجمع خلال خمسة و عشرين عاما, قال : و لمحاولة الوقوف على فهم الشيخ
الاكـبر للقرآن الكريم ,قمت بالعمل اكثر من خمس و عشرين سنة , في جمع و تصنيف و ترتيب ما
كتبه الشيخ الاكبر, في كتبه التي بين ايدينا, ممايصلح ان يكون تفسيرا لبعض آيات القرآن , سوا من
الناحية الظاهرة على نسق التفاسير الاخرى من الاحكام الشرعية و المعاني العربية , او ما يصلح ان
يكون تفسيرا صوفيا لبعض آيات القرآن , و هو ما يسمى بالاعتبار و الاشارة في التوحيدو السلوك ,
و سـميته ((رحمة من الرحمان في تفسير و اشارات القرآن )) تمشيا مع عقيدة الشيخ الاكبر في
شمول الرحمة و عدم سرمدة العذاب ((1099)) .و طبع هذا الاثر في اربع مجلدات , في دمشق سنة (1410 ه ـ 1989 م ).3ـ تـفـسـيـر الـقرآن الكريم في مجلدين اشتهرت نسبته الى ابن عربي , و قد راج ذلك منذ زمن
سـحيق , و هو موضوع على مذاق الصوفية في التفسير الباطني المحض و فيه بعض الشطحات مما
اثـار الـريـب في نسبته الى الشيخ , و زعموا انه من صنع الشيخ كمال الدين ابي الغنائم المولى عبد
الرزاق الكاشي السمرقندي المتوفى سنة (730 ه).قـال الـشيخ محمد عبده : من التفسير الاشاري ما ينسبونه للشيخ الاكبر محيى الدين ابن عربي , و
انـمـا هـو لـلـقـاشـانـي الـبـاطـنـي الـشـهير, و فيه من النزعات ما يتبرا منه دين اللّه و كتابه
العزيز ((1100)) .و امـا الـحـاجي خليفة ـ صاحب كشف الظنون ـ فقد نسبه راسا الى القاشاني من غير ترديد, قال :
كـتـاب ((تـاويلات القرآن ))المعروف بتاويلات القاشاني , هو تفسير بالتاويل على اصطلاح اهل
الـتـصـوف , لـلـشيخ كمال الدين ابي الغنائم عبد الرزاق بن جمال الدين الكاشي السمرقندي , اوله :
((الـحمد للّه الذي جعل مناظم كلامه مظاهر حسن صفائه )) ((1101)) و هذه العبارة هي المبدؤ
بها في التفسير المذكور.و النسخة التي كانت عند حاجي خليفة , كانت الى سورة ص و توجد نسخ كاملة في سائر المكتبات ,
مـنـهـا نـسـخـة كاملة بالمكتبة السليمانية بتركيا تحت رقم (17ـ 18) و تحمل خاتم عبدالرزاق
الكاشاني ((1102)) .و يـتـايـد نسبة الكتاب الى القاشاني بما جا في تفسير سورة ((القصص )) عند الاية رقم 32: (و
اضـمـم اليك جناحك من الرهب ), قوله : ((و قد سمعت شيخنا المولى نور الدين عبد الصمد(قدس
سره ) في شهود الوحدة و مقام الفنا عن ابيه , انه كان بعض الفقرا في خدمة الشيخ الكبير شهاب الدين
السهروردي ((1103)) .و نـور الـدين هذا هو : نور الدين عبد الصمد بن علي النطنزي الاصفهاني , و المتوفى في اواخر
الـقـرن الـسابع , و كان شيخالعبد الرزاق القاشاني , المتوفى سنة (730 ه) و غير معقول ان يكون
نور الدين هذا شيخا لابن عربي المتوفى سنة (638 ه) ((1104)) .التعريف بهذا التفسير.قـد اتـى المؤلف فيه بالتفسير الرمزي الاشاري على طريقة الصوفية العرفانية و غالبه يقوم على
اسـاس وحـدة الـوجـود, ذلـك الـمذهب الذي كان له اثره السيئ في تفسير كلام اللّه , و الذي دعا
بالقائلين انه من صنع ابن عربي , حيث مذهبه في وحدة الوجود مشهور.و هـو تفسير مغلق العبارة , لايفهم معناها, كما لايوجد لها من سياق الاية او فحواها ما يدل عليها, و
لـو ان المؤلف كان واضحا في كلامه , او كان جمع بين التفسير الظاهر و التفسير الباطن كما فعله
الـمـيـبـدي لهان الامر, و لكنه لم يفعل شيئا من ذلك ,مما جعل الكتاب مغلقا, كاكثر مواضع كتب ابن
عربي و لاسيما كتابه ((الفتوحات )) و من ثم كان دليلا آخر على احتمال صحة نسبته اليه فهو في
سـورة آل عـمران (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) ((1105)) , يقول : ربنا ما
خـلـقـت هـذاالـخلق باطلا اي شيئا غيرك , فان غير الحق هو الباطل , بل جعلته اسماك و مظاهر
صـفـاتك , سبحانك , ننزهك ان يوجد غيرك ,اي يقارن شي فردانيتك , او يثني وحدانيتك فقنا عذاب
نـار الاحتجاب , بالاكوان عن افعالك , و بالافعال عن صفاتك ,و بالصفات عن ذاتك , وقاية مطلقة تامة
كافية ((1106)) .و فـي سـورة الـواقعة (نحن خلقناكم فلولا تصدقون ) ((1107)) يقول : نحن خلقناكم باظهاركم
بوجودنا و ظهورنا في صوركم ((1108)) .و فـي سـورة الحديد (و هو معكم اينما كنتم ) ((1109)) يقول : و هو معكم اينما كنتم لوجودكم
به , و ظهوره في مظاهركم ((1110)) .و فـي سـورة الـمـجادلة (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ) ((1111)) يقول : لا بالعدد و
المقارنة , بل بامتيازهم عنه بتعيناتهم , و احتجابهم عنه بماهياتهم و انياتهم , و افتراقهم منه بالامكان
الـلازم لـمـاهياتهم و هوياتهم , و تحققهم بوجوبه اللازم لذاته , و اتصاله بهم بهويته المندرجة في
هـويـاتـهـم , و ظهوره في مظاهرهم , و تستره بماهياتهم , و وجوداتهم المشخصة ,و اقامتها بعين
وجـوده , و ايجابهم بوجوبه فبهذه الاعتبارات هو رابع معهم , و لو اعتبرت الحقيقة لكان عينهم , و
لـهذا قيل :((لولا الاعتبارات لارتفعت الحكمة )), و قال اميرالمؤمنين (ع ) : ((العلم نقطة كثرها
الجاهلون )) ((1112)) .و فـي سـورة المزمل (و اذكر اسم ربك و تبتل اليه تبتيلا رب المشرق و المغرب لا اله الا هو
فـاتخذه وكيلا) ((1113)) يقول :و اذكر اسم ربك الذي هو انت , اي اعرف نفسك , و اذكرها, و
لاتنسها, فينساك اللّه , و اجتهد لتحصيل كمالها بعد معرفة حقيقتها.رب الـمـشـرق و المغرب , اي الذي ظهر عليك نوره , فطلع من افق وجودك بايجادك , و المغرب
الذي اختفى بوجودك ,و غرب نوره فيك , و احتجب بك ((1114)) .تلك نماذج تكشف لك عن واقع هذا التفسير, و انه يقوم على مذهب صاحبه في القول بوحدة الوجود,
الامـر الـذي يلتئم و امكان نسبته الى ابن عربي القائل بذلك , فليس غريبا منه ان يقوم بتاليف تفسير
يـعـتـمـد عـلـى مذهبه الخاص فلا موضع لمااستغر به امثال الشيخ محمد عبده , و ان النزعات او
الـشـطحات التي تشاهد في هذا التفسير, ليست شيئا غريبا عن روح ابن عربي و مذهبه في وحدة
الوجود.و يـقـوم مـذهب ابن عربي في التفسير ـ في سائر مؤلفاته ـ غالبا على نظرية ((وحدة الوجود))
الـتي يدين بها, و على الفيوضات و الوجدانيات التي تنهل عليه من سحائب الغيب الالهي , و تنقذف في
قلبه من ناحية الاشراق الرباني , فنراه في كثيرمن الاحيان يتعسف في التاويل , ليجعل الاية تتمشى
مـع هذه النظرية , فهو يبدل فيما اراد اللّه من آياته و يفسرها على ان تتضمن مذهبه و تكون اسانيد
لـه , الامـر الـذي ليس من شان المفسر المنصف المخلص للّه عمله , اذ يجب على المفسر المخلص
ان يبحث في القرآن بحثا مجردا عن الهوى و العقيدة , مما قل ما يوجد في اهل التصوف و العرفان .هذا و قد بالغ ابن عربي في دعواه الاشراقات الربانية المنهلة على قلبه , و يدعي ان كل ما يجري
عـلـى لـسـان اهـل الحقيقة ـو يعني بهم الصوفية بالذات ـ من المعاني الاشارية في القرآن هو في
الحقيقة تفسير و شرح لمراد اللّه , و ان اهل اللّه ـ و يعني بهم الصوفية ـ احق الناس بشرح كتابه ,
لانـهم يتلقون علومهم عن اللّه مباشرة , فهم يقولون في القرآن على بصيرة , اما اهل الظاهرفيقولون
بـالظن و التخمين , و فضلا عن ذلك انه يرى ان تفاسير اهل الحقيقة لايعتريها شك , و انها صدق و
حـق عـلى غرارالقرآن الكريم , فاذا كان القرآن الكريم لاياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ,
لانـه من عنداللّه , فكذلك اقوال اهل الحقيقة في التفسير, لاياتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها,
لانها منزلة من عند اللّه .يقرر ابن عربي كل هذه المبادئ و يصرح بها في فتوحاته .