غاية الصلاة - تفسیر سوره البقره نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر سوره البقره - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


« تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لاَ يَسْتَوُونَ »[280].

وعلى ضوء ما ذكرنا في تفسير يقيمون الصلاة وملاحظة الحديث التالي تذعن بصحَّة ما قلنا.

((وبهذا الإسناد ، عن حريز ، عن الفضيل قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل الذين هم على صلواتهم يحافظون قال هي الفريضة ، قلت الذين هم على صلواتهم دائمون قال هي النافلة))[281].

غاية الصلاة

الغاية الأخيرة من كلِّ شيء هي الصلاة بما هي صلاة أعني الذكر وهو المعرفة . قال تعالى «الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ»[282].

وهناك سر في ذكر وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ في آخر الآية ليس هنا محل بيانه وكذلك في قوله تعالى «وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ*وَمَنْ كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ »[283]ولعلَّك مع التأمُّل في آخر الآية الثانية وربط الآية بالآية التالية تعرف شيئاً من ذلك « وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ »[284].

وقد مرَّت الإشارة إلى الآية في تفسير سورة الفاتحة فراجع.

* * *

«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ »[285].

القسم الأخير من الآية المباركة هي ثمرةٌ جنيَّة للمؤمنِ بالغيب و المقيمِ الصلاة، لأنَّ الإنسانكالبذرة المهيَّأة والمستعدَّة التي لو وضعت في أرض قابلة للزراعة لانشقَّت وغرست جذورها فتفتَّحت وأثمرت، فالثمار إذاً ليست إلا نتيجة لاستحكام الجذور و صلابة العود..

والإيمان بالغيب هو الذي يمثِّل باطن الإنسان الذي يظهر في إقامة الصلاة والإنفاق في سبيل الله ، ثمرتان ذات أُكلٍ دائم أحدهما يترجح فيه الجانب الروحاني أعني البطون و الأخرى لها ظهور أكبر في المجتمع الإسلامي وهي نابعة من تلك الروح الصافية..

الرزق و الإنفاق

الإطِّلاع على معنى الكلمتين (الرزق-والإنفاق) ضروري لمن أراد أن يعرف الأسرار المكنونة في الآية المباركة..

أمّا الرزق فهو كما صرح اللُغويون يطلق على أمور ثلاثة 1-العطاء الجاري سواء كان دنيوياً أم أخرويا..

2-النصيب والحظ..

3-ما يصل إلى الجوف ويُتغذى به. .

وقد استعمل القرآن الكريم هذه الكلمة في جميع تلك الموارد فقال تعالى« وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ »[286] والمقصود ما هو أعمّ من المال والجاه والعلم و غيرها كما سيأتي..

فالمعنى الثاني أعني الحظ والنصيب ففي قوله « وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ»[287]أي وتجعلون نصيبكم من النعمة تحرى الكذب..

وقال تعالى في الثالث أي الطعام الذي يِتغُذّى به «...فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا »[288].

وأمّا قوله تعالى« وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ* فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ »[289]قيل عنى به المطر الذي به حياة كلّ ذي حياة..

وأما بالنسبة إلى الأرزاق المعنويَّة غير الدنيوية ،فقال سبحانه« وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى »[290].

وأمّا بخصوص العطاء الأخروي ، قال « وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ »[291]وهذا الرزق يتعلَّق بالروح في عالم البرزخ، وأمّا القيامة ففي قوله تعالى « لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلاَّ سَلاَمًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا »[292].

أمّا الإنفاق قال الراغب في المفردات نفق الشيء مضي ونفد، يَنْفُقُ إمّا بالبيع نحو نفق البيع نفاقا، ونفق القوم إذا نفق سوقهم. وإمّا بالموت نحو نفقت الدابة نفوقا. وإمّا بالفناء نحو نَفَقَت الدراهم تنفق وأنفقتها .

أقول من لطائف اللغة العربية أنَّ كلَّ صيغة تشتمل على (النون والفاء) تدلُّ على الذهاب و النفاد والخروج وما شابهها مثل نَفَرَ، نَفَعَ، نَفَسَ، نَفَثَ..

والقرآن قد أطلق الإنفاق في المال وفي غيره ، قال تعالى «وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ »[293] وأيضاً استعمل الكلمة في الواجب والمستحبّ..

على ضوء ما ذكرنا في معنى الكلمتين و استعمالهما سوف نشرع في التأمَّل في القسم الأخير من الآية المباركة حيث قال«... وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ »[294]..

/ 47