الآخرة في اللغة - تفسیر سوره البقره نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر سوره البقره - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وأما المفارقات.

فهي أيضاً كثيرة إلا أنَّ كلَّها ترجع إلى الشريعة فكلٌّ من الأنبياء أولي العزم كان صاحب شريعة مميَّزة « لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً»(المائدة48)رغم كونهم جميعاً على طريقة واحدة، فالشريعة هي التِّي تقبل النسخ دون الدين فهو ثابت على أيِّ حال، فمن الأمور التِّي كانت في عصر عيسى هي صوم الصمت قال تعالى مخاطباً مريم(ع)

« فَإِمَّا تَرَيْنَّ مِنْ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا»(مريم26).

والظاهر أنَّ هذا الصوم كان متعارفاً و مسنوناً في ذلك العصر، فلذلك قبلوا عذرها..

وهناك أمور كثيرة أخرى كانت محرَّمة في بعض الشرائع السابقة أو كلِّها وحلِّلت في شريعتنا السمحة. قال سبحانه «وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنْ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوْ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ»(الأنعام146).

وتحريم هذه الأمور لا لآثار وضعيَّة سلبيَّة فيها بل هو نوع من التأديب والجزاء في قبال الظلم الذي كانوا يمارسونه، كما قال تعالى« فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا »(النساء160).

وقد ورد في تفسير الآية الأولى ومعنى قوله جزيناهم ببغيهم أنَّه كان ملوك بني إسرائيل يمنعون فقراءهم من أكل اللحم والطير والشحوم فحرَّم الله ذلك عليهم ببغيهم على فقرائهم [375].

وهناك حديث في الكافي الشريف ، نذكره بطوله إتماماً للفائدة ((علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن محمدالثقفي، عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان، عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى الله عليه وآله شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام التوحيد والاخلاص وخلع الأنداد والفطرة الحنيفية السمحة ولا رهبانية ولا سياحة، أحل فيها الطيبات وحرم فيها الخبائث ووضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ، ثم افترض عليهم فيها الصلاة والزكاة والصيام والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحلال والحرام والمواريث والحدود والفرائضوالجهاد في سبيل الله . وزاده الوضوء وفضّله بفاتحة الكتاب وبخواتيم سورة البقرة والمفصل وأحلّ له المغنم والفيء ونصره بالرعب وجعل له الأرض مسجدا وطهور أو أرسله كافة إلى الأبيض والأسود والجن والإنس وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم، ثم كلف مالم يكلف أحد من الأنبياء وأنزل عليه سيف من السماء، في غير غمد وقيل له قاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك))[376].

وهذا هو مفاد من المنَّة الواردة في قوله تعالى «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ»(آل عمران164).

ولذلك ورد حديث عن رسول الله (ص) يطلق عليه حديث الرفع ((الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود المسترق قال حدثني عمرو ابن مروان قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله رفع عن أمتي أربع خصال خطاؤها ونسيانها وما أكرهوا عليه وما لم يطيقوا وذلك قول الله عز وجل ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحمّلنا ما لاطاقة لنا به))[377].

وأيضاً ((الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، رفعه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وضع عن أمتي تسع خصال الخطأ والنسيان ومالا يعلمونومالايطيقون وما اضطروا إليه ومااستكرهوا عليه والطيرة والوسوسة في التفكر في الخلق والحسد مالم يظهر بلسان أويد)) وهذا الحديث له دور مهم في استنباط الأحكام الشرعية . والآية التالية تشير إلى ذلك حيث عفى الله عن كثير من الأمور قال «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ»(المائدة15).

الخاتميَّة.

في تقديم القرآن ما أنزل إليك دلالة على أفضليته وجامعيته وكماله، وإنَّه بوجوده الحقيقي الروحاني، مقدَّم على سائر الكتب - كما هو ثابت في محلِّه - كما أنَّ النبي(ص) مقدَّم في الخلق على سائر الأنبياء، وأيضاً يستفاد من ذلك خاتمية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وانقطاع الوحي بعده لأنّ الآية لم تتحدَّث عن المستقبل أصلاً بل تتحدَّث عن الماضي وهذا يدل على عدم وجود كتاب مستقبلي ..

بقي بحث عن ماهيَّة تلك الكتب والصحف سيأتي في محلِّه إن شاء الله تعالى..

* * *

«وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ»(البقرة/4).

وأما المقطع الثالث من الآية المباركة أعني «... وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ»(البقرة/4).

فيرتبط بالأصل الخامس من أصول الدين وهو المعاد، وقد تطرق القرآن الكريم إلى هذا الموضوع بالتفصيل أكثر من المواضيع الأخرى، بحيث لا تخلو أكثر السور من ذكر الآخرة -إمّا بالصراحة أو الإشارة- بل توجد سُوَر ممحضَّة في بيان الآخرة، مثل سورة الواقعة والنبأ وغيرهما..

الآخرة.

عبَّر القرآن الكريم عن عالم الآخرة بتعابير مختلفة، أشرنا إلى بعضها في تفسير قوله تعالى مالك يوم الدين [378]..

وقد ذكر سبحانه عنواناً لذلك العالم وهو الآخرة وهذا أبرز مفهوم يشير إليه، فمن اللازم أن نتحدَّث عن هذا المفهوم على ضوء القرآن فنقول

الآخرة في اللغة

قال الراغب في غريب القرآن آخِر يقابل به الأول وآخَر يقابل به الواحد. ويعبر بالدار الآخرة عن النشأة الثانية كما يعبر بالدار الدنيا عن النشأة الأولى، نحو«وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ»(العنكبوت/64). وربما ترك ذكر الدار نحو قوله«مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ»(الشورى/20). وقد توصف الدار بالآخرة تارة وتضاف إليها تارة نحوقوله «... وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»(الأنعام/32). «...وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلاَ تَعْقِلُونَ»(يوسف/109). [379].

لا تناسب بين الدنيا والآخرة

ليس هناك أمر جامع بين الدنيا وبين الآخرة أصلاً، حيث لا علاقة بين عالم الواقع وعالم الوهم والخيال، فالدنيا عند الله لا قيمة لها أصلاً وقد وصفها الله في كتابه بأوصاف من خلالها نعرف مستوى حقارتها ووهنها..

عَرَض

وقد وردت هذه الكلمة في آيات أربعة، فقال تعالى «... تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»(الأنفال/67).وقال «...وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ...»(النساء/94).

وقال«... لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...»(النور/33). .

/ 47