القرآن كتاب هداية - تفسیر سوره البقره نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر سوره البقره - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


[59].

القرآن كتاب هداية

أمّا أنَّ القرآن هو كتاب الهداية فيستفاد من جميع آياتها ، إذ أن كلّها تنصب في الهداية وتصرِّح أو تشير إلى الجانب الهدائي سواء في قصصه أو في أمثاله أو في بيانه للقضايا العلميَّة، لأنَّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَّم لم يبعث لأجل أن يبيِّن للناس الحقائق العلمية و أسرار الطبيعة، بل بعث لتعليم الناس و تزكيتهم فهو السراج المنير . وبناءً عليه، عند قراءة القرآن، ينبغي أن نركِّز على الجانب الهدائي في القرآن الكريم وكثيراً ما تشير آخر الآيات إلى هذا الجانب ..

مثال.

عندما يبيِّن الظواهر الكونية يقول «وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ »[60].

فالآية رغم أنَّها تتحدَّث عن ظاهرة حركة الأرض الهادئة والسريعة حيث تشبِّه ذلك بالسحاب، إلا أنَّها تقول بأنَّ الجبال هي التي تمرّ وذلك لأنَّ القرآن كتاب هداية لجميع الناس لم يصرِّح بالأرض بل ذكر الجبال لأنَّ عامَّة الناس ينظرون إلى الجبال بعظمة و هيبة ، كما أنَّه سبحانه في آخر الآية، يبيِّن النتيجة المطلوبة من هذا التأمل في الكون وهي « إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ »[61]..

الهداية تكوينيَّة و تشريعيَّة

التكوينيَّة تشمل كافة الموجودات والمراد منها هي أنَّه تعالى هداها إلى السبيل الذي يوصلها إلى كمالها ضمن نظام دقيق وقانون متقن قال تعالى « قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى »[62].

التشريعيَّة وهي التي تتحقق بإرسال الرسل وإنزال الكتب من قبل الله تعالى، فمهمَّة الأنبياء هي تعليم وتربية الناس وإيصالهم إلى الكمال ، وهناك آيات كثيرة تؤكِّد على هذه الحقيقة ..

وينبغي أن نبيِّن

مفهوم الهداية التشريعيَّة

فنقول مفهوم الهداية التشريعيَّة هي الدلالة وإراءة الغاية بإراءة الطريق لأجل الإيصال إلى المطلوب ..

قال في المفردات الهدى والهداية في موضوع اللغة واحد، لكن قد خص الله عز وجل لفظة الهدى بما تولاه وأعطاه واختص هو به دون ما هو إلى الإنسان ..

أقول ولذلك قال تعالى « فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»[63]« قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى »[64]« فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ »[65]« هُدًى لِلنَّاسِ »[66].

وذلك لأنَّ كلمة هدى مصدر، وجميع القيَم أساسها من الله سبحانه وتعالى حيث أنَّه نور السماوات والأرض ..

يهدي من يشاء.

تؤكد كثير من الآيات على أنَّ الهداية - بالمعنى الثاني- مشروطة بإرادة الله تعالى، فلا يهدي سبحانه إلا من يريد قال تعالى « وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ »[67]أو مرتبطة بمشيئته « لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »[68]..

لا الهداية فحسب بل حتَّى الإضلال « أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ »[69].

ولا يتمكَّن أحدٌ أن يقف في قبال إرادته تعالى حتى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله (وإن كانت إرادته صلوات الله عليه وآله هي إرادة الله تعالى) قال تعالى « إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ »[70]وقال « فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ »[71]وبما أن القرآن نور الله فبطبيعة الحال « يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ »[72].

وأهل النار هم الذين ضلُّوا عن السبيل فخسروا أنفسهم، يقول سبحانه في شأنهم « مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ »[73]وأمّا أهل الجنَّة فإنهم يقولون«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا الله...»[74].

هذا.

ومن ثمَّ يقول « قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ »[75].

سؤال

وهاهنا سؤال يطرح نفسه وهو ما هي الشرائط التي ينبغي أن تتوفَّر في الإنسان ليكتسب ويستفيض من هداية الله سبحانه ؟.

وأيضاً ما هي الأسباب الرئيسيَّة التي تؤدِّي إلى أن يقع الإنسان في الضلالة والانحراف فلا تشمله الهداية الإلهيَّة ؟ ثمَّ من هم الذين قد ضلّوا عن السبيل ؟.

الجواب

الجواب على هذا السؤال يتوقَّف على بيان أمور ثلاثة الأمر الأوَّل الهداية عامَّة و خاصة.

ينبغي أن نعرف أنَّ الهداية التشريعيَّة تنقسم إلى قسمين رئيسيين 1- إراءة الطريق .

وهذه الهداية مما تقتضيه الحكمة الإلهيَّة حيث يقول سبحانه « إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى »[76]والهداية في نطاقها هذا تعني أنَّ الله سبحانه يبيِّن للإنسان طريق الحق وطريق الباطل، فيبقى هو الذي يختار أحدهما ، قال تعالى « إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا »

/ 47