حقّ التقوى - تفسیر سوره البقره نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر سوره البقره - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فالدرجة الأولى والثانية واضحة ، وأمّا الثالثة فينبغي أن نشرحها فنقول

حقّ التقوى

وهو أعلى مرتبة من التقوى ولقد ورد فيه قوله تعالى « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ »[165].

من الواضح أنَّه لا تعني الآية الكريمة من كلمة مسلمون الإسلام المصطلح الذي يتلخَّص في الشهادتين بل المقصود فيه الإسلام الكامل الذي هو أعلى من مستوى الإيمان الظاهري المشار إليه بقوله يا أيُّها الذين آمنوا في بداية الآية المباركة ، والإسلام الكامل في الإسلام المذكور في قوله تعالى « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا ...»[166].

والآية قد نزلت في شأن واقعة الغدير حيث نُصِب أمير المؤمنين عليه السلام خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأيضاً قوله تعالى « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ »[167].

فالسلم كافة أي أجمعه من غير نقص أصلاً وأنه هو الإسلام الكامل الذي يتمثَّل في الولاية، ففي أصول الكافي عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علىالوشاء عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في تفسير الآية المباركة قال ((في ولايتنا ))[168].

وفي أمالي شيخ الطائفة قدس سره بإسناده إلى محمد بن إبراهيم قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ( ع ) يقول ((في قوله تعالى ادخلوا في السلم كافَّة قال في ولاية على بن أبى طالب ولا تتبعوا خطوات الشيطان قال لا تتبعوا غيره . ))

[169].

والآية هذه جاءت بعد قوله تعالى «وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ »[170]وهي قد نزلت في شأن عليٍّ عليه السلام بالاتفاق.

والحاصل أنّ التقوى المطلوب في قوله تعالى « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ »[171]هو التقوى الخاص الذي لا يتحقَّق إلا بولاية أمير المؤمنين عليه السلام..

والجدير بالذكر أنَّ الآية التي وردت بعد هذه الآية مباشرةً هي قوله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا... »[172]وقد بيَّنا المقصود من الحبل في الآية في تفسير فاتحة الكتاب، فراجع..

وأمّا الأحاديث فأفضل ما ورد في شأنهم ما في نهج البلاغة عن عليٍّ عليه السلام وهو ما روي ((أن صاحبا لأمير المؤمنين عليه السلام يقال له همام كان رجلا عابدا ، فقال له يا أمير المؤمنين صف لي المتقين ، حتى كأني أنظر إليهم ، فتثاقل عن جوابه ، ثم قال عليه السلام يا همام اتق الله وأحسن ! فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، فلم يقنع همام بذلك القول حتى عزم عليه ، قال فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال أما بعد فان الله سبحانه خلق الخلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم ، آمنا من معصيتهم ، لأنه لا تضره معصية من عصاه ، ولا تنفعه طاعة من أطاعه ، فقسم بينهم معايشهم ، ووضعهم من الدنيا مواضعهم . فالمتقون فيها هم أهل الفضائل منطقهم الصواب ، وملبسهم الاقتصاد ، و مشيهم التواضع ، غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم ، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم ، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزلت في الرخاء ، لولا الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ، شوقا إلى الثواب ، و خوفا من العقاب . عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم ، فهم والجنة كمن قد رآها ، فهم فيما منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون ...))[173] والحديث طويل وفيه فوائد كثيرة فراجعه..

ومن تحلَّى إلى هذا المستوى من التقوى، فقد وصل إلى جميع مراتبه. قال الإمام الخميني قدِّس سرُّه من اتصف بجميع مراتب التقوى، يسلم دينه وعقله وروحه وقلبه وجميع قواه الطاهرة و الباطنة وتسلم حفظته الموكلة به ولا تمل ولا تضجر ولا تتوحش منه ، ومن كان بهذه الصفة، تكون معاملاته ومعاشرته مع صديقه وعدوه بطريق السلامة، بل ينقطع جذر العداوة عن باطن قلبه وإن كان الناس يعادونه ، ومن لم يكن سالما في جميع المراتب، فهو محروم من فيض السلام بمقدار عدم سلامته وقريب من أفق النفاق بمقدار ذلك، نعوذ بالله منه . .

وهو رضوان الله تعالى عليه قد فسَّر تلك الآية المباركة وبيَّن المقصود من المسلمين في تلك الآية ، وهذا النوع من التسليم لا يتحقَّق إلا من خلال الارتباط بحبل الله وهم أهل البيت عليهم السلام..

تقسيم ثلاثي آخر للتقوى

وقد قسم-قدس سره - التقوى في مصباح الشريعة إلى أقسام ثلاثة وهي 1-تقوى الله في الله وهو ترك الحلال فضلا عن الشبهة وهو تقوى خاص الخاص..

2-وتقوى من الله وهو ترك الشبهات فضلا عن حرام ، وهو تقوى الخاص ..

3-وتقوى من خوف النار والعقاب وهو ترك الحرام وهو تقوى العام..

ثمّ قال ((وكل عبادة غير مؤسسة على التقوى فهو هباء منثور قال الله عز وجل أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ [174]))

[175].

أقول عند متابعة الآيات التي تأمر بالتقوى، نشاهد أنَّه تعالى تارةً يأمرنا بأن نتَّق الله فيقول« وَاتَّقُوا اللَّهَ »وقوله«وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِي»[176]وقوله «وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ »[177]وقد وردت في هذا المجال آيات كثيرة وأخرى يريد منّا أن نتقي النار كما في قوله « فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»

/ 47