الأمر الأوَّل - تفسیر سوره البقره نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر سوره البقره - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


والكلام يقع في أمورٍ خمسة مستفادة منها و هي 1- من التبعيضيَّة الداخلة على ما ..

2- ما الموصولة التي هي في محلِّ الجر بمِنْ .

3- الرزق المستفاد من كلمة رزقناهم ..

4-الضمير نا في رزقناهم ..

5-مفهوم الإنفاق وإطلاقه..

الأمر الأوَّل

قوله تعالى «... وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ »[295] يشتمل على مِنْ و مَا حيث قلبت النون إلى الميم فأدغمت فيها..

والجدير بالذكر أنَّه ليست القاعدة سارية في جميع القرآن، بل مثل هذه القواعد الصرفيَّة رغم جريانها في اللغة العربيَّة، لا تحكُم القرآن الكريم أصلاً، ولهذا نشاهد انفصالهما في آية واحدة فحسب وهي في سورة المنافقون حيث قال « وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ... »[296]ولمثله نماذج كثيرة في موارد أخرى ، وهذا من أسرار القرآن الكريم الراجع إلى علم الحروف و الأعداد الذي ليس هنا مجال للحديث عنه ، فليطلب في محلِّه..

والظاهر أنَّ من هذه للتبعيض كما في قوله تعالى « رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ...»[297].

فكلا الميمين في الآية المباركة يدلاّن على التبعيض لأنَّ إبراهيم (ع)قد نزل ببعض الذرِّية إلى تلك الأرض المقدَّسة ، كما أنَّه طلب من الله أنَّ تتعلَّق أفئدة بعض الناس إليهم وقد استجيب الدعاء حيث تعلَّقت أفئدة جماعة خاصة من المسلمين بذريتِّه أعني محمَّد وآله وهم المحبُّون فحسب..

وعليه المقصود من قوله ممّا رزقناهم ينفقون أي بعض الذي رزقناهم لا كلّه، وهذا هوالاقتصاد في الإنفاق والمصرف الذي يؤكِّد عليه الكتاب والسنَّة تأكيداً بالغاً ..

ومن أجل الوصول إلى جميع زوايا هذه المسألة سوف نوردها مع شئٍ من التفصيل فنقول

حدود الإنفاق

لو أردنا أن نعرف نطاق الإنفاق و حدوده ، ينبغي أن نتساءل عن حرف من التبعيضيَّة حيث أنَّها لم تحدِّد النسبة المئوية للإنفاق فلسائل أن يسأل ما هو المقدار الذي ينبغي أن يُنفق المؤمنُ من ماله ؟وهذا السؤال لا يتأتّى في النفس والولد بل حتَّى .

العلم ، الذي هو من موارد الإنفاق كما سيأتي ..

وهناك حديث طويل جدّاً نقله الكليني [298]رحمه الله عن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال دخل سفيان الثوري على أبي عبدالله عليه السلام فرأى عليه ثياب بيض كأنها غِرْقِئُ البيض[299] فأشكل عليه وقايسه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ، و لاثبات مدَّعاه استند بآيات، فأجاب عليه السلام بجواب جامعٍ يشتمل على فوائد كثيرة، ينبغي بيانها مع شيء من التفصيل فنقول

دور الزمان و المكان

بالنسبة إلى رسول الله(ص) فكان للزمان والمكان دور رئيسي في تصرُّفاته كقدوة وأسوة للمجتمع ((فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعيش في زمان مقفر جدب))[300]فإذاً هذا أمرٌ طارئ لا يمكن تعميمه أصلاً بل ينبغي التوجُّه إلى القاعدة العامَّة ..

القاعدة العامّة

وهناك قاعدة عامَّة ينبغي التوجُّه إليها ، وعلى ضوئها تفسَّر سائر الآيات ، والقاعدة في هذا الأمر قد بيِّنت في قوله تعالى « قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِن الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ »[301].

وقد تطرَّق الإمام عليه السلام إلى هذه الحقيقة حيث قال ((إذا أقبلت الدنيافأحق أهلها بها أبرارها لافجارها ، ومؤمنوها لامنافقوها، ومسلموها لا كفارها )) [302].

وأمّا سائر الآيات في هذا المجال فينبغي أن تجمع فهي تفسِّر بعضها بعضاً ، ولذلك خاطب عليه السلام الناس فقال ((أيها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه الذي في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الامة ؟ )) [303].

والآيات في هذا المجال على طوائف

الأولى

التِّي تبيِّن سيرتهم عليهم السلام وأنَّهم كانوا يعانون الشدة و الضيق في العيش ، يؤثرون على أنفسهم وأهمُّها آيتان استند إليهما جماعة سفيان الذين كانوا ينقاشون الإمام عليه السلام 1-قوله تعالى « وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ »[304].

والآية نزلت في شأن علي عليه السلام و الصديقة الكبرى فاطمة سلام الله عليهاكما في أمالي شيخ الطائفة قدِّس سرُّه بإسناده إلى أبي هريرة قال ((جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وآله فشكا اليه الجوع فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيوت أزواجه فقلن ما عندنا الا الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال على بن أبى طالب عليه السلام أنا له يا رسول الله وأتى فاطمة عليها السلام ، فقال لها ما عندك يا ابنة رسول الله ؟ فقالت ما عندنا إلا قوت العشية لكنا نؤثر ضيفنا ، فقال عليه السلام يا ابنة محمد نومى الصبية و اطفئي المصباح ، فلما أصبح على عليه السلام غدا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر فلم يبرح حتى أنزل الله عزوجل ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ))[305].

2-قوله تعالى « وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا »[306].

وشأن نزول الآية معروفة ، وقد اتفق القوم على أنَّها نزلت فيهم عليهم السلام ..

الثانية

التي تحدِّد مستوى الإنفاق بأن لا يخرج من حدِّ الإفراط والتفريط و قد وردت آيتان 1-ما تبيِّن فيها صفات عباد الرحمان حيث قال تعالى « وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا »

/ 47