إلى نفس القرآن ثم يطبّق عليه سائر الضوابط من تدبر سياق الآية وسياق السورة، وسياق الآية العام في القرآن كله. والذي يوَخذ على هذا النوع من التفسير أنّه أمر بديع قابل للاعتماد غير أنّه لا يكفي في تفسير الآيات الفقهية بلا مراجعة السنّة لاَنّها عمومات فيها مخصصها، أو مطلقات فيها مقيدها أو مجملات فيها مبينها. نعم هذا النمط من التفسير يُغني عن كثير من الاَبحاث اللغوية التي طرحها المفسرون لاَنّ المفسر في هذا النمط يريد أن يستخرج معنى اللفظ من التدبر في النص القراني نعم معاجم العربية وكتب التفسير يعينه في بداية الاَمر. وما ورد في روايات أهل البيت في مواضع، ما يوجد هذا النوع من النمط وهو الدقة في خصوصيات الآية وجملها ومفرداتها. 1 ـ روى الصدوق بإسناده عن زرارة قال: قلت لاَبي جعفر ـ عليه السلام ـ: ألا تخبرني من أين علمت وقلت: إنّ المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟ فضحك فقال: "يازرارة قاله رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم " ونزل به الكتاب من الله عزّ وجلّ لاَنّ الله عزّ وجلّ قال:(فاغْسِلُوا وُجُوهَكُم) فعرفنا أنّ الوجه كلّه ينبغي أنّ يغسل ثم قال:(وأيْدِيَكُمْ إلى المَرَافِق) فعرفنا أنّه ينبغي لهما أن يغسلا إلى المرفقين، ثم فصل بين الكلامين فقال: (وامسَحُوا بِروَُوسِكُم) أنّ المسح ببعض الرأس لمكان "الباء" ثم وصل الرجلين بالرأس، فعرفنا حين وصلهما بالرأس أنّ المسح على بعضها، ثم فسر ذلك رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم " للناس فضيعوه"(1) 1. الوسائل: 1، الباب 23 من أبواب الوضوء، الحديث 1. والآية 6 من سورة المائدة.