حد الكفر - إیمان و الکفر فی الکتاب و السنة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إیمان و الکفر فی الکتاب و السنة - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید









وأمّا الاختلاف بين الصنفين فيمكن رفع ذلك بوجهين:



الاَوّل: انّ موقف الصنف الاَوّل غير موقف الصنف الثاني، فالاَوّل بصدد
بيانه ما تصان به الدماء وتحل به الذبائح، وتجوز المناكحة فيكفي في ذلك
الاعتراف بالشهادتين المعربتين عن التصديق بهما قلبا. وأمّا الثاني فهو بصدد
بيان ما ينجي الاِنسان من عذاب الآخرة وهو رهن العمل بالاَحكام وقد ذكرنا
نماذج منه، لتكون إشارة إلى غيرها.



الثاني: انّ ما جاء به النبي ينقسم إلى ضروري يعلم من غير نظر واستدلال
ويعرفه كل من ورد حظيرته كوجوب الصلاة والزكاة وصوم رمضان، وإلى غير
ضروري يقف به من عمّر في الاِسلام وعاش بين المسلمين وتخالط مع العلماء
والوعاظ، أو نظر في الكتاب والسنّة، فإنّ إنكار القسم الاَوّل إنكار لنفس الرسالة،
بحيث لا يمكن الجمع ـ في نظر العرف ـ بين الشهادة على الرسالة وإنكار
وجوب الصلاة والزكاة، ولاَجل ذلك لا يعذر فيه ادّعاء الجهل عند الاِنكار إلاّ إذا
دلّت القرائن على جهل المنكر بأنّه ضروريّ كما إذا كان جديد العهد بالاِسلام،
وسيوافيك حكم منكر الضروريّ في الفصل القادم.وعلى هذا لا منافاة بين
الصنفين فلعلّ عدم ذكرها في الصنف الاَوّل للاستغناء عنه بالاعتراف بالرسالة
غير المنفكة عن الاعتراف بها.



وبذلك يظهر: أنّ المسائل الفرعية والاَُصولية الكلامية وإن كانت من
صميم الاِسلام لكن لا يجب الاِذعان القلبي بها تفصيلاً، بل يكفي الاِيمان بها
إجمالاً حسب ما جاء به النبي فيكفى في الاِيمان، الاِذعان بإن القرآن نزل من الله
، من دون لزوم عقد القلب بقدمه أو حدوثه، وأنّ الله عالم وقادر من دون لزوم
تبيين موقع الصفات وأنّها عين الذات أو زائدة عليها، وقس على ذلك جميع
المسائل الكلامية والفقهية إلاّ ما خرج.










حد الكفر



الجهة الخامسة: في حد الكفر وأسبابه وأقسامه






الجهة الخامسة:



في حد الكفر وأسبابه وأقسامه



إذا تبيّن مفهوم الاِيمان وحدّه فيعلم منه مفهوم الكفر وحدّه بالضرورة،
سواء قلنا إنّ بينهما تقابل التضاد أو تقابل العدم والملكة، وإليك توضيح ذلك:



1 ـ حد الكفر:



الكفر: لغة هو الستر والتغطية، و سمّي الزارع كافراً لاَنّه يستر الحبة
بالتراب، قال سبحانه: (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعجَبَ الكفّار نَباتُهُ) (الحديد ـ 20).



وأمّا اصطلاحاً، فهو عدم الاِيمان بما من شأنه الاِيمان به، فيدخل ما من
شأنه الاِيمان به تفصيلاً كتوحيده سبحانه ورسالة نبيه ويوم قيامته أو من شأنه
الاِيمان به إجمالاً، كالاِيمان بالضروريات أي ما لا يجتمع الاِنكار بها مع التسليم
للرسالة، ويعد الفصل بينهما أمراً محالاً في مقام التصديق، فلو كفر بوجوب
الصلاة والزكاة فقد كفر بما من شأنّه الاِيمان به، فالاِيمان بالرسالة إيمان بهما
ويعدّ إنكارهما أنكاراً لها، بل الاِيمان بكل ما جاء به ضروريّاً كان أو غير
ضروريّ. لكن على وجه الاِجمال لاَنّه لازم الاِيمان برسالته.



قال الاِيجي: الكفر وهو خلاف الاِيمان فهو عندنا عدم تصديق الرسول
في بعض ما علم مجيئه به ضرورة(1)



1. الاِيجي، المواقف: 388.



أسباب الكفر




وقال ابن ميثم البحرانى: "الكفر هو إنكار صدق الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" وإنكار شىءٍ
ممّا علم مجيئه به بالضرورة(1) ".



وقال الفاضل المقداد: "الكفر اصطلاحاً هو إنكار ما علم ضرورة مجيىَ
الرسول به"(2) .



والميزان عند هؤلاء الاَقطاب الثلاثة هو إنكار ما علم مجيىَ الرسول به من
دون أن يشيروا إلى ما هو المعلوم مجيئه به، ولكن السيد الطباطبائي اليزدي أشار
إلى روَوس ما جاء به وقال: "الكافر من كان منكراً للاِلوهية أو التوحيد أو الرسالة
أو ضرورياً من ضروريات الدين مع الالتفات إلى كونه ضرورياً بحيث يرجع
إنكاره إلى إنكار الرسالة"(3) والاَولى بل المتعين ذكر المعاد كما مرَّ.



2 ـ أسباب الكفر:



قد تعرّفت على مفهوم الكفر وحدّه، فيقع الكلام في أسبابه، أعني:
موجبات الكفر، ابتداءً أو بقاءً (تقابل الارتداد) فنقول: إنّ أسبابه ثلاثة:



الاَوّل: إنكار ما وجب الاِيمان به تفصيلاً، على ما مر في الفصل، كإنكار
الصانع، أو توحيده ذاتاً وفعلاً وعبادة. وإنكار رسالة النبي الاَكرم بالمباشرة، أو
يوم المعاد والجزاء وقد علمت أنّ الاِيمان بها، على وجه التفصيل قد أخذ
موضوعاً للحكم بالاِسلام فلو أنكرها أو جهلها يكون محكوماً بالكفر وربّما
يكون معذوراً في بعض الصور كما إذا كان جاهلاً قاصراً أو إنساناً مستضعفاً.



الثاني: جهد ما علم الجاهد أنّه من الاِسلام، سواء كان ضرورياً أم غير





1. ابن ميثم البحراني: قواعد المرام: 171.



2. الفاضل المقداد: إرشاد الطالبين: 443.



3. السيد الطباطبائي اليزدي: العروة الوثقى، كتاب الطهارة، مبحث النجاسات.



/ 192