رسول الاعظم محمد (ص) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
عليك الصلاة والسلام يا رسول الله، لكم كنت متواضعاً مقلاّ في مطالبك. لقد قدّمت للبشرية فضلاً لا يدانيه فضل، وقدت الأمّة إلى طريق فيه فوزها وسعادتها ونجاتها، بعد أن خلّصتها من مهاوي الرذيلة والانحطاط والشرّ، وسموت بها في الطريق الصاعدة إلى الله، وعلى كلّ هذا لم تطلب منها سوى المودة في القربى فهل قدّمت لك أمّتك هذا المطلب الوحيد؟أبداً لقد مرّ معنا في قصص القادة الأبرار كم كانت الأمّة جاحدة لفضل نبيّها، متنكّرة لجميله معها، فقست مع أهل بيته، وعاملتهم بالجحود والقسوة، ونبذت وصيّته وعملت بنقيضها، وجهدت على تسليم قيادها إلى غير أهل البيت، ممّا أوصل حكم الأمّة الإسلامية إلى أيدٍ عدوّةٍ للإسلام والمسلمين، في موجة انحرافٍ إثر موجة، جرفت في طريقها كلّ المعاني السّامية التي أتى بها خاتم النبيّين، وكادت تقضي على الإسلام نفسه لولا أن تصدّى لها أئمّة الحقّ الأطهار، وقدّم كلّ منهم - كما رأينا - حياته ثمناً لهذا التصدّي. وفداءً لحفظ بيضة الإسلام.