إنصاف فيما تضمنه الكشاف (جزء 4) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
قوله تعالى (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) قال فيه (اشتقاق اللات من لوى على كذا إذا أقام
عليهم لأنهم كانوا الخ) قال أحمد: الأخرى تأنيث آخر، ولا شك أنه في الأصل مشتق من التأخير الوجودي، إلا
أن العرب عدلت به عن الاستعمال في التأخير الوجودي إلى الاستعمال حيث يتقدم ذكر مغاير لا غير حتى سلبته
دلالته على المعنى الأصلي، بخلاف آخر وآخرة على وزن فاعل وفاعلة فإن إشعارها بالتأخير الوجودي ثابت
لم يغير، ومن ثم عدلوا عن أن يقولوا ربيع الآخر على وزن الأفعل، وجمادى الأخرى إلى ربيع الآخر على وزن
فاعل، وجمادى الآخرة على وزن فاعلة.
لأنهم أرادوا أن يفهموا التأخير الوجودي لأن الأفعل والفعلي من هذا
الاشتقاق مسلوب الدلالة على غرضهم فعدلوا عنها إلى الآخر والآخرة والتزموا ذلك فيهما، وهذا البحث مما كان
الشيخ أبو عمرو بن الحاجب رحمه الله تعالى قد حرره آخر مدته، وهو الحق إن شاء الله تعالى، وحينئذ يكون المراد
الإشعار بتقدم مغاير في الذكر مع ما نعتقده في الوفاء بفاصلة رأس الآية، والله أعلم.قوله تعالى (أضحك وأبكى) قال فيه (أي خلق قوتي الضحك والبكاء) قال أحمد: وخلق أيضا فعلى الضحك
والبكاء على قواعد السنة، وعليه دلت الآية غير مثابرة لتحريفه، والله الموفق.