الثقفي عن إسماعيل بن أبان عن عبد الغفّاربن القاسم عن المنصور بن عمر عن زرّ بنحبيش، و عن أحمد بن عمران بن محمّد بن أبيليلى عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن المنهالبن عمرو عن زرّ بن حبيش قال: خطب عليّ عليهالسّلام بالنّهروان فحمد الله و أثنى عليهثمّ قال:
أمّا بعد أنا فقأت عين الفتنة لم يكن أحدليجترئ عليها غيري (فساق الخطبة الى آخرهاو هو هذه الفقرة من كتاب الله تعالى: و لنتجد لسنّة الله تبديلا) ثمّ قال:
بيان- و رواه في البحار أيضا من كتاب سليمبن قيس الهلالي نحو ما رواه من كتابالغارات مع زيادات كثيرة في آخره و لا حاجةلنا الى إيرادها و انّما المهمّ تفسير بعضالألفاظ الغريبة في تلك الرّواية فأقول:
الجلل بالضّمّ جمع جلّى وزان ربّى و هوالأمر العظيم و مزوجا في النسخة بالزاءالمعجمة و الظاهر أنه تصحيف و الصحيحمروجا من: راج الرّيح اختلطت و لا يدرى منأين تجيء، و يمكن تصحيحه بجعله من: زاجبينهم يزوج زوجا إذا أفسد بينهم و حرّش، وكلح كلوحا تكشّر في عبوس كتكلّح، و دهركالح شديد، و طان الرجل البيت و السطحيطينه من باب باع طلاه بالطّين، و طيّنهبالتّثقيل مبالغة و تكثير و المطينة فاعلمنه، و في رواية سليم بن قيس بدلها مطبّقة.و جماع الناس كرمّان أخلاطهم من قبائلشتّى و من كلّ شيء مجتمع أصله و كلّ ماتجمّع و انضمّ بعضه الى بعض، و لبد بالمكانمن باب نصر و فرح لبدا و لبودا أقام و لزق. وقوله عليه السّلام: بأبي ابن خيرة الإماءاشارة الى أيّام زمان الغائب المنتظر-عجّل الله فرجه و سهّل مخرجه- و هرجا هرجامنصوبان على المصدر قال في القاموس: هرجالناس يهرجون وقعوا في فتنة و اختلاط وقتل. و في رواية سليم بن قيس حتى يقولوا: ماهذا من قريش لو كان هذا من قريش و من ولدفاطمة رحمنا. و غرى بالشيء غرى من باب تعباولع به من حيث لا يحمله عليه حامل، وأغريته به اغراءا».
أقول: انّما نقلنا هذا الكلام لما فيه منالفوائد لأهل النّظر و التّحقيق.