ثم قال عليه السّلام: «لكن أحاط بها علمه وأتقنها صنعه» أي هو في الأشياء بالاحاطة والتّدبير و على غير الملامسة».
و قال الحكيم الشهير المولى صدر الشيرازي-رحمه الله تعالى- في شرحه على أصول الكافيبعد ذكر الخطبة و تفسير لغاتها ما نصه (ص339):
«اعلم أنّ هذه الخطبة من خطب أميرالمؤمنين و سيّد الموحّدين و إمام الحكماءالإلهيّين و العلماء الرّاسخين و قدوةالأولياء الواصلين و العرفاء الشّامخين وأعلم الخلائق باللَّه و توحيده ما خلاخاتم النّبيّين صلوات الله عليهما و آلهماالهادين المهديّين مشتملة على مباحثشريفة إلهيّة و معارف نفيسة ربّانيّة ومسائل عويصة حكميّة و مطالب عليّة عقليّةلم يوجد مثلها في زبر الأوّلين و الآخرين ولم يسمح بنظيرها عقول الحكماء السّابقين واللّاحقين مع قطع النّظر عن جودة الألفاظو العبارات و فصاحة البيان و الاستعاراتالّتي فاق بها على مصاقع البلغاء و أعاظمالأدباء و فحول الخطباء، و إذ هي واقعة علىترتيب طبيعيّ فلنعقد لبيانها و شرحها عدّةفصول».
فخاض في شرحها ببيان مبسوط مستوفى فيعشرين فصلا (راجع ص 339- 354) ثمّ قال (ص 352): «ولمّا وصف عليه السّلام ربّه بهذه المحامدالشّريفة و التّماجيد العظيمة والتّوحيدات القدسيّة و الصّفات الأحديّةو النّعوت الصّمديّة الّتي لم يسبقه إليهابمثلها أحد و لا يلحق شأوه حامد لأنّه قدوةالموحّدين و إمام العارفين أراد أن ينبّهعليها تنويها بشأنها و ابتهاجا و تبجّحابالذّات المعروف بها فقال: بذلك أصف ربّيفلا إله إلّا الله من عظيم ما أعظمه ...! و منجليل ما أجلّه ..! و من عزيز ما أعزّه ...! وتعالى عمّا يقول الظّالمون علوّا كبيرا.قال الشّيخ الجليل عمدة المحدّثين ثقةالإسلام و المسلمين صاحب كتاب الكافي-عظّم الله قدره و ضاعف أجره-: و هذه الخطبةمن مشهورات خطبه (الخطبة)».
أقول: انّ الخطبة لمّا كانت في الكافيفكلّ من شرح الكتاب شرحها مضافا إلى أنّالخطبة منقولة في كتاب التّوحيد للصّدوق(رحمه الله) فكلّ من شرح الكتاب المذكورشرحها فلها شروح كثيرة و شرحها المولىمحسن الفيض (رحمه الله) في الوافي