إلى الشّام في ثلاثة آلاف مقدّمة له وأوصاه بوصيّة ذكرها في نهج البلاغة.
و لا يخفى أنّ تقريره سعيدا بنصحه وإنفاذه إيّاه مقدّمة له في ثلاثة آلافدليل على ما قلناه من وثاقته.
بقي هنا شيء و هو ما أشير إليه من حربهللمستورد الخارجيّ أحد بني سعد- بن زيدمناة و كان ناسكا مجتهدا و ذلك أنّالمستورد كان ممّن نجا من سيف عليّ يومالنّخيلة و في النّهروان و ترأّس علىالخوارج في أيّام عليّ فخرج بعد مدّة علىالمغيرة بن شعبة و هو والي الكوفة فبارزهمعقل هذا فاختلفا بضربتين فخرّ كلّ منهماميّتا ذكر ذلك أبو العباس المبرد فيالكامل. و من هذا ظهر أنّه لم يدرك زمانسيّد الشّهداء عليه السّلام ضرورة أنّولاية المغيرة كانت في حياة الحسن عليهالسّلام و معاوية فلا وجه لما اختلج ببعضالأذهان من التّوقّف في أمر الرّجل لعدمحضوره وقعة الطّفّ مع أنّ هذا الأشكالسيّال في جمع كثير و قد أجبنا عنه فيمقدّمة الكتاب مستوفى فلاحظ» و قال ابندريد في الاشتقاق عند عدّه رجال بطون تيمبن عبد مناف (ص 186): «و من رجالهم هلال ومستورد ابنا علّفة، و هلال قتل رستم رأسالأعاجم يوم القادسيّة، و كان المستورد منرجالهم، و كانت له نجدة، و لقي معقل بن قيسالرّياحيّ، و كان معقل على شرطة عليّ بنأبي طالب- رضي الله عنه- فقتل كلّ واحدمنهما صاحبه، و أخته [أي المستورد] قطام وهي الّتي تزوّجت ابن ملجم- لعنه الله- واشترطت عليه أن يقتل عليّ بن أبي طالب- رضيالله عنه-».
و قال المحدث القمي (رحمه الله) في سفينةالبحار: «معقل بن قيس التميمي كان عاملعليّ عليه السّلام، و لمّا وجّه معاويةسفيان بن عوف الغامديّ إلى الأنبار للغارةفأراد أمير المؤمنين عليه السّلام أن يرسلإلى العدوّ رجلا كافيا قال لأصحابه:أشيروا عليّ برجل صليب ناصح يحشر النّاسمن السّواد فقال سعيد بن قيس: عليك يا أميرالمؤمنين بالنّاصح الأريب الشّجاعالصّليب معقل بن قيس التّميميّ قال: نعمثمّ دعاه فوجّهه و سار و لم يعد حتّى أصيبأمير المؤمنين صلوات الله عليه (انظر ج 8 منالبحار، باب