حتّى نأخذ] من محمّد ولثا فأرسلوا إليهعروة بن مسعود و قد كان جاء إلى قريش فيالقوم الّذين أصابهم المغيرة بن شعبة وكان خرج معهم من الطّائف و كانوا تجّارافقتلهم و جاء بأموالهم إلى رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم فأبى رسول الله أنيقبلها و قال: هذا غدر و لا حاجة لنا فيه(إلى أن قال) فقال: من هذا يا محمّد؟- فقالهذا ابن أخيك المغيرة فقال: يا غدر و اللهما جئت إلّا في غسل سلحتك (الحديث)».
فقال المجلسي (رحمه الله) في بيانه للحديث:«الولث العهد بين القوم من غير قصد أو يكونغير مؤكّد. قوله: «و قد كان جاء» كانت هذهالقصة على ما ذكره الواقدي أنّه ذهبالمغيرة مع ثلاثة عشر رجلا من بني مالك إلىمقوقس سلطان الاسكندريّة و فضّل مقوقس بنيمالك على المغيرة في العطاء فلمّا رجعوا وكانوا في الطّريق شرب بنو مالك ذات ليلةخمرا و سكروا فقتلهم المغيرة حسدا و أخذأموالهم و أتى النّبيّ صلّى الله عليهوآله وسلّم و أسلم فقبل صلّى الله عليهوآله وسلّم إسلامه و لم يقبل من ماله شيئاو لم يأخذ منه الخمس لغدره (إلى أن قال)قوله: الا في غسل سلحتك قال في المغرب:السلح التغوّط».
أقول: نصّ عبارة الواقديّ في كتابهالمغازي تحت عنوان «غزوة الحديبيّة» (ج 2 ص595) هكذا: «فلمّا أكثر عليه غضب عروة فقال:ليت شعري من أنت، يا محمّد من هذا الّذيأرى من بين أصحابك؟ فقال رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم: هذا ابن أخيكالمغيرة بن شعبة قال:
و أنت بذلك يا غدر؟ و الله ما غسلت عنكعذرتك إلّا بعلابط أمس لقد أورثتناالعداوة من ثقيف إلى آخر الدّهر، يا محمّدأ تدري كيف صنع هذا؟ انّه خرج في ركب منقومه فلمّا كانوا بيننا (1) و ناموا فطرقهمفقتلهم و أخذ حرائبهم و فرّ منهم، و كانالمغيرة خرج مع نفر من بني مالك بن حطيط بنجشم بن قسيّ و المغيرة أحد الأحلام و معالمغيرة حليفان له يقال لأحدهما: دمّونرجل من كندة و الآخر الشّريد و إنّما كاناسمه عمرو فلمّا صنع المغيرة بأصحابه ماصنع شرّده فسمّي الشّريد، و خرجوا إلىالمقوقس صاحب الاسكندريّة فجاء بني مالك وآثرهم على المغيرة فأقبلوا راجعين
(1) كذا في الأصل لكن الكلمة محرفة عن«بيسان» و هي اسم موضع كما يأتى.