و ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:أنّ قبره عليه السّلام بالغريّ، و مايدّعيه أصحاب الحديث من الاختلاف في قبرهو أنّه حمل إلى المدينة، أو أنّه دفن فيرحبة الجامع، أو عند باب قصر الامارة (1)باطل كلّه لا حقيقة له و أولاده أعرفبقبره، و هذا القبر [هو] الّذي زاره بنوهلمّا قدموا العراق كالباقر و الصادقعليهما السّلام و غيرهما.
قال الشّيخ ابن عليان الخازن: وجد بخطّمحمّد بن السّريّ المعروف بابن النّرسيّ:
كانت زيارة عضد الدّولة للمشهدينالشّريفين المقدّسين المنوّرين الغرويّ والحائريّ في شهر جمادى الاولى من سنة احدىو سبعين و ثلاثمائة، و زار مشهد الحسينعليه السّلام لبضع بقين من جمادى و تصدّق وأعطى النّاس على اختلاف طبقاتهم، و جعل فيالصّندوق دراهم ففرّقت على العلويّينفأصاب كلّ واحد منهم اثنان و ثلاثون درهماو كان عددهم ألفين و مائتي اسم، و وهبالعوامّ و المجاورين عشرة آلاف درهم، وفرّق على أهل المشهد من الدّقيق و التّمرمائة ألف رطل، و من الثّياب خمسمائة قطعة،و أعطى النّاظر عليهم ألف درهم و خرج وتوجّه إلى الكوفة لخمس بقين من جمادىالمذكور و دخلها و توجّه إلى المشهدالشّريف ثاني يوم وروده و زار الحرمالشّريف و طرح في الصّندوق دراهم فأصابكلّ واحد منهم أحدا و عشرين درهما و كانعدد العلويّين ألف اسم و سبع مائة اسم، وفرقّ على المجاورين خمسمائة ألف درهم وعلى القرّاء (2) و الفقهاء ثلاثة آلاف درهم.
و توفّي عضد الدّولة فنّا خسرو- رحمه الله-سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة.
و أخبرني والدي عن السّيّد فخّار بن معدّعن محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في كتابالمناقب قال: قال الغزّالي: ذهب النّاس إلىأنّ عليّا عليه السّلام دفن في النّجف وأنّهم حملوه
(1) في فرحة الغري هنا هذه العبارة أيضا (ص 58من طبعة إيران، و ص 112 من الطبعة الجديدةبالعراق): «أو ند البعير الّذي حمل عليهفأخذته الاعراب».
(2) كذا في النسخ المخطوطة التي عندي منفرحة الغري لكن في الأصل و النسخ المطبوعةمن الفرحة: «الفقراء».