عليّ بن أبي طالب نحو البصرة» ما نصّه (ص 187ج 5 من الطّبعة الأولى بمصر):
«و لمّا قدم محمّد و محمّد علي الكوفة وأتيا أبا موسى بكتاب أمير المؤمنين و قامافي النّاس بأمره فلم يجابا إلى شيء فلمّاأمسوا دخل ناس من أهل الحجى على أبي موسىفقالوا:ما ترى في الخروج؟ فقال: كان الرّأيبالأمس ليس باليوم انّ الّذي تهاونتم بهفيما مضى هو الّذي جرّ عليكم ما ترون و مابقي إنّما هما أمران القعود سبيل الآخرة والخروج سبيل الدّنيا فاختاروا، فلم ينفرإليه أحد فغضب الرّجلان و أغلظا لأبي موسىفقال أبو موسى: و الله انّ بيعة عثمان- رضيالله عنه- لفي عنقي و عنق صاحبكما فان لميكن بدّ من قتال لا نقاتل أحدا حتّى نفرغمن قتلة عثمان حيث كانوا فانطلقا إلى عليّفوافياه بذي قار و أخبراه الخبر و قد خرجمع الأشتر و قد كان يعجل إلى الكوفة فقالعليّ: يا اشتر أنت صاحبنا في أبي موسى والمعترض في كلّ شيء اذهب أنت و عبد اللهبن عبّاس فأصلح ما أفسدت. فخرج عبد الله بنعبّاس و معه الأشتر فقدما الكوفة و كلّماأبا موسى و استعانا عليه بأناس من الكوفةفقال للكوفيّين:
أنا صاحبكم يوم الجرعة، و أنا صاحبكماليوم، فجمع النّاس فخطبهم و قال:
يا أيّها النّاس انّ أصحاب النّبيّ صلّىالله عليه وآله وسلّم الّذين صحبوه فيالمواطن أعلم باللَّه جلّ و عزّ و برسولهصلّى الله عليه وآله وسلّم ممّن لم يصحبه،و انّ لكم علينا حقّا فأنا مؤدّيه إليكم،كان الرّأي ألّا تستخفّوا بسلطان الله عزّو جلّ و لا تجترءوا على الله عزّ و جلّ، وكان الرّأي الثّاني أن تأخذوا من قدمعليكم من المدينة فتردّوهم إليها حتّىيجتمعوا و هم أعلم بمن تصلح له الإمامةمنكم، و لا تكلّفوا الدّخول في هذا فأمّاإذ كان ما كان فانّها فتنة صمّاء النّائمفيها خير من اليقظان، و اليقظان فيها خيرمن القاعد، و القاعد خير من القائم، والقائم خير من الرّاكب، فكونوا جرثومة منجراثيم العرب فأغمدوا السّيوف و انصلواالأسنّة و اقطعوا الأوتار و آووا المظلومو المضطهد حتّى يلتئم هذا الأمر و تنجليهذه الفتنة. كتب الى السري عن شعيب عن سيفعن محمّد و طلحة قالا: و لمّا رجع ابن عبّاسإلى عليّ بالخبر