دعا الحسن بن عليّ فأرسله فأرسل معه عمّاربن ياسر فقال له: انطلق فأصلح ما أفسدت.فأقبلا حتّى دخلا المسجد فكان أوّل منأتاهما مسروق بن الأجدع فسلّم عليهما وأقبل على عمّار فقال: يا أبا اليقظان علامقتلتم عثمان- رضي الله عنه-؟ قال: على شتم أعراضنا و ضرب أبشارنا. فقال:و الله ما عاقبتم بمثل ما عوقبتم به، و لئنصبرتم لكان خيرا للصّابرين. فخرج أبو موسىفلقي الحسن فضمّه إليه و أقبل على عمّارفقال: يا أبا اليقظان أ عدوت فيمن عدا علىأمير المؤمنين فأحللت نفسك مع الفجّار؟فقال: لم أفعل و لم تسؤني، و قطع عليهماالحسن فأقبل على أبي- موسى فقال: يا أباموسى لم تثبّط النّاس عنّا؟ فو الله ماأردنا إلّا الإصلاح و لا مثل أميرالمؤمنين يخاف على شيء. فقال: صدقت بأبيأنت و امّي و لكنّ المستشار مؤتمن سمعترسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:انّها ستكون فتنة القاعد فيها خير منالقائم، و القائم خير من الماشي، و الماشيخير من الرّاكب. و قد جعلنا الله عزّ و جلّإخوانا و حرّم علينا أموالنا و دماءنا وقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْبِالْباطِلِ 4: 29 وَ لا تَقْتُلُواأَنْفُسَكُمْ إِنَّ الله كانَ بِكُمْرَحِيماً 4: 29 و قال جلّ و عزّ: وَ منيَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداًفَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ 4: 93 (الآية) فغضبعمّار و ساءه و قام و قال: يا أيّها النّاسإنّما قال له خاصّة: أنت فيها قاعدا خيرمنك قائما. و قام رجل من بني تميم فقاللعمّار: اسكت أيّها العبد أنت أمس مع الغوغاء واليوم تسافه أميرنا! و ثار زيد بن صوحان وطبقته و ثار النّاس و جعل أبو موسى يكفكفالنّاس ثمّ انطلق حتّى أتى المنبر و سكّنالنّاس و أقبل زيد على حمار حتّى وقف ببابالمسجد و معه الكتابان من عائشة- رضي اللهعنها- إليه و إلى أهل الكوفة و قد كان طلبكتاب العامّة فضمّه إلى كتابه فأقبل بهماو معه كتاب الخاصّة و كتاب العامّة: أمّابعد فثبّطوا أيّها النّاس و اجلسوا فيبيوتكم إلّا عن قتلة عثمان بن عفّان- رضيالله عنه- فلمّا فرغ من الكتاب قال: أمرتبأمر و أمرنا بأمر، أمرت أن تقرّ في بيتهاو أمرنا أن نقاتل حتّى لا تكون فتنةفأمرتنا بما أمرت به و ركبت ما أمرنا به،فقام إليه شبث بن ربعيّ فقال: يا عمانيّ، و زيد من عبد القيس عمان و ليسمن أهل البحرين، سرقت بجلولاء فقطعكالله