الباب السادس فيما يحل من مخالطةالسلاطين الظلمة و يحرم
و حكم غشيان مجالسهم و الدخول عليهم والإكرام لهم اعلم أن لك مع الأمراء والعمال و الظلمة ثلاثة أحوال، الحالةالأولى، و هي شرّها أن تدخل عليهم، والثانية: و هي دونها أن يدخلوا عليك والثالثة و هي الأسلم أن تعتزل عنهم فلاتراهم و لا يرونك
أما الحالة الأولى: و هي الدخول عليهم
فهو مذموم جدا في الشرع و فيه تغليظات وتشديدات تواردت بها الأخبار و الآثارفنقلها لتعرف ذم الشرع له ثم نتعرض لمايحرم منه، و ما يباح، و ما يكره، على ماتقتضيه الفتوى في ظاهر العلم
أما الأخبار:
فإنه لما وصف رسول الله صلّى الله عليهوسلّم الأمراء الظلمة قال[1] «فمن نابذهمنجا و من اعتزلهم سلم أو كاد أن يسلم و منوقع معهم في دنياهم فهو منهم» و ذلك لأن مناعتزلهم سلم من إثمهم و لكن لم يسلم منعذاب يعمه معهم إن نزل بهم لتركه المنابذةو المنازعة و قال صلّى الله عليه وسلّم[2]«سيكون من بعدي أمراء يكذبون و يظلمون فمنصدّقهم بكذبهم و أعلنهم على ظلمهم فليسمنّى و لست منه، و لم يرد على الحوض» و روىأبو هريرة رضى الله عنه أنه قال صلّى اللهعليه وسلّم[3] «أبغض القرّاء إلى اللهتعالى الّذين يزورون الأمراء» و في الخبر«خيرا لأمراء الّذين يأتون العلماء و شرّالعلماء الّذين يأتون الأمراء» و فيالخبر[4] «العلماء أمناء الرّسل على عبادالله ما لم يخالطوا السّلطان فإذا فعلواذلك فقد خانوا الرّسل فاحذروهم واعتزلوهم» رواه أنس رضى الله عنه
و أما الآثار.
فقد قال حذيفة: إياكم و مواقف الفتن قيل وما هي؟ قال: أبواب الأمراء
[1] الباب السادس فيما يحل من مخالطةالسلاطين حديث فمن نابذهم نجا و مناعتزلهم سلم أو كاد يسلم و من وقع معهم فيدنياهم فهو منهم: الطبراني من حديث ابنعباس بسند ضعيف و قال و من خالطهم هلك
[2] حديث سيكون بعدي أمراء يكذبون و يظلمونفمن صدقهم بكذبهم و أعلنهم على ظلمهم فليسمنى و لست منه و لم يرد على الحوض: النسائيو الترمذي و صححه و الحاكم من حديث كعب بنعجزة
[3] حديث أبي هريرة أبغض القراء إلى الله عزو جل الذين يأتون الأمراء: تقدم في العلم
[4] حديث أنس العلماء أمناء الرسل على عبادالله ما لم يخالطوا السلطان- الحديث:العقيلي في الضعفاء و في ترجمة حفص الابريو قال حديثه غير محفوظ تقدم في العلم