قدمت و ما صرت إليه، يدعو لك في ظلمةالليل، و أنت تحت أطباق الثرى. و كأن الأخالصالح يقتدى بالملائكة إذ جاء في الخبر[1]«إذا مات العبد قال النّاس ما خلّف؟ و قالتالملائكة ما قدّم؟» يفرحون له بما قدم، ويسألون عنه، و يشفقون عليه. و يقال من بلغهموت أخيه فترحم عليه، و استغفر له، كتب لهكأنه شهد جنازته و صلى عليه و روى عن رسولالله صلّى الله عليه وسلّم[2] أنه قال«مثل الميّت في قبره مثل الغريق يتعلّقبكلّ شيء ينتظر دعوة من ولد أو والد أو أخأو قريب و إنّه ليدخل على قبور الأموات مندعاء الأحياء من الأنوار مثل الجبال» وقال بعض السلف: الدعاء للأموات بمنزلةالهدايا للأحياء، فيدخل الملك على الميت ومعه طبق من نور، عليه منديل من نور فيقولهذه هدية لك من عند أخيك فلان. من عند قريبكفلان، قال فيفرح بذلك كما يفرح الحيبالهدية.
الحق السابع الوفاء و الإخلاص.
و معنى الوفاء الثبات على الحب و إدامتهإلى الموت معه، و بعد الموت مع أولاده وأصدقائه. فإن الحب إنما يراد للآخرة. فإنانقطع قبل الموت حبط العمل و ضاع السعي. ولذلك قال عليه السلام[3]، في السبعة الذينيظلهم الله في ظله «و رجلان تحابّا في اللهاجتمعا على ذلك و تفرّقا عليه» و قالبعضهم: قليل الوفاء بعد الوفاة خير منكثيره في حال الحياة. و لذلك روى أنه صلّىالله عليه وسلّم[4] أكرم عجوز أدخلت عليهفقيل له في ذلك، فقال «إنّها كانت تأتيناأيّام خديجة، و إنّ كرم العهد من الدّين»
[1] حديث إذا مات العبد قال الناس ما خلف وقالت الملائكة ما قدم: البيهقي في الشعب منحديث أبي هريرة بسند ضعيف
[2] حديث مثل الميت في قبره مثل الغريقيتعلق بكل شيء ينتظر دعوة ولد أو والد-الحديث: أبو منصور الديلمي في مسندالفردوس من حديث أبي هريرة قال الذهبي فيالميزان انه خبر منكر جدا
[3] حديث سبعة يظلهم الله في ظله- الحديث:تقدم غير مرة
[4] حديث إكرامه صلّى الله عليه وسلّملعجوز دخلت عليه و قوله أنها كانت تأتيناأيام خديجة و ان حسن العهد من الايمان:الحاكم من حديث عائشة و قال صحيح على شرطالشيخين و ليس له علة