قال أبو سليمان الداراني لأحمد بن أبيالحواري: إذا واخيت أحدا في هذا الزمان فلاتعاتبه على ما تكرهه، فإنك لا تأمن من أنترى في جوابك ما هو شر من الأوّل قالفجربته فوجدته كذلك. و قال بعضهم: الصبرعلى مضض الأخ خير من معاتبته، و المعاتبةخير من القطيعة، و القطيعة خير من الوقيعة.و ينبغي أن لا يبالغ في البغضة عندالوقيعة. قال تعالى عَسَى الله أَنْيَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ الَّذِينَعادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً
و قال عليه السلام[1] «أحبب حبيبك هونا ماعسى أن يكون بغيضك يوما ما و أبغض بغيضكهونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما، و قالعمر رضي الله عنه: لا يكن حبك كلفا، و لابغضك تلفا.
و هو أن تحب تلف صاحبك مع هلاكك
الحق السادس الدعاء للأخ في حياته و بعدمماته،
بكل ما يحبه لنفسه و لأهله و كل ما يتعلقبه. فتدعو له كما تدعو لنفسك، و لا تفرق بيننفسك و بينه. فإن دعاءك له دعاء لنفسك علىالتحقيق.
فقد قال صلّى الله عليه وسلّم[2] «إذا دعاالرّجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك و لكمثل ذلك» و في لفظ آخر[3] «يقول الله تعالىبك أبدأ يا عبدي» و في الحديث[4] يستجابللرّجل في أخيه ما لا يستجاب له في نفسه» وفي الحديث[5] «دعوة الرّجل لأخيه في ظهرالغيب لا تردّ» و كان أبو الدرداء يقول:إنى لأدعو لسبعين من إخواني في سجودى،أسميهم بأسمائهم. و كان محمد بن يوسفالأصفهاني يقول: و أين مثل الأخ الصالح؟أهلك يقتسمون ميراثك و يتنعمون بما خلفت،و هو منفرد بحزنك مهتم بما
[1] حديث أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكونبغيضك يوما ما- الحديث: الترمذي من حديثأبي هريرة و قال غريب قلت رجاله ثقات رجالمسلم لكن الراوي تردد في رفعه
[2] حديث إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيبقال الملك و لك بمثل ذلك: مسلم من حديث أبيالدرداء
[3] حديث الدعاء للأخ بظهر الغيب و فيه يقولالله بك أبدأ يا عبدي: لم أجد هذا اللفظ
[4] حديث يستجاب للرجل في أخيه ما لا يستجابله في نفسه: لم أجده بهذا اللفظ و لأبي داودو الترمذي و ضعفه من حديث عبد الله بن عمر وان أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب
[5] حديث دعوة الأخ لأخيه في الغيب لا ترد:الدارقطني في العلل من حديث أبي الدرداء وهو عند مسلم الا انه قال مستجابة مكان لاترد