من بعض الجهات الخمس على وجه حلال، ثم كانذلك بعد قضاء الدين، و تنفيذ الوصايا، وتعديل القسمة بين الورثة، و إخراج الزكاة،و الحج، و الكفارة، إن كان واجبا. و ذلكمذكور في كتاب الوصايا و الفرائض فهذهمجامع مداخل الحلال و الحرام، أومأنا إلىجملتها، ليعلم المريد أنه إن كانت طعمتهمتفرقة لا من جهة معينة فلا يستغنى عن علمهذه الأمور فكل ما يأكله من جهة من هذهالجهات ينبغي أن يستفتى فيه أهل العلم، ولا يقدم عليه بالجهل. فإنه كما يقال للعالملم خالفت علمك، يقال للجاهل لم لازمت جهلكو لم تتعلم، بعد أن قيل لك طلب العلم فريضةعلى كل مسلم
درجات الحلال و الحرام
اعلم أن الحرام كله خبيث، لكن بعضه أخبثمن بعض، و الحلال كله طيب، و لكن بعضه أطيبمن بعض، و أصفى من بعض، و كما أن الطبيبيحكم على كل حلو بالحرارة و لكن يقول بعضهاحار في الدرجة الأولى كالسكر، و بعضها حارفي الثانية كالفانيذ، و بعضها حار فيالثالثة كالدبس، و بعضها حار في الرابعةكالعسل، كذلك الحرام بعضه خبيث في الدرجةالأولى، و بعضه في الثانية أو الثالثة أوالرابعة. و كذا الحلال تتفاوت درجات صفاتهو طيبه، فلنقتد بأهل الطب في الاصطلاح علىأربع درجات تقريبا، و إن كان التحقيق لايوجب هذا الحصر، إذ يتطرق إلى كل درجة منالدرجات أيضا تفاوت لا ينحصر، فإن منالسكر ما هو أشد حرارة من سكر آخر، و كذاغيره فلذلك نقول
الورع عن الحرام على أربع درجات:
ورع العدول.
و هو الذي يجب الفسق باقتحامه و نسقطالعدالة به، و يثبت اسم العصيان و التعرضللنار بسببه. و هو الورع عن كل ما تحرمهفتاوى الفقهاء
الثانية: ورع الصالحين،
و هو الامتناع عما يتطرق إليه احتمالالتحريم و لكن المفتي يرخص في التناولبناء على الظاهر فهو من مواقع الشبهة علىالجملة، فلنسم التحرج عن ذلك ورعالصالحين، و هو في الدرجة الثانية
الثالثة: ما لا تحرمه الفتوى و لا شبهة فيحله،
و لكن يخاف منه أداؤه إلى محرم