في الخلق شررها، وجب كشف الغطاء عنفسادها، بالإرشاد إلى مدرك الفرق بينالحلال و الحرام و الشبهة على وجه التحقيقو البيان، و لا يخرجه التضييق عن حيزالإمكان. و نحن نوضح ذلك في سبعة أبوابالباب الأول: في فضيلة طلب الحلال و مذمةالحرام، و درجات الحلال و الحرام البابالثاني: في مراتب الشبهات و مثاراتها، وتمييزها عن الحلال و الحرام الباب الثالث:في البحث و السؤال و الهجوم و الإهمال، ومظانها في الحلال و الحرام الباب الرابع:في كيفية خروج التائب عن المظالم الماليةالباب الخامس: في ادرارات السلاطين وصلاتهم و ما يحل منها و ما يحرم البابالسادس: في الدخول على السلاطين ومخالطتهم الباب السابع: في مسائل متفرقة
الباب الأوّل (في فضيلة الحلال و مذمةالحرام و بيان أصناف الحلال و درجاته
)(و أصناف الحرام و درجات الورع فيه)
فضيلة الحلال و مذمة الحرام
قال الله تعالىكُلُوا من الطَّيِّباتِ وَ اعْمَلُواصالِحاً
أمر بالأكل من الطيبات قبل العمل، و قيلان المراد به الحلال. و قال تعالى وَ لاتَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْبِالْباطِلِ
و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَأَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً
الآية و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اتَّقُوا الله وَ ذَرُوا مابَقِيَ من الرِّبا إِنْ كُنْتُمْمُؤْمِنِينَ
ثم قال فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوافَأْذَنُوا بِحَرْبٍ من الله وَرَسُولِهِ
ثم قال وَ إِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُأَمْوالِكُمْ
ثم قال